أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024 بعثة تجارية مصرية تزور الأردن السبت المقبل
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


فضيلة سويسي ... وبرنامج "مثير للجدل"
30-05-2010 10:00 AM
كل الاردن -

فاطمة عطفة: إطلالتها البهية على الشاشة وما تحمله من كبرياء وشموخ تذكرنا بالمناضلات الجزائريات والفارسات العربيات اللواتي تركن بصمة مهمة في التاريخ، ولكنها أجمل وألطف وأوضح عندما تلتقيها وتستمع إليها وتخطفك بما تحمله من أفكار وثقافة نيرة تشبعت بها من تربيتها في بيتها الصغير إلى بيتها الكبير، الجزائر، وصولا إلى الدار العربية الكبرى. إنها الإعلامية المرموقة فضيلة سويسي التي تفضلت مشكورة بالحديث للـ'القدس العربي' لتكشف لنا لمحات مما في خزائنها الفكرية والثقافية والاجتماعية، ليس من بلادها فقط بل من البلاد العربية التي تعتبرها وطنها الثاني، لأن الشاشة وحدها لا تكفي للكشف عن الطاقات المضيئة وتبيان المكنونات الشبابية الموجودة في بلادنا العربية. وفي طليعة هذه الكوكبة، الإعلامية المتألقة في حضورها وحديثها الشفاف، فضلا عن تواضعها وثقتها بنفسها. ومن يستمع لفضيلة يشعر بمكانة المرأة العربية الواعية وآفاق مستقبلها وأهمية إسهامها في مسيرة التقدم الاجتماعي والتطور الحضاري لمواكبة ما يتطلع إليه العالم.

وفضيلة سويسي معروفة ببراعتها في إدارة الحوار في برنامج 'مثير للجدل'، وقد استقبلت فيه شخصيات سياسية واجتماعية ودينية، وهي تعتبر من أهم الإعلاميات اللواتي أثبتن حضورهن المتميز على الشاشة الزرقاء.

* ماهي أهم الملامح الباقية في ذاكرة فضيلة من الطفولة والشباب؟

* أنا من منطقة الشرق الجزائري، قضيت معظم طفولتي وأنا أجول بين حقولها المليئة بزهر الأقحوان وشقائق النعمان، وأشجار الزيتون والبرتقال. عشت طفولتي وأنا ملتصقة بالطبيعة، بالجبل وبالبحر وكل ما بينهما، وكم أحن لتلك الأيام. عشت جزءاً من مراهقتي بين الكتب، كان والديّ حريصيْن على تحصيلنا العلمي. والدي كان حازما جدا ووالدتي طيبة إلى أبعد الحدود، هدايا والدي لنا لم تكن دمى وألعابا وحلويات، بل كتبا في الأدب والتاريخ والرواية وعلم النفس. كان يقول لنا مرارا وتكرارا: الأصدقاء الحقيقيون هم الكتب. كنت أراه يقرأ في أوقات فراغه، وكان يفضل قراءة كتاب على مجالسة أحد، وقد تأثرنا جميعا أنا وإخوتي بهذا الجو إلى درجة أنني قرأت كتبا لإميل زولا وجان جاك روسو في سن صغيرة، ولم أكن أفهمها جيدا نظرا لتعقيدات اللغة الفرنسية وأسلوبها الفلسفي، وقد أعدت قراءتها بعد أن كبرت لأستوعبها بشكل أفضل.

* من خلال دراستك للأدب الإنكليزي، أي شاعر أو روائي أو مسرحي استأثر باهتمامك؟

* 'لم يكن الأدب الإنكليزي فقط ما يستهويني، بل سبقه الأدب العربي الأغنى في العالم، ثم يأتي من بعده الأدب الفرنسي من حيث الثراء والتنوع من وجهة نظري. تأثرت بالكثيرين، وقد لا يكفي هذا الحوار لذكرهم جميعا. أحب سخرية جورج برنارد شو، ويعجبني خيال تشارلز ديكنز، وأسلوب الكاتب الفرنسي أليكساندر دوماس المليء بالمغامرة كروايته الكونت دي مونت كريستو. أعشق روايات جول فيرن الذي كان له الفضل في تأسيس ما يعرف بأدب الخيال العلمي. أما في الأدب العربي فأنا من أشد المعجبين بإحسان عبد القدوس، ومسرحيات توفيق الحكيم التي تضحكني كثيرا. أذكر أنني توليت إخراج مسرحية 'مجلس العدل' مرة في حفل نهاية السنة بالثانوية وقمت بتوزيع الأدوار على زملائي الطلاب، وكنا نضحك كثيرا في البروفات. طبعا، الأمر كله كان في إطار هواة وليس الاحتراف، ولا أدري لماذا اقترحت هذه المسرحية بالتحديد على أساتذتي آنذاك من بين كل مسرحيات توفيق الحكيم.

