أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 22 أيار/مايو 2024


الأردن والأوضاع الإقليمية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
23-08-2013 12:25 AM
ينبغي أن يدرك الأردنيون جميعاً ،سواء في الجانب الرسمي أو الجانب الشعبي ،أن ما يجري في المحيط العربي وفي دول الجوار ،وخاصة في سوريا ومصر ؛لا يسر صديقاً ولا يغيض عدواً، بل على النقيض من ذلك ؛إذ أنه يغيظ الصديق ويسر العدو! عندما تسود لغة الدم ،والحوار بالقتل وأدوات الموت، ولغة لإقصاء الخصم ونفيه من الوجود ..
لا أحد ينكر ضرورة التفاعل مع ما يجري في دول الجوار العربي، ولا أحد يستهجن مشاعر القلق والخوف الممزوج بمشاعر الإخوة والتعاطف مع الأشقاء، لكن ما يجب الالتفات اليه بمسؤولية وحكمة وحسن تقدير؛ أن لا يصل التفاعل مع الحدث الى إلحاق الأردن دولة وحكومة وشعباً بما يجري وربط مصيره بأحد الفرقاء، فهذا مجانب للصواب، ويتعدى حدود المنطق السياسي ومبدأ الاستقلال الذاتي.
ما ينبغي توضيحه بمنتهى الصراحة؛ أن الاختلاف في وجهات النظر حول ما يجري، وتباين التقويم لمسار الأحداث وتطوراتها في دول الجوار العربي، والنظر في عواقبها يجب أن لا يصل الى حد نقل المعركة الى المشهد المحلي الأردني !ولا إلى إحداث الشرخ و الانقسام السياسي بين الأحزاب والقوى السياسية الأردنية، الذي سيؤدي الى انقسام مجتمعي خطير، يهيىء البيئة لاستنساخ تجربة العنف والفوضى، واستدعاء منهج استخدام القوة !والتصفية الجسدية بين الأطراف السياسية والمجتمعية، ويتحمل المسؤولية في ذلك كل من الحكومة وأجهزتها واعلامها وكتابها ومؤيدوها، وكذلك القوى السياسية المختلفة بغض النظر عن تصنيفاتها وموقعها في خانة الولاء أو المعارضة.
يتحتم على العقلاء والحكماء أن يسارعوا الى اشتقاق النموذج الأردني السلمي الحضاري، والتوافق على انتاج تجربة أردنية فريدة تصلح أن تشكل نقطة مضيئة في الإقليم المضطرب والمرتبك والمفتوح على كل الاحتمالات، بحيث نحتكم جميعاً الى مبدأ إعلاء مصلحة الدولة الأردنية، التي تتسع الى كل أبنائها، الذين يسعون الى المضي قدماً في تحقيق الاصلاح الوطني الشامل، بطريقة هادئة ومتدرجة وواثقة، من خلال المحافظة على المؤسسات الوطنية، والبناء على الانجازات الصحيحة السابقة، والقدرة على معرفة الأخطاء ومواقع الخلل التي تم الوقوع فيها في المراحل السابقة، والمكنة الجماعية من الإقدام الجريء على تصحيح هذه الأخطاء وتجاوز الزلات والهنات، بمرونة وحكمة وعزيمة صادقة بعيداً عن منهج المكايدة والمناكفة والمزايدة من طرف على طرف! وبعيداً عن نهج الاستفراد والإقصاء المتأصل في الذهنية العربية!!.
ما يستوجب البدء به هو الإدراك الجمعي لطبيعة المرحلة، وأوصافها ومتطلباتها، بحيث نمتلك اليقين بأنها مرحلة انتقالية، كما ينبغي الوقوف المتعقل الحكيم على هذا المعنى طويلاً، لأن المرحلة الانتقالية تتطلب نظرة مختلفة ومناهح وأساليب وأدوات مختلفة عن مرحلة الاستقرار التام، وهذا يدفع بنا جميعاً الى ترسيخ مجموعة من المبادئ والقضايا الأساسية :
- المرحلة الانتقالية تقتضي إيجاد صيغة تشاركية تستوعب كل الأطراف بلا استثناء، وتوزيع الأدوار السياسية بعدالة، بحيث يكون الحرص على التوافق مغلبا ويشكل اولوية، من اجل النجاح في تحقيق العبور المجتمعي الشامل من عنق الزجاجة، بأقل قدر من الخسائر على جميع الأصعدة وفي كل المستويات.
- السمة الغالبة على المرحلة الانتقالية أنها مرحلة التضحيات وإعلاء شأن الواجبات الوطنية، أكثر من كونها مرحلة مكتسبات وغنائم، لطرف على حساب طرف أو لقوة سياسية على حساب قوة سياسية أخرى، كما أنها ليست وقتاً مناسباً لتصفية الخصومات والحسابات السابقة.
- لا تستطيع قوة سياسية مهما حظيت من شعبية أن تتفرد بقيادة المشهد، ولن تستطيع تحقيق النجاح في إدارة الدولة لوحدها، مهما أوتيت من قوة، ومهما امتلكت من طاقات وقدرات وكفاءات بشرية ومادية متعددة، فضلاً على أن الشعوب العربية تنفر من أسلوب حكم الحزب الواحد، والرجل الواحد والفئة الواحدة.
- توحيد المكونات المجتمعية ومحاربة النعرات التفريقية مطلوبة في كل الأوقات، ولكنها في هذه المرحلة أكثر ضرورة وأعظم مطلباً وأثراً، مما يقتضي الحرص الجمعي من كل الأطراف، ومن جميع القوى السياسية والاجتماعية، على استنهاض عوامل الوحدة، والبعد عن دواعي الفرقة ومحاربة التعصب الديني والمذهبي، والعرقي والإقليمي والجهوي، ولو اقتضى ذلك بعض التنازلات حتى لو كانت مؤلمة.
- ينبغي الحرص على علو مكانة الدولة، والحرص على سلامة المؤسسات الوطنية، لأنها ملك لجميع الأردنيين، كما ينبغي التوافق على بقاء مؤسسة الجيش والقوات المسلحة في موقع محايد من الأطراف السياسية، ويجب الحرص على عدم زجها في معمعة الخلاف السياسي وتجنيبها الاصطفاف الذي يؤدي الى إلحاق الضرر بمؤسسة الجيش نفسها على وجه الخصوص، فضلاً عن الحاق الأذى بالشعب والدولة عموماً.
- هذا كله يقتضي المسارعة في صياغة العقد الاجتماعي، الذي يتم التوافق من خلاله على قواعد اللعبة السياسية وشكل الدولة القادمة، ومكونات الدستور الجديد الذي يستوعب المرحلة الجديدة وتطوراتها، ويستوعب أشواق الأردنيين نحو الحرية والرفاه والتقدم، قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-08-2013 01:57 AM

