أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


قمة الدوحة.. ما الجديد؟

بقلم : نبيل غيشان
26-03-2013 11:14 PM
الشعوب العربية ما عاد يهمها تلك المسرحيات، والربيع العربي فرض شروطا جديدة للوحدة
لا يبدو أن الشعوب العربية تبدي اهتماما في القمة العربية التي أنهت أعمالها في العاصمة القطرية امس، ولا يخفى على احد أن الشعوب العربية عامة فقدت ثقتها بأنظمتها السياسية وباتت تنظر للجامعة بانها جزء من إطار الصورة القديم، فما فائدة تلك الاجتماعات ؟ وهل يمكن أن تخرج بنتيجة أو فائدة ؟ هل الجامعة باتت ضرورية؟
لا يبدو أن قمة الدوحة لديها هَمٌ اكبر من الأزمة السورية، وقد نجحت الدولة المضيفة في الوصول إلى قرار عربي 'بنزع الشرعية' عن النظام السوري، وحسم مصير مقعد سورية في الجامعة العربية، لصالح ائتلاف المعارضة السورية، وتسليمه إلى رئيس الائتلاف احمد مَعاذ الخطيب، الذي فاجأ أروقة الجامعة باستقالته، قبل أن يعود امس للجلوس على مقعد سورية، ليلقي كلمة عاطفية وغاضبة، لم يرتح لها كل القادة العرب، وماذا بعد؟ هل ذلك سيدفع باتجاه الحل السلمي أم ينهي فرصه؟
حتى القضية الفلسطينية، رغم حضورها الدائم، إلا أن الشكوك تدور حول تطبيق ما سيتفق عليه والتجارب السابقة شاهدة، فقد جلس الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير آبه بكلمات الافتتاح، رغم أن أمير دولة قطر اقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة من اجل الوصول إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، إضافة إلى اقتراح بتشكيل صندوق لإنقاذ القدس، بقيمة مليار دولار، تبرعت دولة قطر بربعه، لكن هل هذا قابل للتنفيذ؟
لم تتعظ الجامعة العربية وهياكلها القديمة من كل التطورات والدماء التي سالت في الإقليم خلال العامين الماضيين، ولا يبدو أن قادة العرب لحظوا أن أربعة من القادة العرب لم يعودوا موجودين، وأن آخرين ينتظرون مصيرهم ؟ فهل تبقى الجامعة العربية بأطرها وأساليبها السابقة نفسها؟
لم يتغير جدول أعمال القمم العربية منذ عقدين، اجتماع للمندوبين الدائمين على مستوى الجامعة العربية، يضعون إطارا لبيان ختامي يقره أولا وزراء الخارجية، وبعدها يعرض على الرؤساء والملوك من اجل إقراره، وجلسة افتتاحية تشهد تسليم الرئاسة السابقة للرئاسة الجديدة، ومن ثم تبدأ الكلمات، أولا لأمين الجامعة العربية، وبعد وزير الخارجية التركي داوود اوغلو الذي اصبح ضيفا دائما على القمم العربية، يليه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وبعده رئيس البرلمان العربي.
وبعدها تبدأ جلسة للاستماع لرؤساء الوفود العربية وبعدها يتلى البيان الختامي من دون نقاش، وعادة ما تختصر الاجتماعات ليوم واحد لان الجميع بمن فيهم الصحافيون فقدوا اهتمامهم وشهيتهم للاستماع، للأسف تحولت القمم العربية إلى مجرد عادة أو إدمان لمجرد الاجتماع، لكنها لا تضيف شيئا لا للشعوب ولا للحكام الذين باتوا يتثاقلون منها ومن إحراجاتها ومجاملاتها المتكررة.
لم يعد الأمر مقبولا من الجميع شعوبا وحكاما، فهذه مسرحيات لا يحضرها احد، بل انها أصبحت مجال تندر للجميع، والواجب يقضي بان تنتهي فورا وان تتغير آليات انعقادها واليات قراراتها، فلا خير في هذه القمم إن لم تعبر عن إرادة الشعوب العربية وإرادة المصالح العربية.
إن أمام القادة العرب فرصة ذهبية منحهم إياها الربيع العربي، بان ينجزوا وحدة عربية حقيقية تقوم على المصالح العربية المشتركة، وحدة عربية تقودها الشعوب على أساس نبذ الاستبداد وإشاعة الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وهي اللغة الوحيدة التي تعرفها الشوارع العربية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-03-2013 06:38 AM

الشيء الجديد يا أخ نبيل هو :-
تسليح التطرف الذي يلبس الثوب الإسلامي , وعندها سنقول :-
هات حيّكها عاد !!!
وعليه فمبرووووك ذلك التدفق من الأسلحة لجبهة النصرة وغير النصرة إذ لا عبرة بنوعية الأسماء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012