* يقال إن باولو كويلو استفاد من ألف ليلة وليلة، وأنت من خلال قراءتك لهذا الكاتب، هل أنت مع هذا الرأي، وبأي رواية من أعماله يظهر ذلك؟

* لا أستطيع أن أجزم بشكل قاطع أن باولو كويلو استفاد من ألف ليلة وليلة. ولكن حين قرأت له لأول مرة رواية الكيميائي أحسست أنه ينتمي إلى جيل آخر من الكتاب الذين يمتلكون تأثيرا سحريا على ملايين الناس، طوال الوقت يحفز القارئ، يشحنه و يدفعه نحو الأفضل.. يكفي أنه في هذه الرواية بالتحديد يعطي مفتاح النجاح لأي شخص من وجهة نظري في جملة مشهورة 'ليس هناك سوى شيء واحد يمكنه أن يجعل الحلم مستحيلا وهو الخوف من الفشل' وجملة أخرى وردت في رواية 'حاج كومبوستيلا' أغلب الناس تخلوا عن أحلامهم عندما صارت ممكنة'، وهذه الجملة بالتحديد أرددها دوما بيني وبين نفسي.

* لكن ماركيز كتب أجمل روايات الحب، وخاصة أنه يتفرد في التعبيرعن الحب في خريف العمر، أنت كمثقفة وإعلامية كيف تنظرين إلى هذه الحالة، والمجتمع يضرب المثل بانتهاء مرحلة الحب عند المرأة في الأربعين؟

* أنت بالتأكيد تعنين رواية الحب في زمن الكوليرا، رواية تعطي عبرة لكل من لا يؤمن باستمرارية عاطفة الحب، فبطل القصة احتفظ بحبه لأكثر من نصف قرن بتصميم غريب قلما تجدينه في هذا الزمن ولم يهمه أن حبيبته تجاوزت السبعين وذبلت ولم تعد جميلة كما كانت. كيف لأي شخص أن يستهجن هذه الحالة السامية من العاطفة حتى لو كانت مفقودة في زمننا هذا بل ربما تبدو خيالية؟ أظن أن المشاعر لا عمر لها لامرأة كانت أو رجل..الغريب أن ماركيز جسد هذه المشاعر بشكل أكبر وأجرأ في روايته 'ذكريات غانياتي الحزينات' التي يقع بطلها الذي يبلغ التسعين في حب فتاة شابة وكأنه يقول لنا: نعم، الحب في التسعين ممكن أيضا.. هل هذا معقول؟ لا أدري!

* أنت إعلامية متميزة كيف حققت ذلك، بالموهبة أو بالجهد والتخطيط؟

* 'بالثلاثة معا. عملنا صعب جدا على عكس ما يعتقد البعض. ما يراه المشاهد هو آخر المراحل، يسبقه تحضير وبحث واستعداد ذهني وشكلي. نحن دوما تحت الضوء، ودائما هناك من ينتقدك ويترصد لكل خطأ. عملنا في كثير من الأحيان مرهون بالانطباع الأول، وأنت تعلمين أنه في كثير من الأحيان الانطباع الأول هو الانطباع الأخير. وكما يقال ليس هناك فرصة ثانية لإعطاء انطباع أول، وهذا ما يزيد الضغوط على الإعلاميين عموما. لذلك، بدون جهد وتخطيط وموهبة وإصرار لن يصل أي شخص منا بعيدا.

* لاحظت أنك تفضلين أسئلة الحوار مكتوبة، هل تعطين ضيفك الأسئلة في لقاء تمهيدي قبل أن يتم التسجيل أو البث المباشر؟

* صراحة، أرفض ذلك تماما مع أي ضيف كان خصوصا وأن برنامجي مباشر. قد نلجأ أحيانا كفريق برنامج وأمام إلحاح من بعض الضيوف لإعطائهم بعض محاور الحلقة، ولكن حفاظا على تلقائية وعفوية الحوار أفضل أن أفاجئ ضيوفي بالأسئلة. أما بالنسبة لطلبي منك أن تكون الأسئلة مكتوبة، فبسبب أن الحوار ليس مباشرا وليس تلفزيونيا وسيُنشر في صحيفة، ولا أخفيك سرا، أنا لا أحب جهاز التسجيل وأحب أن أكون مسؤولة عما يُنشر من خلال ما أكتب. فكثيرا ما يتم تشويه أقوال أحدهم عبر الصحف والمجلات فيُكتب عنوان مثير قد لا يكون له صلة بما يقوله الشخص، فاعذريني إن كنت شددت على هذا الأمر.

