أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


الإخوان والدولة

بقلم : نبيل غيشان
24-06-2013 11:55 PM
المرحلة خطرة.. المطلوب وقف المناكفة وسحب الحوار مِن الشوارع

لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين مرتاحون لعدم وجودهم في مجلس النواب هذه الأيام، لما يرونه من 'اهتراء' للصّورة واحتراقها لدى الرأي العام، فالمرحلة خطرة، لكن في الوقت نفسه فإن الظروف الإقليمية لم تخدم 'الإخوان'، لا بل جعلت نموذج 'الإخوان' في الحكم كما نراه في مصر وتونس يعود بالضرر عليهم وعلى مشروعهم السياسي في المنطقة.
وقد دفع إخوان مصر ثمنًا باهظًا بسبب اندفاعهم المحموم نحو استلام السلطة قبل استقرار الوضع، وهم يدفعون اليوم ثمنًا لاستعجالهم ،لأن الفارق كبير بين الدعوة والدولة، وفي الأردن لا شك أن 'الإخوان' غير جاهزين للحكم نظرًا للأزمة الداخلية التي تعصف بهم، إضافة إلى غيابهم عن مجلس النواب، وعدم وجود قوة نيابية وازنة قادرة على دعمهم أو إسناد حكومة يشاركون فيها، وأيضا الدولة والرأي العام لا يثقان بمواقفهم لما يريانه من تجارب صارخة في الإقليم.
الأزمة اليوم بين الحكومة والإخوان باتت تتسع يوما بعد يوم، وتتغذى على أصوات وهتافات شبابية إخوانية مغامرة في الشارع، من دون نتيجة تذكر سوى تسجيل المواقف والمناكفة للدولة، فما هو الحل؟ هل تبقى الجماعة في الشارع؟ هل هذا يعفيها من المسؤولية تجاه الناس إذا ما استمرت السياسات الحكومية كما هي ؟
المنطق يقول إن على الجميع ان يتعظ مما يُجرى في الإقليم، وعلى الدولة و'الإخوان' مراجعة مواقفهما، فالدولة أكثر ارتياحًا بعد تراجع حدَّة الحراكات والمسيرات الشعبية وهي باتت أكثر تجربة ومعرفة بأخطائها، خاصة قانون الانتخاب وأسلوب تعاملها مع القوى السياسية وعلاقتها بالحراكات الشعبية ذات المطالب المحقة، وفي المقابل على 'الإخوان' أن يعترفوا بسوء تقديراتهم للمواقف.
فلا الدولة ضعيفة وهشة كما كانوا يتوهمون، ولا الأردنيون متلهفون على حكمهم أو نموذجهم في الحكم أو مطمئنون لبرنامجهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومدى التزامهم به، ولا هم قادرون على كسب معركة استمالة العشائر والمخيمات في المواجهة مع الدولة.
ليس مطلوبًا من أحد رفع الراية البيضاء، لكن المطلوب هو سحب الحوار بين الطرفين من الشوارع والساحات ، وإطلاق حوار ضمن الأطر الدستورية للوصول إلى قواسم مشتركة توافقية بوجود الأطراف السياسيين جميعهم، من دون أن يفرض طرف على الآخر مواقفه، وألا يتجاوز أحدٌ حدوده المعروفة، كل ذلك يتم وفق منهجية التدرج لإرساء معالم طريق جديدة نحو التغيير والإصلاح بعيدا عن سياسة القفز عن الواقع.
المرحلة خطرة إقليميًا ومحليًا ويجب أن يتكاتف فيها الجميع للوصول إلى قواسم مشتركة للعبور نحو الأفضل، فالنيران مشتعلة في كل الاتجاهات، خاصة نيران الطائفية البغيضة التي يجب اطفاؤها ومنع انتشارها لأنها صناعة صهيونية تريد ضرب الوحدة الإسلامية لتشتيت البوصلة خدمة للأهداف والأجندات الأجنبية المشبوهة.
إن مطالبات اجتثاث الفساد يجب أن لا تعمينا عن الفاسدين أنفسهم وأن لا ـجعلنا ننصب أعواد المشانق للناس في الشوارع، وكذلك الحديث عن الإصلاح الذي يجب أن يكون ضمن برنامج وطني واضح في بدايته ونهايته وأدواته وضمن تدرج زمني محدد بعيدًا عن المقامرة والمغامرة.
وهدفنا النهائي تأكيد دور المؤسسات الدستورية وإطلاق يدها في العمل على إعادة انتاج الدولة والنظام السياسي ليتواءم مع متطلبات العصر ومطالب الناس وإطلاق عملية إصلاح حقيقي بمشاركة الجميع، لأن التغيير وحده يحمي الاستقرار.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2013 12:33 AM

يا استاذ يا محترم من قال لك ان الاخوان ينكفون الدولة هؤلاء صناعة امريكا وهم الجنود المجندة للسفارات وعلى راسها السفارة الصهيوامريكية فلا تنخدع ايها الفاضل !!

على راي الزعبي الله يرحم ابوك!!

2) تعليق بواسطة :
25-06-2013 02:00 AM

.
-- الغوغاء تساق كالأنعام ولا يعول عليها كحليف او خصم اما النخبه فهي الاثبت لمن يعمل بصدق و إخلاص لخير الامه.

-- تجربه الحكم للإخوان في مصر هي كارثه فلقد إتضح ليس انهم غير جاهزين بل غير مؤهلين للحكم .

-- سبق ان جربناهم في الاردن عندما وليت لهم التربيه و التعليم فلم نرى ايه إنجازات تستحق الوقوف عندها .

-- كذلك يلفت النظر ان الكهول يتمسكون بالكراسي ذات الدور التنفيذي وإذا كان هذا نهجهم الداخلي فلن يختلف لو تسلموا مواقع عامه.

-- سياسيا يحاولون الوقوف مع الجميع بتوزيع الادوار بين قياداتهم دوليا و إقليميا و محليا ولكن بدائيه التوزيع جعلتهم مكشوفين لكافه الأطراف .

-- الخساره الاهم للإخوان هي النخب الوطنيه المؤثره الذين صدمتهم إنتهازيه غير متوقعه .

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012