أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


حكومة الضرائب ورفع الأسعار

بقلم : د. فهد الفانك
01-08-2013 01:10 AM
اكتسب رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور سمعة سالبة كعاشق للضرائب ورافع للأسعار، حتى زعم البعض ساخرين بأنه يفكر في فرض ضريبة على التنفس!.
حقيقة الأمر أن النسور لم يفرض حتى الآن أية ضريبة جديدة فيما عدا إلغاء الإعفاء الجزئي للضريبة على الاتصالات ومساواتها بغيرها من الخدمات التي تخضع لضريبة المبيعات العادية وهي 16%. أما في مجال أسعار المحروقات فقد رفعها مرة وخفضها مرتين، وأما أسعار الكهرباء فقد مرت شهور على التلويح بزيادتها دون أن يتخذ قراراً بذلك، مع أنه من بين شروط صندوق النقد الدولي التي التزمت به الحكومة الأردنية، ولا مناص منه إلا إذا كنا نريد إلغاء برنامج التصحيح الاقتصادي والاعتماد على أنفسنا بدلا ً من المنح والقروض.
المشكلة في نظر البعض أن الحكومة لم تتصرف بشكل واضح وحاسم ضد عجز الموازنة العامة وارتفاع المديونية واستمرار خسائر شركة الكهرباء الوطنية (مؤسسة حكومية) مع أن الإشارة إلى هذه العيوب تتكرر باستمرار على لسان الحكومة.
جرت العادة أن تأخذ الحكومة القرار الصعب ثم تدافع عنه في وجه الاعتراضات، أما حكومة النسور فهي تتحدث عن القرار وتقدم كل مبرراته وتقوم بعملية تسويق مكثفة له، ثم لا تتخذ القرار بل تؤجله حتى إِشعار آخر.
المشكلة في هذه الحالة أن الحكومة تدفع الثمن من شعبيتها في كل مرة يطرح الموضوع للبحث، أي أنها تدفع الثمن على حالة لم تتحقق وإجراء لم يتم وتستهلك جزءاً من رأسمالها الشعبي بدون مقابل، أي أنها تتحمل كلفة القرار الصعب عدة مرات.
في هذا المجال لا بد من النظر إلى المسألة من زاويتي نظر، الأول تقول إن المواطن لا يستطيع أو لا يريد أن يتحمل المزيد من الضرائب أو رفع الأسعار، وهذا أمر طبيعي في كل زمان ومكان، والثانية أن الحكومة مضطرة لجباية المزيد من الأموال لتمويل خدماتها وتقليص العجز في الموازنة وإبطاء معدل نمو المديونية.
لن يكون مقبولاً من أية حكومة أن يستمر أو يزداد عجز الموازنة، كما أن ارتفاع المديونية بشكل متسارع يحسب عليها وليس لها، ومن هنا فإنها ممزقة بين اعتبارين: المواطن محدود الدخل يشدها من جهة واحتياجات خزينة الدولة تشدها من جهة أخرى.
اعتمـاد الأردن على المنح الخارجية والقروض الأجنبية يمس الاستقلال الوطني، ولا يجوز أن يستمر، وعلاج هذا الوضع ليس سهلاً بل يتطلب قدراً من التفهم والتضحية.(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2013 02:36 AM

"اعتمـاد الأردن على المنح الخارجية والقروض الأجنبية يمس الاستقلال الوطني، ولا يجوز أن يستمر، وعلاج هذا الوضع ليس سهلاً بل يتطلب قدراً من التفهم والتضحية"

دأب الاستاذ فهد الفانك على تحليل الأمور من ناحية مالية دون اعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

هل المطلوب من المواطن المسحوق التضحية والتفهم دائما؟ وهل يستثني الكاتب الحيتان والفاسدين في القطاعين العام والخاص من التفهم والتضحية؟ أم هو يعتبرهم لايفهمون ما يدور حولهم ولذا لاتضحيات مطلوبة منهم؟

هل على المواطن الذي أصبح لايملك شيئا التضحية بالحد الأدنى الذي يملكه من قوته وقوت عائلته للانفاق على بذخ وفساد عائلة السلطة والمال وأبنائها اللقطاء الذين ينفقون بلا حدود أو سقوف محددة كما لو كانوا في بلد غير محدود الثروة؟

من أوصل الخزينة إلى ماهي عليه؟ الفقراء طبعا لأنهم صمتوا لفترة طويلة جدا.

إذا كان الأستاذ فهد يعني بأن واجب من صمت على الفشل في إدارة الدولة وعلى الفساد خوفا أن يدفع ثمن هذا الفشل والفساد فأنا أوافقه الرأي، فلكل موقف جريء وشجاع ثمن محدود يدفع في حينه ولكل موقف جبان ومنافق ثمن غير محدود يدفع لاحقا.

2) تعليق بواسطة :
01-08-2013 05:41 AM

فهد الفانك .. الكاتب الاكثر موضوعية بين جميع الكتاب الاردنيين ... ولا يعتمد في تحلياته لنظريات لا اساس لها من الصحة ..يرصد الواقع و يحلل الاحداث بناءا على معرفته و لا يتحدث في ما لا يفقه به .. اقرأ له منذ 15 سنه و لم اشهد مقالا واحدا غير موضوعي ... تحيه لفهد الفانك

3) تعليق بواسطة :
01-08-2013 10:05 AM

لا فتح كثير وجهبذ بالأقتصاد والدليل ما وصلت إليه الرأي في عهدكم المشؤوم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012