أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


تحذير من البنك الدولي

بقلم : طاهر العدوان
01-08-2013 01:08 AM
حذر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم المجتمع الدولي من ترك الاردن وحيداً في مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين وبعد ان كشف يونغ معلومات غير متوفرة حتى للرأي العام الاردني فان ما من مؤشرات تدل على ان المجتمع الدولي سيستجيب لهذه التحذيرات وفي المحصلة سيجد الاردن نفسه وحيدا في مواجهة الأعباء المالية والأمنية والاقتصادية امام هذه المشكلة المتصاعدة.
يقول يونغ ان نسبة عدد اللاجئين ستصل في نهاية العام الى واحد بين كل ستة مواطنين، وكان تقرير سابق قد بيّن ان مخيم الزعتري اصبح في المرتبة الخامسة بين التجمعات السكانية في البلاد من حيث عدد السكان، واذا كان هذا المخيم لا يضم سوى نصف العدد الفعلي للاجئين لان مئات الآلاف من السوريين يقطنون في المدن والمحافظات فان تقرير رئيس البنك يرى ان ذلك يشكل ضغطا كبيرا على الموارد المالية وعلى البنية التحتية، وهو يقدم مدينة المفرق كمثال التي ارتفع عدد سكانها مع وصول اللاجئين من ٩٠ ألفا الى..٢ ألف.
لقد بذلت وعود مالية سخية في السنة الأخيرة من دول عربية وأجنبية لتغطية أعباء اللاجئين لكن هذه الوعود لم تأخذ بالحسبان الأعباء المالية خارج الزعتري ولا هي التفتت الى الأبعاد الأمنية والاقتصادية الكبيرة على الاردن، وكالعادة من تجارب إقليمية ودولية مع مشاكل اللاجئين فان المجتمع الدولي يتحمس في البداية ثم يبدأ بإدارة ظهره اذا طالت المشكلة وتراكمت الأعباء.
لا يستطيع الاردن بحكم موقعه وعلاقته الأخوية مع السوريين ان يرفض استضافة اسر وعائلات هاربة بأطفالها ونسائها من الموت لكن يبدو ان الحدود فتحت أكثر مما يجب اذا أخذنا بالاعتبار مواقف العالم من المذابح القائمة ضد الشعب السوري الذي لا يرى في ( انتصارات ) النظام في القصير وحمص وإحياء دمشق الجنوبية ودرعا الا مسألة موازين قوة بين النظام والمعارضة وهذه مصيبة كبرى.
هذا العالم يتجاهل حقيقة ان هذه (انتصارات ) تقوم على التدمير الكامل للأحياء والمدن مع الاف القتلى والجرحى وزيادة موجات اللاجئين الذين يقول جيم يونغ انهم وصلوا حتى اليوم الى مليون وسبعمائة ألف لاجئ.
المجتمع الدولي سيظل يدير ظهره لمشكلة ملايين اللاجئين التي اعتبرت الأعظم على وجه الارض ما دامت حدودنا مفتوحة أكثر مما يجب وبدون عمل دؤوب على تجسيد الأزمة على الساحة الدولية والنفخ على نيرانها حتى تلفح حرارتها العالم، ومن البؤس ان يلخص قتل مئة ألف وفرار ملايين السوريين من بلادهم بعد تسوية أحيائهم بالأرض بمشكلة الخلاف بين روسيا وأمريكا داخل مجلس الامن.
لابد من ان تضغط دول الجوار السوري والدول العربية المهتمة على المجتمع الدولي وعلى مجلس الامن من اجل إنشاء مناطق عازلة وآمنة داخل سوريا لاستيعاب ملايين اللاجئين، هذا هو الحل الوحيد امام حرب يبدو ان لا نهاية لها قبل ان تفرغ سوريا من شعبها وقبل ان ينجح النظام في تصدير شعبه وازمته الى دول الجوار.
أبشع جوانب المأساة الإنسانية في سوريا ان يستمر النظام بالمذابح ويستمر المجتمع الدولي بالصمت بحجة ان في سوريا جبهة النصرة، دون الاكتراث بحقيقة ان ترك الشعب السوري وحيدا على مدى عامين هو الذي حول بلاده الى ملاذ للإرهاب الذي يتغذى من مجازر النظام ومساندة روسيا ودعم ميلشيات ايران.(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2013 06:04 AM

Unfortunately, everything you said in your article is true. The Arabs have not learned anything from the lessons in the past including the lesson of Palestine and the recent lesson of Iraq. The rest of the world will not come to save us if we are not willing to save ourselves. The reason that the Syrian refugees and the Jordanians are not getting any financial support is the corruption in Jordan and the corruption in the Gulf countries. Most of the financial support to the refugees is gone through corruption in the country from where it is coming, and then our corruption in Jordan and most probably there is corruption among the leadership in the Syrian refugee camps. I won't be surprised if some of the financial support ends up going to the syrina regime itself just through the Arab corruption network

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012