قرأت مقالك مثنى وثلاث ورباع فوجدته دسماً بل أن مقالك هو بمثابة صرخة ورجاء من عاقل بل من كبير العقلاء ,,,,

ولو لم يقرأ الناس مقالك كاملاً ,, وقرأوا هذه الفقرة "" يتحتم على العقلاء والحكماء أن يسارعوا الى اشتقاق النموذج الأردني السلمي الحضاري، والتوافق على انتاج تجربة أردنية فريدة تصلح أن تشكل نقطة مضيئة في الإقليم المضطرب والمرتبك والمفتوح على كل الاحتمالات، بحيث نحتكم جميعاً الى مبدأ إعلاء مصلحة الدولة الأردنية، التي تتسع الى كل أبنائها، "" لكفتهم ولرفعوا القبعات تحية لك ولرفعوا الأكف ضارعين الى الله بالسنتهم وعقولهم وقلوبهم منشدين (( اللهم آمين يا رب العالمين ))
وقبل الختام أود أنْ أُهدي مقالك الى كل الأردنيين وبالأخص للإخوان المسلمين فلعلهم يبصرون الحق ويستهدون الى سواء السبيل ,,, أقول لعلهم !!! ولستُ متفائلاً لوجود أمثال زكي بني ارشيد وهمام سعيد ومحمد أبو فارس بينهم
شكراً لك يا سيدي الفاضل

