أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الملكية تنفي بيع رئيسها التنفيذي لأكثر من نصف أسهمه عام 2023 الأرصاد: أمطار غزيرة وبرق ورعد جنوبي وشرق الأردن وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد في جرش تخصيص منحة بقيمة 700 ألف دينار لصيانة وافتتاح طرق غرب إربد بمشاركة الصفدي .. السداسية العربية تلتقي بلينكن لبحث التطورات في غزة إعلان الجدول الزمني التفصيلي للانتخابات النيابية وصول طائرة مساعدات بولندية إلى مطار ماركا العسكري 34488 شهيدا و77643 إصابة جراء العدوان على غزة إنقاذ عائلة علقت مركبتهم في سيل بمنطقة صحراوية تلفريك عجلون.. يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي الخصاونة يلتقي نظيره القطري على هامش المنتدى الاقتصادي بالرياض إطلاق شعار انتخابات مجلس النواب 2024 الدفاع المدني للأردنيين: أغلقوا نوافذ مركباتكم الخصاونة: تهجير الفلسطينيين انتهاك لاتفاقية السلام وهو خط أحمر الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية تصادق على توزيع حوالي (108) مليون دينار كأرباح نقدية على المساهمين
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


المرحلة الماضية ومخلفاتها

بقلم : د. رحيّل غرايبة
28-03-2013 11:45 PM
بعد انهيار الدولة العثمانية جاءت الدول الاستعمارية لترث تركة الرجل المريض، وتقاسمت العالم العربي بعد أن رسمت حدوده بطريقة ماكرة، وأقدمت على تمزيقه إرباً وأشلاءً، متنازعة ومتناثرة، لا يجمع بينها سوى رابطة هزيلة واهنة أوهن من بيت العنكبوت، سمّوها الجامعة العربية، ونشأ من خلالها نظام عربي بائس وضعيف ومتخلف، عمل على تكريس الفقر والذل والتبعية، وغرق في وحل الفساد والاستبداد والقمع المصحوب بالجعجعة والشعارات الكبيرة.
في ظل هذه المرحلة المظلمة من عمر الأمة المنكوبة، نشأت ثقافة سياسيّة غريبة تقوم على معنى الانسلاخ والتنكر لحضارة الأمة وهويتها وترعرعت التيارات الفكرية الوافدة من كل حدب وصوب وانقسم العرب عربين، عرب الغرب وعرب الشرق، على طريقة الغساسنة والمناذرة، واتفقوا على محاربة أنفسهم وإضعاف ذواتهم، وتقاسموا خطاب التخوين والتبعية والعمالة للآخر من جهة، وخطاب التمجيد والبطولة والمدح المفرط للذات من جهة أخرى.
في هذه البيئة السقيمة ولد المشروع الصهيوني وترعرع ونما وكبر وتعاظم واستطاع إلحاق الهزيمة بالنظام العربي كلّه، هزيمة نكراء ومذلة، تدعو إلى الشعور بالخزي والمهانة، وبدلاً من أن تشكّل هذه الهزيمة نقطة تحول في تاريخ الشعوب العربية تؤدي إلى مغادرة هذه الأنظمة الهشة التي فرطت بالإنسان والأرض والعرض والكرامة، حدث النقيض تماماً، فقد أعادت هذه الأنظمة انتاج نفسها، واستمرت بالسياسة ذاتها التي تقوم على تغييب الشعوب وقهرها، ونهب مقدراتها، وغرقت في وحل الفساد، وأمعنت في زيادة مساحات الفقر والبؤس والتخلف وعقم الانتاج، وضحالة العلم وانحدار الثقافة، وامتهنت خطاب ثورجي يقطر طهراً وعفة، ويرمي كل مخالف لها بأبشع الأوصاف وأقذع التهم، التي لا تقل عن مستوى الخيانة والتعامل مع العدو والتبعية للمستعمر بالإضافة إلى الرجعية والظلاميّة والتخلف من أجل الإمعان في التشبث في كرسي الحكم وإبعاد خطر المنافسة.
انهار الاتحاد السوفياتي وانهارت المنظومة الاشتراكية، وبدأ نصف العالم الشرقي مرحلة تحول كبيرة وجذرية عميقة، واقتحمت معظم شعوب العالم غمار النهوض والتقدم وبدأت لديها معركة بناء الذات سواء في أوروبا الشرقية، أو دول شرق آسيا، ودول أمريكا اللاتينية، وأصبحت شعوب العالم تتنافس في صناعة التقدم والإنجاز الحضاري وخوض معركة التنمية الشاملة، ولمعت نجوم كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة في سماء آسيا، كما لمعت البرازيل وفنزويلا وبولونيا في سماء أمريكا الجنوبية ودول أخرى وشعوب عديدة، إلا الشعوب العربية، بقيت في ذيل القافلة خاضعة لأنظمة متسلطة تتوارث القهر والنمط الإقطاعي في الحكم، وبقيت غارقة في خطاب التضليل والمخادعة لشعوبها، وتسير بها من هزيمة إلى هزيمة، ومن ضعف إلى ضعف، ومن قهر إلى قهر ومن بؤس إلى بؤس أشد.
عندما حاولت الشعوب العربية إدراك الحقيقة، وبدأت الململة والمواجهة مع المتسلطين والطغاة، وجدت أن المعركة كبيرة ومعقدة، لأن الخصم ليس مقتصراً على الأنظمة الباطشة وإنما وجدت أن المعركة الأكثر صعوبة مع مخلفات الأنظمة ومخلفات المرحلة ونواتجها من أشخاص وأفكار وثقافة وخطاب وشعراء وهجائين ومنظومات فساد نشأت وترعرعت على حواف أنظمة الهزيمة والتخلف، تبيع الوهم وتكرر الخطاب المقيت نفسه، وتبرر القمع والظلم ولا تقيم وزناً للكرامة الآدمية ولا لحق الإنسان في الحياة الحرة، ولا لحقه في الاختيار ولا لحقه في العيش الكريم.
مخلفات الأنظمة أشد حماساً من الأنظمة نفسها، وأكثر قدرة على توزيع الاتهامات، وأعظم جرأة في التجريم وأبلغ في خطاب التخوين وأشد فظاظة في مواجهة المخالفين وأطول نفساً في التباكي على مرحلة الهزائم وتبرير منهج الإذلال والحكم المهين.
وفي الختام لن تنتصر الشعوب العربية إلا إذا استطاعت مغادرة المرحلة السابقة ومغادرة مخلفاتها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-03-2013 12:26 AM

