أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


دور يبحث عن دولة ودولة تشتري دوراً

بقلم : د. فهد الفانك
25-10-2013 12:30 AM
الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن قبول مقعد في مجلس الامن الدولي، كانت بمثابة جرس إنذار أثار انتباه العالم وقد تكون له نتائج إيجابية على المدى البعيد.

السعودية قدمت الأسباب التي تجعلها ترفض أن تكون جزءاً مما يسمى سلطة المجتمع الدولي، وتتلخص في عجز مجلس الأمن الدولي عن التعامل مع قضايا فلسطين وسوريا، فضلاً عن ازدواجية المعايير، والانحياز الاعمى لإسرائيل.

شاء البعض أن يفسر الموقف السعودي بأنه محاولة لتجنب تسليط الأضواء على أوضاع حقوق الإنسان وخاصة التعامل مع المرأة في السعودية. ولكن الحقيقة أن هذه الخطوة من جانب السعودية تمثل احتجاجأً أو صرخة عربية في وجه نفاق المجتمع الدولي الراهن، وهي تعرف تمامأً أنها لن تؤدي إلى حدوث تغيير جوهري في السلوك الدولي الراهن، فالمعايير ستظل مزدوجة، وإسرائيل ستبقى فوق القانون، وستظل أميركا تفرض نفسها كشرطي العالم في المستقبل المنظور.

يلفت النظر في هذا المجال أن دول العالم هي التي اختارت السعودية لتقوم بدور معين في الأمم المتحدة، أي أن هناك دوراً سياسياً يعرض على السعودية في حين أن دولة عربية أخرى تدفع مئات الملايين من الدولارات لشراء دور في المعترك السياسي الإقليمي حتى لو لم يكن يحقق لها مصلحة، ولا يدفع عنها ضرراً، وكل ما هنالك أنه يضعها في الأخبار كلاعب رئيسي مؤثر يحسب له حساب.

هناك ضغوط عربية على السعودية لحملها على التراجع عن قرارها، والعودة لقبول عضوية مجلس الأمن، ذلك أنها تستطيع أن تقدم داخل المجلس أكثر مما يمكن أن تقدمه خارج المجلس.

حتى لو عادت السعودية عن قرارها، وقبلت عضوية مجلس الأمن الدولي، فإن الأثر المقصود قد حصل، وقد يكون بداية تحرك عالمي لإصلاح الأمم المتحدة وتخليص مجلس الأمن الدولي مما يسمى حق الفيتو الذي تتمتع به دول معينة وتستخدمه لخدمة مصالحها في وجه العالم.

لقد ضحت السعودية بعضوية مجلس الأمن من أجل إعلان موقف، وإذا عادت عن قرارها وقبلت عضوية المجلس فإنها تكون قد حققت مكسباً سياسياً وإعلامياً دون أن تخسر مقعدها في مجلس الأمن.

(الرأي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-10-2013 01:29 AM

.
-- السعودية هي تكوين سياسي يستند لذكاء فطري بالغ يحاول أن يجمد حركة التاريخ عبر إطفاء أضواء الدول في جوارها بدلا من أن تشعل أضوائها .


-- الامير طلال بن عبد العزيز يقرأ المستقبل و يحذر بأن للنهج القائم حدا يوجب تغييره كي لا يهوي ولكن لا يستمع له أحد .

.

2) تعليق بواسطة :
25-10-2013 05:48 PM

الآن صحيت السعودية واحتجت على قرارات مجلس الامن والامم المتحدة والكيل بمكيالين تجاه المشكلة السورية والقضية الفلسطينية. طبعا القضية الفلسطينية اقحمت في الموضوع حتى لا يكون الاحتجاج على الموقف من سوريا. قضية فلسطين واحتلالها منذ ٦٥ عاما لم يدفع النظام السعودي للاحتجاج اما وضع سوريا فدفعه للتحرك فورا.على اية حال انا ارجح ان السبب هو حقوق الانسان في السعودية ووجود دولة عضو في مجلس الامن وبنفس الوقت تمارس قوانين متخلفة اكثر من عصر الاقطاع هو اكبر اهانة لمجلس الامن والمجتمع الدولي بل للوجود الانساني كله. بل ان عضويتها في الامم المتحدة هي من الكبائر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012