أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


«الاخوان» .. هدوء ما بعد الانتخابات

بقلم : حسين الرواشدة
09-04-2013 12:46 AM
منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل نحو شهرين ونصف الشهر لم نسمع صوت “الإخوان” المسلمين، صحيح انهم واظبوا على اصدار ما يلزم من بيانات حول بعض الاحداث السياسية، والتزموا بالمشاركة في “مسيرات” الحراك ايام الجمع، لكن الصحيح ايضا انه فيما عدا ذلك تجنبوا “الظهور” وآثروا الهدوء وتوقفوا عن طرح أية مبادرات او القيام بأي تصعيد.

يمكن –بالطبع- فهم هذا “الكمون” السياسي وفقا لعدة اعتبارات، منها ان الاخوان مشغولون “بترتيب” اوضاعهم الداخلية، فقد دخلوا في انتخابات الفروع والشعب، وهم الآن بصدد اعادة النظر في تشكيلة المكتب التنفيذي، واجراء ما يلزم من مصالحات لطيّ صفحة “زمزم” وتداعياتها، وبالتالي فهم يستثمرون هذه المرحلة “لبناء” داخلهم من جديد، استعدادا للمرحلة القادمة، ثمة اعتبار ثانٍ وهو ان “المستجدات” التي شهدها “الاسلام السياسي” في مصر وربما في تونس، ناهيك عن “الملف السوري” الذي يشكل الاسلاميون فيه “فاعلا” اساسيا دفعت الاخوان الى “التوقف” طويلا لقراءة المشهد والاستفادة من التجربة واخطائها، وربما كانت “المقاطعة” فرصة بالنسبة لهم للاطلاع على الصورة من خارجها، واجراء “المراجعة” السياسية اللازمة لتجنيب الجماعة من الوقوع في الخطأ نفسه، او التأثر بتداعياته في المدى المنظور، وثمة اعتبار ثالث وهو يتعلق “بتفاهمات” ربما ابرمت بين الاخوان ومطبخ القرار دفعتهم الى الالتزام “بالتهدئة” مقابل تطمينات “باقتراب” ساعة المشاركة وفق “مواصفات” جديدة ترضي جميع الاطراف.

ثمة اعتبار رابع وهو ان الاخوان راهنوا على “احتجاجات” الشارع وعلى بعض “التحالفات” مع الخاسرين في الانتخابات لكن هذه الرهانات –حتى الآن- لم تفضِ الى ما كان يتوقعه “الاخوان” كما ان “التحالفات” لم تخرج بعد الى “الميدان” وبالتالي فان انتظار الاخوان سيبقى معلقا بما يمكن ان يطرأ على المشهد السياسي سواء فيما يتعلق بمقررات رفع الاسعار او اي اشتباك بين الحكومة والبرلمان.

ايضا ثمة اعتبار خامس وهو محاولة الاخوان “تصدير” خطاب عقلاني مقابل محاولات “شيطنتهم” او التخويف منهم، وللتذكير –هنا- فانه سبق للاخوان اطلاق دعوة “لاقامة” برلمان شعبي موازٍ للبرلمان، لكن يبدو انهم تراجعوا عن هذه الفكرة، بعد ان وصلتهم تحذيرات من مغبة “التشكيك” بشرعية المؤسسات وخاصة البرلمان، وعليه يمكن فهم “تحسين” الاخوان “لخطابهم” في سياق “تصالحي” مع الدولة، وفي سياق “تطمين” للشارع والمجتمع.

مهما تكن الاعتبارات والاسباب التي دفعت “الاخوان” الى “الهدوء” والكمون السياسي، وسواء كانت ذاتية او موضوعية، بسبب ظروف الداخل ورهاناتهم على المستقبل او بسبب “مستجدات” الخارج وملفاته العالقة، فان المؤكد ان هذه المرحلة لن تستمر طويلا، وانهم لن يفوتوا فرصة “ التصعيد” للمطالبة بمزيد من الاصلاحات اذا ما تغيرت المعادلات الراهنة، وبالتالي فان استثمار هذه “المرحلة” للدفع نحو “توافقات” سياسية تضع الاخوان في حسابات المعادلة السياسية القادمة، وتطوي صفحة الاختلاف والجدل والمقاطعة، يبدو مسألة ضرورية، بل هو واجب وطني ايضا يتحمل الجميع مسؤوليته.

بقدر ما تستحق مواقف الاخوان، والحراكات الشعبية الاحترام على الالتزام “بالعقلانية” والتحمل وعلى فهم “الحالة” الاردنية، وعدم المغامرة “بالسلم الاهلي” مهما كانت الاسباب بقدر ما تستحق ايضا ان نتعامل مهما بمنطق سياسي “عقلاني” يحافظ على سيرورتها واستمرارها، ويضمن خروجنا جميعا من “محنة” التربص والانتظار، ومنطق الاستعلاء والاقصاء ومرحلة “التشكيك” والتخويف الى مرحلة “اليقين” الوطني الذي نندمج فيه ببناء البلد والانتقال به الى ما يليق بشعبه من حرية وكرامة وعدالة.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012