كل الدول التي ذكرتها في المقال البرازيل كوريا الجنوبية وغيرها هي دول ديموقراطية مدنيه لديها أحزاب محافظه وليبرالية ويسارية تتداول السلطه. فهل يقبل الإخوان المسلمون بدوله علمانيه تفصل الدين عن السياسيه. وهل ما قام به الإخوان في مصر ينم عن توجه ديموقراطي يضمن الديموقراطية المستدامة ومبدأ تداول السلطه على المدى البعيد، لا أظن ذلك فقد عملوا على استغلال شعبيتهم الحالية لعمل دستور يعزز للون سياسي واحد. لو أرادوا بناء دوله مدنيه ديموقراطية لسعوا لدستور يعبر عن كل أطياف المجتمع ومكوناته ولا يستفز العصبيات الدينية والفكريه. نعم معهم الأكثرية ولكن هذه الأكثرية قد تزيد أو تنقص تبعاً لأداء حزبهم في المستقبل فهل السيطرة على مفاصل الدولة سوف تعطي للشعوب حرية التغيير في المستقبل أم أنها تؤسس لديكتاتورية جديده مغلفه بالدين.

2) تعليق بواسطة :
29-03-2013 02:19 PM

مشكلة الإخوان أنهم لا يتطورون مع الزمن، ولا يفهمون تغير الظروف والأجيال.

لا أطيل عليك، وبالمختصر: كل الأردنيين العاملين في الإخوان هم شهود على تفتيت الهوية الأردنية وستسألهم الأجيال القادمة عن ذلك، وشهود على تمييع الهوية الفلسطينية بدعوى الوحدة الوطنية والأخوة الاسلامية وتشكرهم اسرائيل على ذلك.

افهمها كما تريد، ولا أظن أنك ستفهمها لأنها معادلة الشعوب وليست معادلة الأحزاب العقيمة المتحوصلة التي لا تفهم الا أدبيات حزبيانها الدوقمية المتعصبه لتاريخها وتأبى أن تعيش واقعها.

الحل بكل ببساطه: الفلسطيني يعمل لقضيته والأردني يعمل لوطنه الأردن، ثم تعاون على البر والتقوى وليس العكس، خدمة لهذين الشعبين المهمشين المحرومين ،هذه استراتيجية عظيمه تجتاج لعظماء يفهموها.

3) تعليق بواسطة :
29-03-2013 10:40 PM

كل يوم ازدادعجابا بما تكتب واستغرب كيف يتحملك بني ارشيد والهمام السعيد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012