2) تعليق بواسطة :
23-08-2013 02:01 AM

نعم الرجل انت يا ارحيل..ونعم القلم قلمك....لقد شخصت المرحله بمنتهى الذكاء ..وعرفت العلل...ووضعت العﻻج الشافي للمرور بسﻻم من المرحله اﻻنتقاليه باسلوب يتسع لكل اﻻطياف..دون اقصاء ﻻي طرف..او استقواء بطرف..والجفاظ على الدوله ومؤسساتها فهي ملك اﻻمه..
دكتور ارحيل..ﻻ شك انك عقل وعقليه عاقله متعقله عقﻻنيه
واضيف..انت بزماننا هذا..من حكماء اﻻردن النادرين..واتمنى على مؤسسات. القرار ان تسمعك باهتمام كامل..واعني
جﻻلة الملك فوالله انك اضافه جوهريه اساسيه مطلوبهة24 ساعه. من24 ساعه حول الملك..خاصة اﻻن
ﻻنني ارى فيك
اﻻسﻻمي الفقيه..الحامل للمعاني الساميه السلميه العالميه لﻻسﻻم كما بينته سيرة رسول الله ص..وليس اسﻻم القتل والعنف والتكفير..
..ﻻنك الوطني اﻻردني..القرميه اﻻصيله من قرامي اﻻردن
ﻻنك النبيه الواعي للمرحله والظرف اﻻقليمي. والدولي
ﻻنني اراك سيد الوسطيه والحوار واﻻراء المتعدده
د ارحيل..اراك نبهت لمشكلة خطيره اظن الحكومه اﻻردنيه بدأت تنزلق لها..اﻻ وهي المقوله العقيمه القائله((بعدما جرى بمصر..ضربه قاصمه لﻻخوان مما ادى لضغف اﻻخوان باﻻردن خاصة..وهي فرصه لضرب ا خوان اﻻردن اﻻن!!))
هذه المقوله الخطره يهمس بها اغبياء السياسه ويسوقونها للحكومه..وانني..وانا لست من اﻻخوان..اقول..اياكم واﻻنزﻻق لهذه الحفره الخطره باﻻردن ومحاولة القضاء على اﻻخوان..بل بالعكس تماما..انني انصح بقوه واطلب من جﻻلة الملك والحكومه اﻻردنيه ان تستغل هذه المرحله بايجابيه وتقريب اﻻخوان باﻻردن والتفاهم المحترم معهم لﻻنضمام لحكومة اصﻻح وطني شامل يضم كل اﻻطياف ومنهم اﻻخوان..
انني ارى بحركة زمزم..بادره اصﻻحيه متقدمه وبوتقه معقوله للجميع للعبور بالوكن بهذه المرحله اﻻنتقاليه..وانني اهيب بجهاز المخابرات العامه بقيادة الزميل الفاضل الشوبكي((عافاه الله))..ان يتوجه ايجابيا لسقينة نوح اﻻردنيه التي تحملنا جميعا بسﻻم وسط امواج المرحله العاتيه لنصل جميعا بسفينة اﻻردن بقيادة ربانها وبكل اطيافها السياسيه ومنهم اﻻخوان..الى الجودي لتستقر باﻻمان انشالله..

3) تعليق بواسطة :
23-08-2013 03:36 AM

.
-- سيدي , لم أجد ما أضيف على تعليقك .

وللاستاذ محمد المهند كل التقدير .
.

4) تعليق بواسطة :
23-08-2013 06:34 AM

الهجوم الاعلامي المدعوم على الاخوان هو من يؤزم الموقف و يفتعل المشاكل و يشكل غطاءا لاستمرار الفاسدين و يقود الوطن الى المجهول.
لقد حكموا على منجزات الاخوان في مصر من اول يوم و ليس كما يقال بعد عام من الحكم و اتهموهم بدمار مصر التي لم تكن يوما قائمة أصلا.
نعرف انك ابن بلد و لا تسعى لخرابها بغض النظر عن ميولك و لو توليت منصبا ما ستكون الشماعة ”مع احترامي لك“ التي تعلق عليها كل مصائب الوطن السابقة و الحاضرة و اللاحقة.
انتم متهمون بتعطيل الحركة الاصلاحية السياسية و الاقتصادية في البلد، فلماذا لا تبتعدون ستة شهور عن المشهد السياسي و تنخرطون فقط في المجال الخيري لنرى ماذا سيفعل كل من يكيل لكم الاتهامات في تلك الفترة.
دولة منهارة بحجم مصر كان يجب ان تصبح دولة عظمى في غضون عام واحد فباعتقادي ان ستة شهور كافية لنرى دولة كالأردن معافاة من كل أزماتها و سينكشف وقتها المعطلون الحقيقيون للإصلاح.
لولا وجود الاخوان في المشهد السياسي و معارضتهم الدائمة على الرغم من قناعتنا ان بعض الرموز لها انتماءات خارجية لوصلت الاردن منذ عدة سنوات الى المجهول المعلوم المخطط له ان يحدث في قادم الايام.

5) تعليق بواسطة :
23-08-2013 10:13 AM

أقول لكل المشتغلين بالهم العام أن الاصلاح ليس العنف طريقه وليس السكوت على الباطل يفيده إن عندنا للأسف من يراهن على السوداوية والتي استغلها كثير من الفاسدين والمفسدين واحتجوا بأنها تركيز على السلبيات والحقيقة أن السكوت على الخطأ وعدم كشف الفاسدين والمفسدين في كل مجال هو السوداوية أليست السوداوية فقدان النور ولهذ فالمطلوب متابعة المفسدين وعدم إعطاءَهم الفرصة الذهبية في التستر عليهم وعدم كشفهم التي فهم كل ماهو مطلوب عدم التعرض لمفاسدهم وهي ظاهرة مدمرة للأسف في بلدنا العزيز وهي التي يحتج بها المفسدين ويأخذون على كل من يكشفهم أنه سوداوي ماذا نقول الى الذين يبذلون قصارى جهدهم في التصدي لكل من يفصح عن ثروات الاردن الكثرة والواعدة ويصرون على أن الاردن فقير ومحدود الموارد !!! إن في الاردن موارد طبيعية لاشبيه لها في العالم بأسره وفوالق الاردن الجيوجية تفصح لك جيولوجية الكرة الرضية كلها إضافة الى الموارد الزراعية في زراعات غير تقليدية لو استثمرناها الاستثمار الأمثل لارتفع دخل الفرد الأردني الى ثلاث أضعاف أعلى دخل فرد في العالم هذا إضافة الى الموارد الطبيعية الأخرى من الترول والثروات المعدنية لكن حكوماتنا وقبل أن تستلم سلطاتها الدستورية تدخل في خلوة ويعطوا التعليمات التي تمنعهم من الالتفات الى أي موضوعٍ من شأنه يحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الاردني أو يخرجه عن مساره المرسوم له حتى يبقى على حاله من التدني والانحطاط إن جلالة الملك المعظم أشد حرصاً على الوصول الى النهضة الاقتصادية ولكنهم يغشونه وقد اقسموا في كل حكومة تاتي على الصدق والاخلاص للملك والوطن وكل حكومة للأسف تحنث في قسمها لغاية الآن إلا من رحم الله ولقد قدمت الى كل الحكومات المتعاقبة دراسات اقتصادية وزراعية متميزة لكنها مجمعه على اهمال هذه الدراسات وآخرها قدمت لهذه الحكومة التي تتحدث عن النهضة العلمية لكل الفروع وقد أثبتت الدراسة أن استغلال موفعين في البادية الاردنية يعطي المليارات في زراعات غير تقليدية ويشغل 750 ألف عامل لكنه مرفوضٌ بل ومحارب كل ما من شأنه رفع المستوى الاجتماعي لهذا البلد خوفاً من أن يكشفوا بعد نجاح استغلال الثروات الطبيعية والزراعية في هذا البلد وكل وزير في وزارته مطلوب منه التأكيد على هذا النهج تارة بدراسات مبرمجة يصدرها الموظفون المختصون على هوى أصحاب القرار وأنا على استعداد اثبات ما قلته لكن هذه المحاولات الايجابية في نظر هؤلاء سوداوية وكل الذين يقولون بها سوداويين هذه هي الحقيقة فغذا استطعنا أن نقف في وجه هؤلاء نحمي البلد وننهض به يا دكتور ارحيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012