أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


عمليات تجميلية

بقلم : يسار خصاونة
24-04-2013 10:04 AM
وأخيراً استطاعت أمريكا ، وإسرائيل ، وفرنسا ، وبريطانيا ، أن يقنعوا العربان من المحيط الخالي ، إلى الخليج البالي ، وأيضاً المسلمين من مغيب الشمس إلى انطفائها أن إيران ومن تمثلهم من شيعة هم العدو الأول لهم ، وبقيت أمام هذه الدول السرطانية أن تزيل ما ثبت من أوساخ وتشوهات على الوجه الصهيوني المتورم على مر التاريخ الإنساني فبدأ الرالي الأمريكي السرطاني في السباق من أجل تلميع هذا الوجه بأنه راغب في السلام ، وستبدأ بعد قليل الاجتماعات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ، مع راعي السلام الأول أمريكا، وستبدأ الدول المشاركة في هذا المأتم بفتح الملفات وإغلاقها وتزويرها وتبديلها وحذفها إلى آخر هذه الأفعال التي تشكل الإطار الحقيقي لمفاوضات السلام مع مغتصب الأرض والعرض معاً ، مع من سقطت عن وجهه الأقنعة غرباً وشرقاً ، وعمليات التجميل هذه ليس المقصود منها العربان على امتداد صحاريهم ، ولا المسلمين على امتداد فوضويتهم فقد وضعوا حجراً كبيراً فوق هؤلاء ، لكن المقصود من عمليات التجميل هم الغربيين الذين أقلقوا راحة بال هذه الدول السرطانية ، إنهم يريدون أن يقدموا لهم صورة الراغب بالسلام المذل ، وصورة الحمل الوديع الذي يمد يده الملطخة بالدم الفلسطيني ليصافح بها حكاماً يدعون أنهم على وضوء تام .
من أجل ذلك ، ومن أجل رسم صورة مزيفة للوجه الصهيوني بألوان باهتة سوف تتسابق الدول السرطانية لتقديم الوجه الصهيوني القاتل للأطفال بأنه إنساني إلى أبعد حدود الإنسانية ، فبعد قليل سوف تشارك إسرائيل في إغاثة الشعب السوري اللاجئ إلى تركيا والأردن ولبنان ، وسوف تقدم المعونات الإنسانية لجرحى حادث سير في إحدى الصحارى العربية ليصفق لها الغرب ، بعد قليل سوف تضع إسرائيل كافة قدراتها التكنولوجية لإطفاء حريق مفتعل في إحدى العواصم العربية ، بعد قليل ستساهم إسرائيل في استقبال الجرحى السوريين ومداواتهم ، بعد قليل ستكون إسرائيل إلى جانب دولة عربية أصابها خريف عربي ، أو أي كارثة طبيعية ، بعد قليل ستشارك إسرائيل بفريقها الوطني لكرة القدم بمباراة ودية لمساعدة جرحى أحد الأنظمة العربية الذين سقطوا برصاص الشرطة ، بعد قليل ستعلن إسرائيل تبرعها من أجل تحرير سجناء في دول عربية ، وبعد قليل ... بعد قليل ...
كثيرة هي السيناريوهات المعدة إعداداً متقناً من أجل إعادة الروح للوجه الصهيوني ونحن غافلون ، عن كل ما يدور حولنا فأين الأحزابُ اليساريون على الورقة ؟، واليمينيون المرتزقة ؟ والإسلاميون المحترقة ؟ وأين مجالسنا النيابية التي صرفت مليارات من أجل الجلوس على كرسي هزاز ، رجاج ؟ وأين الوزراء الذين اشتروا البدلات الأنيقة للوقوف أمام عدسات الكاميرا؟ وأين رجال الدين والعلم والفكر والثقافة الحقيقيون ؟ ألا تحتاج عمليات التجميل هذه منهم إلى التصدي وكشف زيفها ؟ هل بقي أن نقول : إننا صامدون في عارنا وذلنا ، صامدون في صمتنا ، صامدون إلى الأبد يا حكاماً مستبدون للأبد .
لو كان عندنا قذافي واحد ، ومبارك واحد ، و... و.... لأزحناه واسترحنا ، ولكن كل مسؤول منا هو قذافي بلده ، وبئست الأرحام التي لا تلد إلا حكاماً قذافيين ، ونواباً قذافيين ، وأحزاباً قذافيين ، ووزراء قذافيين ، وبوركت الأرحام التي لا تلد إلا عمر بن الخطاب ، وعمر المختار ، يا ليت كان بيننا عمر آخر .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012