أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الاحتلال يضيق على المسيحيين بمحيط كنيسة القيامة زخات مطرية الأحد والاثنين .. والأرصاد تحذر الفراية: تطبيق قانون السير الجديد بحزم ودون تمييز الجمارك تُحذر من صفحات تدعي مزادات وهمية ورسائل احتيالية تحويلات على الطريق الصحراوي بدءا من الأحد ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34654 شهيدا و77908 مصابا تثبيت 55 عامل وطن في بلدية مأدبا العام الماضي .. و250 غير مثبتين حملة لمكافحة الذباب المنزلي في الأغوار الشمالية مصدر مصري رفيع: وفد حماس وصل مصر وتقدم ملحوظ بالمفاوضات ضبط 34 مطلوبا ومروجا وتاجرا للمخدرات في إربد والعقبة والبادية الشمالية أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية البوتاس العربية تحقق أرباحاً صافية بقيمة (52) مليون دينار في الربع الأول من العام 2024 وتواصل مسيرة النمو والتطوير عدد سكان الأردن تضاعف في أقل من 20 سنة وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن حراك طلابي تضامني مع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


البشـر الذين تخطوا شـرور الشيطان!

بقلم : باتر محمد علي وردم
12-08-2013 02:15 AM
في شهر رمضان الكريم صفدت الشياطين منعا لإغوائهم للناس في الشهر الفضيل، ولكننا شهدنا الكثير من المآسي والكوارث في العالم الإسلامي وغيره كانت من صناعة البشر الذين تفوقوا في بعض الحالات حتى على الشياطين في الشر وارتكاب المعاصي سواء على الصعيد السياسي أو حتى المعيشي العام. لقد حان الوقت لأن يواجه الإنسان بشجاعة شياطينه الذاتية التي تدفعه نحو الجرائم والمعاصي ولا يركن إلى الجواب السهل في لوم الشياطين الخارجية على ما اقترفت يداه.
قبل عقود نشر الباحث السوري المشهور د. صادق جلال العظم كتابا تميز بحساسية دينية عالية وأثار ردود فعل غاضبة من قبل رجال الدين. الكتاب الذي جاء بعنوان “مأساة إبليس” يتحدث عن المسؤولية الذاتية للبشر في ارتكاب أخطاء كثيرة في حياتهم وأن إلقاء اللوم على الشيطان وأن كل فعل هو مسير وليس مخير هو نوع من الهروب الأخلاقي من المسؤولية لا يسهم فقط في التخلي عن تبعات تحمل المسؤولية بل ايضا يفتح المجال للمزيد من الجرائم والأخطاء في المستقبل.
شهر رمضان جاء داميا في العالم العربي والإسلامي. في سوريا والعراق ومصر وتونس وبضع دول قام بشر يحملون هوية الإسلام الدينية بارتكاب جرائم يندى لها الجبين وذلك لاسباب سياسية وطائفية وتنظيمية دون مراعاة حرمة الشهر الفضيل ولا تقاليد وقيم الإسلام الحقيقية. هل يمكن أن نستمر في وضع اللوم على الشيطان ونتناسى مسؤولياتنا الأخلاقية في رفض هذه الأعمال؟ هذا لا ينطبق فقط على الأمور الكبيرة مثل السياسة ولكن حتى في حياتنا اليومية من المهم أن نجعل الضمير الذاتي يتحمل مسؤولية أكبر من الوضع الحالي إذْ يتم إلقاء اللوم على الشيطان وبالتالي الهروب من المسؤولية.
العالم سيكون مكانا أفضل بكثير لو وجه الإنسان اللوم لنفسه بدلا من إسقاطه على الشيطان ولو تمكن الإنسان من تنمية قيمه وأخلاقه والنقد الذاتي لسلوكه وتصرفاته. الثقافة الدينية يجب أن ترتقي ايضا إلى إخراج الخطايا من دائرة التسيير نحو التخيير وتقوية المنظومة الأخلاقية التي هي في مستوى يتماثل مع العبادات والطقوس الخارجية للتدين إن لم تكن أعلى منزلة. ربما لا يكون الشيطان دائما هو الذي يجعل الزعماء السياسيين يدمرون مدنا على رؤوس أهلها ليبقوا في الحكم، وليس هو الذي يجعل شخصا يدعي الالتزام بقيم الإسلام يفجر مساجد يصلي فيها المسلمون ايضا. ليس الشيطان هو من يتحمل وزر التجارة بدماء الناس من أجل السياسة وليس الشيطان بالضرورة من يدفع شخصا لقتل ناشط سياسي معارض له في الفكر. ليس الشيطان قطعا من يجعل شخصا يقتل امرأة في عائلته بمجرد الشك أو بناء على إشاعة، وليس الشيطان الذي يتحمل المسؤولية النهائية في قيام اشخاص من اصحاب الاسبقيات بإيذاء المواطنين العاديين. بالتأكيد ليس الشيطان هو الذي يكون وراء مقود السيارة ليتصرف دون أدنى شعور بالمسؤولية مهددا حياة الآخرين ليقلب أعيادهم إلى أتراح.
الشيطان موجود في داخلنا وعلينا أن نقاومه بعزيمة اقوى بكثير من مجرد الشعور بالاستسلام أمامه والراحة لفكرة أنه سيتحمل مسؤولية أفعالنا وأننا قادرون نتيجة توبة نصوحة واحدة على التهرب من تبعات هذه الأفعال في المستقبل. القيمة العظمى في الإسلام هي الأخلاقيات التي تتحمل المسؤولية وترفض ارتكاب الخطأ في الأساس وليس البحث عن تبرير والتخلص من الآثام بسهولة دون عقاب ولا كلفة.(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012