أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


العنف بتصاعد

بقلم : احمد حسن الزعبي
06-04-2013 11:59 PM
مؤمن جداً أن الكتابة في هذا الموضوع ، بحد ذاتها «عنف نفسي» يمارس على القارىء ما لم تحمل حلولاً أو «فتحات مخارج « لما يحدث للمجتمع ككل من هذا «المرض الوطني الجديد».
ومؤمن جدّاً أن القارئ ملّ «صفّ الحكي» وتكديس الحروف في السطور ،ما دامت لا تحلل عقدة واحدة من عقد «حَبــْل» الفوضى الطويل الذي يجتاحنا..
**
المقلق أن «الرقعة» أصبحت أصغر بكثير من «الشقّ» والتحرك للاحتواء أبطأ بكثير من وتيرة العنف المتزايد وأقل كفاءة من تطور أساليبه وتغيّر أشكاله، كل يوم هناك أكثر من خمس فعاليات «هوش» يكون أطرافها المئات من أبناء هذا الوطن بين ضارب ومضروب ومشتكٍ ومطلوب...و ما نشهده في الجامعات من معارك دموية وتكسير مرافق وسلوك إجرامي مع سبق إصرار وترصّد..هو مثال و نتيجة لما يسكن بعضنا من «عنف في التفكير» الذي يقدّس الأنا..والعشيرة..والمنطقة ..وينسى الدين والوطن والوطنية..
شاهدت أكثر من فيديو للمشاجرات الجامعية الأخيرة..جلها كانت تبدأ بهتافات «التسيّد» تسيّد العشيرة أو تسيّد المنطقة أو الأنا «المتسيّدة» ...متبوعة بــ»خاوة» المذلّة للطرف الآخر..لم يأتِ هذا التفكير من فراغ...هؤلاء الطلاب هم ضحايا لمفهوم بدأ يترسّخ في عقل المجتمع بضرورة الكفر بالوطن والإيمان بــ»الأنا»..أنا العشيرة..انأ الإقليم .. في ظل انفلات الاحكام و تباطؤ التنفيذ و ضعف هيبة البلد..
في نفس الوقت من الظلم ان نحصر العنف في الجامعات فقط..العنف في كل مكان ..في العقل أولاً..وفي الشارع والحي والمؤسسة و المدينة ثانياً ...وكلها تأتي نتيجة إنكار الآخر والتعصب المهووس المتطرّف بالدفاع او الهجوم ..أول أمس كتبت تعليقاً ناقداً لأداء أحد الوزراء على «الفيسبوك»..كل الموجودين في قائمة الأصدقاء الذين يحملون نفس» اسم عائلة الوزير» انقلبوا عليّ وبدأوا بالتخوين..والقذف براجمات الكلام والتفنن بالشتم المؤلم والجارح ..الغريب أن بعضهم كان يتقدم اسمه حرف (دال او ميم أو ألف ) ..ولم يكتفوا بهذا..بل طلبوا «فزعة اليكترونية» من أقاربهم ليشاركوا في حفلة «الشتم»!!..طيب كيف نلوم الطالب اذا كانت بعض اركان المجتمع نفسها من نواب وأطباء ومهندسين ومتعلمين وحرفيين قد فطمت على العنف نفسه...؟؟.
قلنا في بداية المقال ان الكتابة عن العنف هي بحد ذاتها عنف..ما لم تحمل حلولاً قابلة للتطبيق...لذلك أشعر ان العنف سيستمر بتصاعد ودموية أكثر ما لم يسن قانون شديد وقاس ورادع للمتسببين والمشاركين بالفوضى، مع سرعة تنفيذ الحكم القضائي ، لإعادة ثقة المواطن بهيبة الوطن، و المساواة بين الناس لإلغاء فكرة سيادة الأنا أو العشيرة أو المنطقة»..و تعليم الفرد كيف يتقبل الآخر...وأخيرا وليس آخراًً...العودة للدين الذي ابتعدنا عنه كثيراً كثيراً في حل مشاكلنا أو تدبير شؤوننا ..عندما نتمكّن من كل ما سبق سيرجع الأردن القديم الطيب الذي نحن اليه دائماً..

غطيني يا كرمة العلي...القربة مخزوقة

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-04-2013 12:16 AM

صح لسانك يا زعبي .كلامك اليوم مثل الدبس المصنوع من الخروب .كل التحيه .

2) تعليق بواسطة :
07-04-2013 03:02 AM

ما دامت قيمة الدم تعلو عندنا على قيمة الوطن سيظل هذا حالنا.

للعنف بلا شك جذوره وأسبابه التي هي أكثر من أن تحصر في تعليق على مقال، ولكن ما أود الإشارة إليه في هذه العجالة هو أن الدولة ظلت دوما في تصادم مع القبيلة فكلما ضعفت الدولة قويت القبيلة والعكس بالعكس.

الأمر يتكرر بصور أخرى في بلدان احتلت فيها الطائفة مكان القبيلة مثل لبنان الذي باتت فيه الطائفة أكبر من الدولة واعظم شأنا، والعراق الذي بات فيه العرق أكبر من الوطن الأمر الذي وضع الأكراد على حافة إعلان رسمي لاستقلال واقع على الأرض.

