أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الاحتلال يضيق على المسيحيين بمحيط كنيسة القيامة زخات مطرية الأحد والاثنين .. والأرصاد تحذر الفراية: تطبيق قانون السير الجديد بحزم ودون تمييز الجمارك تُحذر من صفحات تدعي مزادات وهمية ورسائل احتيالية تحويلات على الطريق الصحراوي بدءا من الأحد ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34654 شهيدا و77908 مصابا تثبيت 55 عامل وطن في بلدية مأدبا العام الماضي .. و250 غير مثبتين حملة لمكافحة الذباب المنزلي في الأغوار الشمالية مصدر مصري رفيع: وفد حماس وصل مصر وتقدم ملحوظ بالمفاوضات ضبط 34 مطلوبا ومروجا وتاجرا للمخدرات في إربد والعقبة والبادية الشمالية أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية البوتاس العربية تحقق أرباحاً صافية بقيمة (52) مليون دينار في الربع الأول من العام 2024 وتواصل مسيرة النمو والتطوير عدد سكان الأردن تضاعف في أقل من 20 سنة وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن حراك طلابي تضامني مع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


من نافذة الطائرة

بقلم : احمد حسن الزعبي
07-08-2013 01:08 AM
أواخر رمضان ..لا صوت يعلو على صوت عجلات الحقائب فوق أرضيات المطارات، مسافرون مندفعون نحو بوابات الدخول، طوابير على الجوازات، عائلات المغتربين تلملم أغراضها وتعدّ الأفراد مع كل نقطة عبور، وين حمود، وين عبود، وين مريم، قراءة صامته في عيني موظف التدقيق وموظف الحجوزات وموظف التفتيش الأخير ..وما أن يبتلع قشاط التوزين «الحقائب الثقيلة» والمعلّمة في الغالب بعلامة جهة اليد..حتى يرتاح المسافر ويبدأ يتصرّف بطريقة أكثر سكينة ووقاراً..
للسفر رائحة!! لا يشتمها إلا من دبغ يوماً في دمع الغيوم الشاهقات، او نام ليلة ترانزيت على كراسي «الستيل « بانتظار طائرته الموعودة...
المكوث في صالة الانتظار قبيل الدخول الى الطائرة يعادل شهور الغربة الطويل..فيه ترى وتقرأ روايات العائدين الى مدنهم وعائلاتهم من خلال حركات أيديهم، واستدارة أعينهم، ومن خلال عبثهم في أجهزتهم المتنقلة كل لحظة للتأكد من استلام رسالة أو إرسال رسالة تفيد قرب الإقلاع..وعندما يفتح الباب للدخول تصبح الطائرة وطناً متنقلاً...يجلس المسافر في «شقفة» وطنه..يشد حزام الشوق على خصره..ويبدأ يراقب آخر من يراه في مدرج المطار..
سيارة خدمات، عليها شواح أصفر تمر تحت الطائرة، وأخرى تنزل تحت طائرة شارفت على الإقلاع، عامل أسيوي يرتدي درعاً فسفورياً، يقوم بعمل عاجل في الجهة المقابلة، الوقت أمام نافذة الطائرة أيضاَ طويل..فيه تكتشف تشققات في أرضية المدرج، وترى حرارة الشمس اللاهية وهي تغلي فوق بناء «المغادرين»، سيارة «ترولي» تحمل حقائب وحقائق وأحلام المسافرين جميعاً تأوي بحنو تحت الطائرة كما يحن صغير البجع الى حضن أمه..المسافرون يتوافدون في ممر الطائرة الضيق..الحقائب اليدوية توضع في الرفوف العلوية والمضيفات يقمن بالتأكد من سلامة الوضعية..المتاح الآن جداً قليل من نافذة الطائرة...فقط بعض سيارات خدمات المطار، وبعض الزوايا المشغولة بالصمت.. تدقق النظر قليلاً بجناح الطائرة، فتكتشف للمرة الأولى انه يحمل «تباشيم» وبراغي ضخمة وأرقاماً وأحرفا بالانجليزية لا يمكن لأحد ان يفسرها الا من عمل بصيانة الطائرات..تسمع أصوات طاقم الطائرة كأنها وشوشوات عابرة...أصوات تنبيه لحزام الأمان..ثم مشي بطيء لهذا الكائن السماوي..تتسارع ..تتسارع..تتسارع...والقلب يتسارع..وعندما تقرر الافلات من المدرج..تشعر بحزن غريب على المكان وعلى «الروتين» الذي تركته مغطى بشراشف بيضاء هناك...تصغر المباني وتتضاءل البيوت.. تصبح الشوارع مجرد عروق في ذراع...تصعد الطائرة العالية...فتزفّها الغيوم بتناتيف بيضاء مثل ورق الورد...فيغطي البياض مستطيل النافذة الضيق ويغطي الجفن المثقل بالحلم والشوق والسفر..(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-08-2013 05:05 AM

جميل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012