* لكل مؤسسة إعلامية لها خطها السياسي، إلى أي حد مسموح للإعلامي بالمبادرة الشخصية والحركة داخل وخارج الإطار المرسوم له؟

* سيدتي، إن كنت تشيرين لما يعرف بالخطوط الحمر، أنا أعتقد أن تجربة أي صحافي لا تكتمل وهو مقيد أو مكبل أو ممنوع من الوصول أو قول الحقيقة، شرط أن يلتزم أخلاق المهنة، أن يتأكد من الخبر أو القصة من مصدرين مختلفين، أن يطرح فكرة الرأي والرأي الآخر، حتى لو غاب طرف ما أو كان رأيه صادما، أن يراعي الموضوعية في الطرح أن لا يتحامل على طرف دون آخر.. إذا لاحظتِ بدأت الخطوط الحمراء في عالمنا العربي تتلاشى يوما بعد يوم. هي ما زالت موجودة بالتأكيد حسب المشرفين على العمل، ولكنها خفت. ما كان غير مقبول الحديث عنه قبل عقد من الزمان أصبح مباحا، فبعملية حسابية بسيطة أعتقد أنه بعد عقدين أو ثلاثة لن يبقى خيار غير إطلاق حرية التعبير بشكل كامل. فأين المفر من ثورة 'النيت' التي جعلت العالم صغيرا أشبه بصندوق بين يدي أحدهم، إخفاء شيء فيه أشبه باختباء أحدهم وراء إصبعه، بل وراء إبرة.

* الإعلامي التلفزيوني يقدم الأخبار والحوارات المتنوعة من سياسية وغيرها، ألا يشكل هذا عبئا كبيرا على الإعلامي؟ أين التخصص لكل قضية، كما هو في الصحافة المقروءة؟

* بالعكس، هذا يضفي جانبا غنيا لتجربة أي صحافي. أنا شخصيا أحببت تجربة برنامج 'مثير للجدل' الذي أقدمه على قناة أبوظبي الأولى بالتعاون مع شركة 'فايرهورس' لأننا نتنقل وبسهولة من موضوع سياسي لآخر اجتماعي ولآخر ثقافي أو فني، فقد اكتسبت من خلاله القناة شرائح متنوعة من المشاهدين لم نحصرهم فقط في المتابعين للشأن السياسي، وأعطاني فرصة الالتقاء بضيوف مثيرين للجدل. فقد نتناول في حلقة جدلية التطبيع بين معارض ومؤيد، ثم نتناول في حلقة أخرى جدلية هوس الناس بعالم الصورة والتجميل، وفي الحلقة التي تليها الأخطاء الطبية، ثم الإعدام، فنظرية المؤامرة، ثم جدلية خمول الفكر العربي، إلى حلقة عن ماذا نأكل؟ أو أخرى عن التنصير في العالم العربي، وأخرى عن الداعيات الإسلاميات إلخ.. نحاول طرح قضايا مازال الجدل فيها قائما وتؤثر في الرأي العام، تحركه وتثير انتباهه وتستوقفه.

* لك تجربة طويلة في الحوار والتقيت بشخصيات مختلفة، أي لقاء أو شخصية تركت عندك تأثيرا مختلفا؟ هل كونت صداقات من خلال هذه اللقاءات؟ وكيف تبنين صداقاتك؟

* استفدت من معظم الشخصيات التي حاورتها، لا يمكن أن أختصرهم في هذا الحديث، ولكن على سبيل المثال أذكر منهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أجريت لقاء معه قبل نحو أربع سنوات، بدا الرجل واثقا جدا وحاد الذكاء ومتواضعا، وأقل ما يوصف به القوة الناعمة. أيضا لا يمكنني أن أنسى لقائي بالمفكر المصري جمال البنا، وأيضا المناضلة الفلسطينية ليلى خالد وغيرهم. صراحة، لا يسعني أن أذكرهم جميعا في هذا الحوار.

* هل توجد صداقات في العمل، أو التنافس وحده المستحوذ بين زملاء المهنة؟

* في حياتي الخاصة، أنا أختار أصدقائي بعناية، لا أستعجل تكوين صداقات وأترك الأمر للصدفة، وكثيرا ما ألجأ لحدسي لتبين معادن الناس، فهناك من أصبحت صديقة لهم منذ الحوار الأول. هذا، إن كنت تعنين مفهوم الأصدقاء الذين تأتمنينهم على كل شيء في حياتك.. عموما ليس عندي هوس أن أنال إعجاب الجميع، أكيد أحب أن أترك انطباعا جيدا بحكم عملي ولكنني لا أتصنعه و لا أفتعله. ومن يعرفني عن قرب يجزم بذلك... أما الحياة فعلمتني أن النجاح في أحيان كثيرة دمر أشخاصا أكثر مما فعل الفشل.  

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012