أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


هلوسات العريان وبيان الإخوان

بقلم : ناهض حتر
25-03-2013 11:07 PM
القيادي الإخواني المصري، عصام العريان، المعروف وصحبه من القيادات الإخوانية بتقبيل أعتاب واشنطن في زيارات ولقاءات لم تنقطع منذ سنوات، للحصول على كرت أخضر للاستيلاء على السلطة في مصر، يتجرّأ على الأردن، الدولة العربية الأصيلة المركزية في بلاد الشام، ويجمعها مع دولة الكيان الصهيوني في قارب واحد، ويعتبر أن الدولتين 'نشأتا برعاية أميركية، بعد أن ورثتهما واشنطن عن بريطانيا'!
ينطبق ذلك بالطبع على إسرائيل، كما ينطبق، بدقة، على حركة الإخوان المسلمين التي نشأت في أحضان الاحتلال البريطاني لمصر، لاستخدامها ضد الحركة الوطنية واليسار ، في تاريخ أسود لأداة معادية للعروبة والتحرر والعدالة الاجتماعية في العالم العربي كله، ثم ورثها الأميركيون واستخدموها ضد الرئيس جمال عبدالناصر والحركة القومية العربية وضد الأنظمة التقدمية، وخصوصا ضد الحركة الشيوعية، ومن صفوف هذه الحركة ، ظهر التكفيريون الإرهابيون، أتباع سيد قطب، ممن استخدمتهم السي آي إيه ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وضد سورية في الثمانينات، وما تزال تستخدمهم حتى الآن في تجريف الثورات العربية من مضامينها الاجتماعية والتحررية، وكحلفاء لإسرائيل كما في تركيا، أو وسطاء لها كما في مصر محمد مرسي.
يقول العريان إن أوباما جاء يودع الكيانين اللذين أنشأهما ورعاهما الأميركيون، وينصحهما بالتغيير للتلاؤم مع متغيرات المنطقة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة، الدولة الإمبريالية، هي، عند العريان، فاعل خير ' ديموقراطي'! هذا هو الفهم الإخواني للتعاون مع الإمبريالية الخيّرة ضد القوميين العرب الأشرار كما في الحرب على سورية.
صدق العريان في ملاحظة واحدة هي أن الإمبريالية الأميركية تغادر المنطقة، لكنها لن تتركها قبل تكوين تحالف إسرائيلي ـ تركي إخواني يمنعها من التحرر والتقدم، ولا تريد أن تتركها قبل ضرب الدولة السورية والمقاومة اللبنانية، وتمزيق المنطقة مذهبيا في سايكس بيكو طائفي هذه المرة. وفي كل ذلك يعتمد الأميركيون على عناصر أهمها الإخوان والسلفية المقاتلة.
على هذه الخلفية سعى أوباما ونجح في التشبيك بين إسرائيل وتركيا ضد العدو المشترك، سورية. وسعى، كذلك، إلى جر الأردن إلى جنون الربع ساعة الأخير في الحرب على سورية، قبل التسوية مع الروس. وهو ما لم ينتبه إليه الإخوان المسلمون الأردنيون الذين لم ينتبهوا إلى أن الحزب الحاكم في أنقرة هو، أيضا، حزب الإخوان، وأن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، خاطب حليف إسرائيل، رجب أردوغان، كسلطان عثماني. وهو يعرف أن أطماع هذا السلطان هي في أرض العرب في حلب وإدلب، وليس في القدس ولا في تل أبيب التي لم تنقطع صلاتها العسكرية والأمنية والاقتصادية لحظة مع تركيا الإخوانية.
لكن ما يجعل المرء يجلجل ضحكا هو وصف بيان الإخوان لزيارة أوباما للأردن بأنها ' مكافأة على تمسك الحكومة الأردنية بمعاهدة وادي عربة' !
شوفوا مين بحكي؟
وكأن الرئيس الإخواني، محمد مرسي، لم يدخل القصر الرئاسي في مصر إلا وقد مزّق معاهدة كامب ديفيد! أو كأنه لم يوفد سفيرا مصريا إلى تل أبيب ( كان حسني مبارك قد سحبه، معززا برسالة خاصة يتمنى فيها الازدهار لدولة إسرائيل!! أو كأنه لم ينسق كل خطواته مع واشنطن سواء في مواجهة العسكر أم في مواجهة المعارضة المدنية! أو كأنه لم يشتغل ساعي بريد بين العدو الإسرائيلي والمقاومة في غزة!
أخيرا، ليست زيارة أوباما للأردن ' مكافأة' إنها، في الحقيقة، كارثة على الأردن، تهدف إلى توريطه في سياسات وإجراءات ضد سورية. ولا يستطيع الإخوان رؤية ذلك لأنهم في الخندق نفسه، مع واشنطن وأنقرة وتل أبيب، ضد الدولة السورية.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012