أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


حكومة "اثنان في واحد"

بقلم : فهد الخيطان
16-04-2013 11:30 PM
تحمل حكومة الدكتور عبدالله النسور سمات خاصة ومتفردة عن باقي الحكومات. فهي في الواقع حكومتان في واحدة؛ بمعنى آخر 'اثنان في واحد'. فللمرة الأولى، يكون تشكيل الحكومة على مرحلتين؛ الأولى تمت قبل أسابيع، وها هي تتقدم بطلب الثقة من النواب حاليا. أما المرحلة الثانية فستنجز بعد أشهر، إذ سيتم إضافة النواب إلى كادرها الحالي.والبيان الوزاري، كما لاحظتم، من جزأين، خلافا لكل بيانات الحكومات السابقة؛ الجزء الأول عام وشامل ويغطي الفترة الأولى من عمر الحكومة، والثاني برنامج تفصيلي للسنوات الأربع المقبلة؛ أي للحكومات الأربع المقبلة، حسب التقويم الأردني لتشكيل الحكومات والمتبع منذ تأسيس الدولة.والوزراء في حكومة النسور ليس كباقي الوزراء في الحكومات؛ فمعظمهم يحمل حقيبتين، لا بل ثلاثا في بعض الحالات. وقد تساءل أحد المتندرين: هل الوزير الذي يحمل حقيبتين أو أكثر يحوز على السيارات المخصصة للوزارتين أو الثلاث؟!وبالعودة إلى الوراء قليلا، يمكن ملاحظة العديد من الثنائيات التي رافقت ولادة المرحلة الأولى من حكومة النسور؛ فالرئيس المكلف كان واحدا من مرشحَيْن اثنين فقط للمنصب، واستغرقت مشاوراته للتشكيل أسبوعين، وحظي بدعم كتلتين رئيستين في البرلمان. ورئيس الوزراء عايش برلمانين؛ كان عضوا في الأول، ورئيسا للوزراء في الثاني. وهو بهذا المعنى ابن مرحلتين.ماراثون مناقشات الثقة بحكومة 'اثنان في واحد' بدأ أمس، وهناك من اقترح تقسيط الثقة بالحكومة على دفعتين؛ ثقة أولية في المرحلة الحالية، على أن يعاد النظر فيها في حال لم يلتزم الرئيس بوعوده للنواب، خاصة الوعد المتعلق بتوزير النواب. لكن هذا الأمر يصطدم بعقبة كأداء، تتمثل في صعوبة اختيار الوزراء من بين النواب؛ فمهما حاول النسور أن يكون عادلا في اختياراته، فهو لن يتمكن من إرضاء 150 نائبا يطمح جلهم إلى الجلوس في جناح الوزراء.لكن قبل الوصول إلى هذه المحطة، يتعين على الحكومة أن تجتاز محطات صعبة في الثقة. ربما لأسبوعين أو أقل بقليل، سيكون على النسور وطاقمه الجلوس لساعات تحت القبة، والاستماع لعشرات الخطابات النارية، بعضها سيتضمن كلاما من العيار الثقيل، يصل إلى حد الشتائم للحكومة، وستُفتح  تحت القبة وعلى الهواء مباشرة السير الذاتية للوزراء. وبالمناسبة أيضا، وعلى سيرة الثنائيات، فإن المجلس سيعقد جلستين يوميا؛ واحدة صباحية والثانية مسائية، لإنجاز المهمة في أقصر وقت ممكن.وسائل إعلام عديدة تنتظر باهتمام كلمات نواب من ألد خصوم الحكومة، ويُتوقع أن تتخللها ملاسنات بين أعضاء المجلس، وانسحابات لمحتجين، ورشقات من الاتهامات للرئيس والوزراء. لكن السؤال: هل يمكن أن يقف نواب على المنصة ليدافعوا عن الحكومة ويتبنوا برنامجها؟الحاصل أن الأيام المقبلة تحمل الكثير من الإثارة تحت القبة. وستمر على الحكومة لحظات عصيبة، وساعات ثقيلة، وستبلغ الحبكة الدرامية ذروتها مع اقتراب لحظة التصويت على الثقة، ويبدأ كل وزير ونائب بجمع الأصوات وعدّها، على أمل الوصول إلى الرقم 76 في أسرع وقت. لكن، كما هي الحال في الأعمال الدرامية المصرية، أو التركية الرائجة حاليا، ستكون النهاية سعيدة بكل تأكيد.(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-04-2013 07:20 AM

اذا كانت المسألة كما يدعي الكاتب من ان النواب يطمحون بالجلوس على مقاعد الوزراء، اقترح ان يجري استبدال المقاعد بحيث يحشر النواب انفسهم باي طريقة على مقاعد الوزراء حتى ولو تناوبوا على الجلوس كل عشرة على مقعد واحد ،على ان يجلس الوزراء على مقاعد النواب وهكذا يحصل النسور على ثقة النواب وجميعهعم سيصوتون صوتين بصوت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012