|
|
|
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
الحكومة الرشيقة والملف الزراعي
بقلم : د. رحيّل غرايبة 31-03-2013 11:31 PM على الصفحة الأولى من صحيفة العرب اليوم كان الخبر الأهم المتعلق بتشكيل الحكومة الرشيقة، وعلى الصفحة نفسها إعلان ملون لافت للنظر بعنوان 'إعلان إلى مربي المواشي' جاء فيه: (أعلن أنا المزارع مصلح الحمدان عن وجود مزرعة مساحتها '500' دونم باذنجان صنف أول في وادي الأردن، ونظراً لانعدام السوق والتسويق فإني أدعوكم للاستفادة منها لمواشيكم، علماً بأن الإنتاج من الدرجة الأولى وتكاليف القطف علينا، والله ولي الصابرين). من يقرأ هذا الإعلان يصاب بالذهول والصدمة، مما آلت إليه الزراعة في بلدنا الحبيب، وما هو مصير المزارعين في ظل هذه الأوضاع، مما يجعل القارئ يصر على قراءة خطاب الحكومة مرة تلو مرة، من أجل البحث عن الحل، أو على الأقل البحث عن إجابة أو بعض من إجابة على إعلان هذا المزارع وتساؤلات غيره من المزارعين. خطاب الحكومة يعد بالأصل برنامجاً حقيقياً لمدة أربع سنوات، لكونها تحمل سمة حكومة برلمانية كما يقال، وتشكلت بعد مشاورات طويلة استمرت مدة طويلة ولأول مرة في تاريخ الأردن على هذا النحو من الإخراج، فضلاً عن وصف 'الرشاقة' الذي بشرّت به وسائل الإعلام. لقد كانت المفاجأة أن برنامج الحكومة الرشيقة، جاء خالياً من الإشارة إلى الملف الزراعي لا تصريحاً ولا تلميحاً، كما تم ضم وزارة الزراعة إلى وزارة المياه تحت إدارة وزير واحد، مما يعطي مؤشراً واضحاً على قلة اهتمام الحكومة الجديدة بهذا الملف، وأن الزراعة مجرد حقيبة ثانوية في بلد مثل الأردن الذي يعد بلداً زراعياً بالدرجة الأولى. مشكلة الزراعة في الأردن أصبحت مشكلة مزمنة ومؤلمة وتأخذ منحنى خطيراً للغاية، يتسم بالتدهور، منذ وفاة المرحوم وصفي التل، وأصبح مستقبل البلاد مهدداً عندما أصبحت المحاصيل الحقلية في تناقص، والإنتاج الزراعي في تضاؤل، وتوقفت استراتيجية زراعة الغابات وحفظها، وتم إلغاء القوانين والتشريعات التي تحمي الرقعة الزراعية، وتحولت الأراضي الزراعية والمروج الخضراء إلى غابات إسمنتية وسكنية، وتم تفتيت الملكية، وتمت إزالة كل العوائق التي كانت تحول دون العبث بالملكيات الزراعية في تمور الأردن، وتناقص إنتاج القمح بشكل مفرط، وتناقص منسوب الإنتاج الزراعي في المنتوج القومي، وتمت التضحية بصغار المزارعين وعجزت الحكومات المتوالية عن تنمية هذا القطاع بطريقة علمية منهجية من حيث التنمية والازدهار، ومن حيث التنظيم ورفع كفاءة المزارعين، ومن حيث التسويق والتعهد باستيعاب ما يتم إنتاجه، بالإضافة إلى عدم العناية بتوفير مياه الري الكافية لنمو القطاع وازدهاره. إن خلو برنامج الحكومة من الاهتمام بالقطاع الزراعي يشكل خللاً كبيراً وسقطة عظيمة لا تغتفر، مما يحتم على رئيس الحكومة وعلى الوزير المختص أن يسارع إلى توضيح برنامج الحكومة في هذا الشأن الخطير مفصلاً، من أجل عرضه على الجمهور الأردني في أقرب وقت ممكن. نتمنى على الحكومة الجديدة أن تسلك مسلكاً جديداً، يقوم على الوضوح والشفافية مع الجمهور الأردني، يحترم عقولهم وذكاءهم، من خلال توضيح الخطط والبرامج العملية لكل الوزارات، التي تحوي الرؤية والرسالة والأهداف والمشروعات والأساليب والآليات، ونشرها في وسائل الإعلام المحلية، والطلب من أهل الاختصاص وأصحاب الرأي المناقشة وإبداء الملاحظات، ومن ثم تمكين المجتمع الأردني من الرقابة الحقيقية القائمة على أسس علمية وموضوعية بالحد الأدنى.
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
01-04-2013 09:51 AM
 يشهد الله انك انسان وطني يا شيخ ارحيل واستغرب بقائك تحت رئاسة الهمام السعيد
2) تعليق بواسطة :
01-04-2013 07:08 PM
الوطنيين مع بعض وانت لحالك
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق