أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


لا تشتهوا هذه الرقصة في الأردن

بقلم : فهد الخيطان
24-08-2013 12:03 AM
بيروت على طريق بغداد؛ سيارت مفخخة، وكتائب مقاتلة تزرع الحقد الطائفي وتؤججه. مصر على طريق الجزائر؛ اقتتال أهلي دام، وحرب استئصال تغذيها نزعة مكارثية لم تشهدها مصر في عهد الاستبداد.سورية حكاية أخرى، تجتمع على شعبها وأرضها كل صنوف الموت. بعد مجزرة الغوطة المروعة، صارت الحرب الأهلية عملا مقدسا وواجبا لا بد منه؛ من يتخيل بعد الصور المروعة التي شاهدناها، سلاما وتعايشا في دمشق وحمص وسواها من مدن سورية؟! بضعة أيام أو أسابيع وتسمعون بالردود الوحشية على 'مجزرة الكيماوي'. يفاقم من غضبة الضحايا موقف المجتمع الدولي الذي تعامل مع الكارثة على أنها مجرد 'حادثة' تستدعي تحقيقا عاجلا.في العراق، الموت يلاحق العراقيين في كل مكان. 'القاعدة' لا تريد أن تتركهم وشأنهم، وكأن عقودا من الحروب التي ابتلعت ملايين العراقيين لا تكفي! لعنة الطائفية والتقسيم تعود بقوة؛ في الشمال الكردي والغرب السني.وعلى هذا المنوال، لكم أن تتخيلوا شكل المنطقة وخريطتها كيف تكون بعد سنوات قليلة. بالنسبة لنا في الأردن، ليس بمقدرونا أن نعرف من يكون جارنا في الشمال؛ دولة القاعدة مثلا؟ ولا جارنا في الشرق؛ دولة انفصالية سُنّية، أم ماذا؟ ما هوية اللاجئين الجدد؟ بعد المليون الأول من السوريين، ننتظر مليونا آخر؛ هذا على المدى القريب. وقد نعود من جديد لاستقبال أشقاء عراقيين، ما يزال الآلاف منهم بيننا منذ الهجرة الأخيرة. ربما لبنانيون أيضا؛ فأين يذهب الفارون من حرب طائفية وشيكة، تطل برأسها من تفجيرات الضاحية وصواريخ بعبدا؟!السؤال حينها: أين نذهب نحن؟كان رهان بعضنا على تجارب الماضي لتجنب كوارث المستقبل. لكن تبين أننا لم نتعلم. بالمناسبة، ليس العرب وحدهم، بل الغرب أيضا. لم يكن أحد يعتقد أن أوروبا ستشهد حروب إبادة بعد ما عانت شعوبها من ويلات النازية والحرب العالمية الثانية، بيد أنها وقعت في الفخ مرة ثانية، وعاشت المأساة من جديد في البلقان قبيل نهاية القرن الماضي بقليل.الأنظمة الاستبدادية التي حكمت العالم العربي، وما يزال بعضها قائما، وضعت المجتمعات 'بعجرها وبجرها' في ثلاجة الموتى عقودا طويلة، فجنبتها صراع الهويات، قبل أن تحرمها نفس الحرية. وما إن فُتحت الأبواب، حتى تدافع الناس لا ليبحثوا عن حريتهم، وإنما عن هوياتهم التي لم يكتب لها أن تتصارع وتتحاور في مناخات صحية، فكان لا بد أن تتقاتل. وهذا ما نشهده اليوم وإلى أجل غير مسمى.ماذا ستفعل إن وجدت نفسك فجأة وسط حفلة رقص؟ ترقص على طريقتهم؟ أعني على طريقة السوريين أو اللبنانيين أو العراقيين، أم ترقص على طريقة المصريين الأخيرة؟بيننا من يشتهي الرقص على أنغام الطائفية والإقليمية. وإن لم يكن هذا أو ذلك متاحا، فليكن على أنغام الجهوية والمناطقية. كل الهويات واردة في حالتنا الأردنية، وجميعها رقصات تنتهي بأصحابها إلى السقوط على الأرض بعد أن يترنحوا لفترة من الوقت. لا أحد يبقى واقفا كما تلاحظون.ما الخيار إذن؟ أن ننسحب من الحفلة. عندما تشعر أنك غير قادر على مقاومة رقصة الموت هذه، انسحب! ليس أمامنا في الأردن حاليا سوى التوقف عن الحركة؛ لا نريد خطوة للأمام ولا خطوة للخلف، نبقى على ما نحن ويكفي في هذه اللحظة التاريخية الصعبة. حركة واحدة غير محسوبة قد تجر قدمنا إلى الحلبة؛ ساعتها لن نخرج أبدا.fahed.khitan@alghad.jo

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-08-2013 07:50 AM

صباحك عسل فهد --- دفعنا للتورط بالحدث السوري مع وجود تيار حاضن في الدولة لفكرة مزيد من التورط بالحدث السوري لدرجة العنق من جهة الصره - تكون المسألة ليست شهوة شبقة لرقصة في الأردن على غرار الحبيب لبنان - بل نتجة حتمية منطقية لرؤى بندر بوش وادواته في الداخل الأردني --- يا فهد والله الليل لا ننامه بسبب ما يجري في المنطقة هذا على المستوى الفردي ومطبخ القرار ينشغل في كيفية تهميش القوى وخصومات دولتنا خصومات طفولية---هههه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم --- كم افتقدك يا حسين رحمك الله

2) تعليق بواسطة :
24-08-2013 01:44 PM

هنالك لاجئون عراقيون جدد يوميا بحدود سبعين الى مئة تقريبا وبدون تغطية اعلامية وعلى السكت

3) تعليق بواسطة :
24-08-2013 06:12 PM

الحركة الشعبية الاردنية عنوان مثير للاهتمام , فاذا كانت مثل سواها من احزاب المكتب او احزاب الوكالة تورث ولا تنتقل ملكية ادارتها الا بالموت وكأنها وكالة قطعة ارض فعليها السلام اما ان كانت حركة شعب فهذا حري بها وقد تستطيع ان تخدم الشعب كما يريد العقلاء لا المغامرين (من لم يملك قلبا جريئا في شبابه لن يملك عقلا حصيفا في شيخوخته) العواطف الساخنة ترفع الروح المعنوية نعم لكن العمل الجاد والراشد يكون تحت شمس النهار وبنفس طويل وبروح رياضية يجمع ولا يفرق يدني ولا يقصي ,فمن انتم !!

4) تعليق بواسطة :
25-08-2013 12:37 PM

.... انا آسف كوني اصفك برقم 3 --- كان الجدر بك ان تضع اسمك الرباعي ... وعلى كل حال نحن تيار سياسي من انصار مدرسة العمل الجاد كما وصفتها -- واخي العزيز رقم 3 --- ضع اسمك الرباعي في المرات القادمة تماما مثلنا --- شكرا لكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012