3) تعليق بواسطة :
07-04-2013 05:59 AM

لن يسمحوا للاردن الطيب ان يعود الى طيبته , لايريدونه طيبا و انما يريدونه ممزقا و جائعا ,, ولايريدون للاردني الا ان يكون حقودا او منافقا يجيد الثغاء و التسحيج ,, ولا يريدوا للاردنيين الا ان يكونوا فئات متناحرة تنخرها العشائرية و الجهوية و الفئوية ,,,

4) تعليق بواسطة :
07-04-2013 07:42 AM

كلام طيب الوطن بحاجة لفزعة او جاهة وطنيه للتخلص من العنف على غرار جاهة الدوايمه للفايز

5) تعليق بواسطة :
07-04-2013 10:22 AM

لا دين+لااخلاق+لاتربيه سليمه +لاوطنيه+لاهيبه للقانون والدوله+مفهوم خاطىء للديمقراطيه+عشائريه وتعصب بغيض =اجيال طائشه لا تتحمل مسؤوليه

6) تعليق بواسطة :
07-04-2013 11:04 AM

اذا نظرت لهذه الظاهرة على لنها ظاهرة (عفوية) ستستغرب لماذا لم تستطع السلطات السيطرة عليها.. و لكن اذا نظرت لها على انها ظاهرة مدبرة و مقصودة و هي تمهيد لما سيكون عندئذ يختفي العجب من (عدم القدرة) على السيطرة عليها...

7) تعليق بواسطة :
07-04-2013 01:26 PM

ارجو تفهم مايلي :-
1- المجتمع في تطوره كالجسد البشري يتعرض لعوامل التغيير مثل الصحة والمرض ،الفقر والغنى ، التماسك والترابط ،الانحلال والوهن .
2- اذا قلت مناعة الجسد او انعدمت يصبح عرضة للاصابة باي مرض ومن اي نوع .
3- كل داء له دواء ، وحتى امراض المجتمع لها ادوية ومن هذه الامراض الفساد والنفاق والكذب والغش والمحسوبية ، هذا اذا توفرت الارادة والامانة والحزم لمعالجتها .
4- كل علاج يحتاج الى متابعة وجدية في المتابعة الى ان يتم الشفاء .
5- كل مرض اذا طال وقت علاجه او انه لم يعالج بالشكل الصحيح يصيب الاعضاء الاخرى ايضا بالمرض وفي النهاية يؤثر على عمل الدماغ وعندما يفسد الدماغ يفسد كل شيئ تقريبا ،
6- قبل العلاج لابد من الوصول الى التشخيص الصحيح للمرض ، من اين بدأ وكيف تمدد وتطور والى اين وصل ولهل يمكن علاجه وما انجح الادوية لعلاجه وكم كلفة هذا العلاج وهل هذه الكلفة متوفرة وكم يستغرق هذا العلاج وما نتيجته ، وهل هناك احتمال لموت المريض ؟
اذا باختصار نقول ان المجتمع الاردني مريض جدا وهو يعاني من الفوضى والفساد والضياع ولذلك ارجو من الاخوة القراء طرح اجتهاداتهم لكيفية العلاج ومتى يجب ان يبدأ وما فرص نجاحه .؟

8) تعليق بواسطة :
07-04-2013 07:18 PM

غطاء كرمة العلي مبين ثقيل على الزعبي ومن شدة الحرارة بداء بالهذيان والأحلام المزعجة !!
طول عمر الاردن عشائر وعشائرية ولكن لماذا يتم تلفيق كل ما يحصل للعشائر المحترمة في هذه الأيام ، لماذا صرنا كالببغاء نردد ما يقوله أعداء العشائرية ومنتقديها ؟؟؟
هجمة شرسه على العشائر وأبناءها من مصادر مختلفة وحساسة بالوطن لطمسها وتشويه صورتها ونبذها وجعلها أسباب التخلف والفوضى بدأت منذ فترة طويلة ومن أبطالها توجان وحاشيتها ولكن بدأت تظهر من جديد ومدعومة
من قوى لا يعلم إلا الله ماذابنواياها، العشائر لا تقبل الظلم ولا تعتدي على حقوق أي مواطن وتقوم بإصلاح الشأن وفك النشب بين الناس وتخضع للقوانين المدنية والعشائرية !! ارحمو العشائر من التلفيق والكذب الممنهج لدحرها وبطريقة خبيثة

9) تعليق بواسطة :
07-04-2013 11:10 PM

السبب الحقيقي والجوهري للعنف هو الاستهداف المتواصل للكرامة الاردنية ،حيث المدخلات الخاطئة والمتواصلة باجهزة الدولة، وبالتاكيد تكون المخرجات في الجامعات، والتي تنشئ طلبتها على المثالية والفضيلة، ولذا يحدث التناقض ويترجم الى عنف في الجامعات٠
ان السبب الذي يفسر لنا ان معظم اعمال العنف يشارك بها الاردنيون الاصلاء، هو لانهم الاكثر خوفا وقلقا على وطنهم.

10) تعليق بواسطة :
09-04-2013 09:46 PM

لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
صدق الله العظيم
سورة الرعد أيه (11)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012