أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


من يضمن الهدوء في الأيام التالية؟

بقلم : فهد الخيطان
08-04-2013 12:12 AM
كان يوما هادئا في جامعة مؤتة أمس، بعد أسبوع عاصف شهد أسوأ مظاهر العنف الجامعي الذي راح ضحيته أحد الطلبة. قبل استئناف الدراسة التي عُلقت عدة أيام، بذلت إدارة الجامعة الجديدة، والمسؤولون في محافظة الكرك، جهودا كبيرة مع الأطراف العشائرية المتنازعة، لضمان عدم تجدد المواجهات. ويبدو أنها نجحت في مسعاها. لكن، ما من أحد يضمن الهدوء في الأيام التالية، أو تفجر خلاف بين تجمعات عشائرية أخرى.لا شيء مضمونا البتة في 'مؤتة' أو في غيرها من الجامعات الحكومية والخاصة. جامعة جرش 'الخاصة'، شهدت مشاجرة محدودة يوم الخميس الماضي، سرعان ما توسع نطاقها بالأمس؛ عطلة نهاية الأسبوع كانت مناسبة للأطراف العشائرية المتحاربة كي تستجمع قواها، وتحشد شبانها لمواجهة أكبر. وقد تحولت ساحات الجامعة بالفعل إلى مسرح لمشاجرة واسعة، امتدت إلى خارج أسوار الجامعة.تقف إدارات الجامعات عاجزة عن إيجاد حلول جذرية لظاهرة العنف الجامعي. وفي غياب استراتيجية واضحة للدولة، تلجأ إلى علاج من طينة الأزمة ذاتها؛ يستدعي المحافظ وجهاء العشائر التي يتورط أبناؤها في المشاجرات لإقناعهم بالتدخل لضبط الموقف. وداخل الجامعة نفسها، يجتمع كبار المسؤولين مع طلبة من أصحاب النفوذ العشائري لحثهم على ضبط الأمن، ومنع تجدد المواجهات. وهكذا تسلم أجهزة الحكم المحلي وقيادات التعليم العالي بقانون العشائرية، كوسيلة لتسوية النزاعات الطلابية. وهي بذلك السلوك تكرس الأزمة، وتمنح أطرافها غطاء من الشرعية على حساب قوانين الدولة.يوم أمس، نشرت 'الغد' دراسة أكاديمية للزميل الدكتور باسم الطويسي، حول أسباب اتساع ظاهرة العنف الجامعي وأزمة التعليم الحالي 'الطلبة والعشيرة والدولة'. لم يعتمد الطويسي على عمق فهمه للأزمة، ودرايته الواسعة بشؤون الجامعات والمجتمعات المحلية، بل دعم ذلك بتحليل ورصد لاتجاهات عينات من طلبة أربع جامعات حكومية، ليخلص في النهاية إلى جملة من النتائج المهمة التي تحدد طبيعة المشكلة وتطورها وأشكالها، ومسؤولية الأطراف المعنية.دراسة الدكتور الطويسي تصلح، في رأيي المتواضع، لأن تكون أساسا لعمل مجموعة بحث أكاديمية مستقلة، تشكل لغاية دراسة حال الجامعات الأردنية وقطاع التعليم العالي في الأردن، وظاهرة العنف التي تلازم الحياة الطلابية في كل الجامعات.الاكتفاء بحلول آنية وعشائرية 'لطوشات' الجامعات، لن ينهي ظاهرة العنف. ثمة أزمة أعمق، تتصل بعلاقة الدولة بالمجتمع، كما يلاحظ الطويسي في دراسته. أزمة تتعدد أشكالها وتتنوع مظاهرها في الحياة السياسية والاجتماعية.ما نخشاه حقا هو أن تستكين الدولة للحلول المؤقتة للعنف الجامعي، وتدفن رأسها في الرمال كما فعلت من قبل، ولا تلتفت للحاجة إلى وقفة مراجعة، تضمن علاجا جذريا لداء أصاب عصب المجتمع وقواه الحية.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-04-2013 12:32 AM

سبب كل هذه المشاكل أن الدولة قد فقدت هبيتها و إحترامها لدى معظم فيئات الشعب لم يعد المواطن يحسب للدولة حساب ، حلت العشيرة و الجهوية و الفيئوية محل الدولة . و الكارثة ان المواطن اصبح لا يخشى الدولة و بالتالي اصبحت الدولة في نظر المواطن غير قادرة على القيام بمهامهاو واجباتها تجاه المواطن. هذا السبب الرئيس للعنف الجامعي .

2) تعليق بواسطة :
08-04-2013 08:18 AM

بالامكان القول انه شغب عام يجتاح طلاب الجامعات، المفترض انهم وكما قال الكاتب "عصب المجتمع وقواه الحية"..

لو ان هذا حصل في غير بلدنا لبوشر فوراص في تشكيل لجنة تحقيق عامة موسعة..انا لا اعتبرها اقل من شغب الستينات في الولايات المتحدة والذي شكلت له لجان طويلة عريضة..

اشك ان جهات غير عادية ـ استثنائية ضالعة في الموضوع لتمرير طروحات معينة..والا هل كانت الدولة لتسكت عن هذه الظاهرة المزعجة..؟؟!!

3) تعليق بواسطة :
08-04-2013 06:10 PM

الفراغ مفسدة
على اساتدة الجامعات ان يكثفوا جهودهم ويعطو الطلاب ابحاثا وواجبات اكبر لينشغلو ويستفيدو

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012