أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


شعب الطبقة الوسطى

بقلم : إبراهيم غرايبة
07-11-2013 12:03 AM
الأردنيون جميعهم (تقريبا)، يقيمون في مجتمعات حضرية، وتشملهم شبكات خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت والتعليم الأساسي والثانوي، وترتفع بينهم نسبة التعليم الجامعي. ويغلب على الاقتصاد المهن والأعمال الخدماتية. ولا يغير من حقيقة الطبقة الوسطى الأردنية الغالبة والممتدة، أن تكون فقيرة. وحتى في تعريف الفقر والدخل، فإنه بالنظر إلى الأسر الأردنية بمقياس السكن وامتلاك سيارات وأجهزة إلكترونية ومفروشات منزلية، يمكن اعتبار المجتمع الأردني مجتمع الطبقة الوسطى! وهذا يقتضي بالضرورة سياسة مختلفة اختلافا كبيرا عما هو قائم لدينا في الأردن في الإدارة العامة، وفي العلاقة بين الدولة والمجتمع والأسواق!كيف تستطيع المجتمعات أن تكون شريكاً للحكومات والشركات على قدم المساواة، بحيث تكون (هذه المجتمعات) قوة اقتصادية وسياسية واجتماعية تؤثر في السياسات والقرارات؟ كيف ستدير المجتمعات شؤونها من غير وزارات للثقافة والإعلام؟ كيف تشارك في المسؤولية والارتقاء بالتعليم والزراعة والصحة وسائر الخدمات؟ كيف تحصل على تشريعات تنظم العمل والعلاقة بين العمال وأصحاب العمل، وتحقق أجوراً مناسبة ورعاية صحية وضماناً اجتماعياً، وبيئة عمل تضمن الحقوق والسلامة؟ كيف تنظم المجتمعات وتدير علاقتها مع الشركات التي تورد لها خدمات أساسية، مثل البنوك والاتصالات والمياه والكهرباء؟الحكم المحلي يشكل أساس التفاعل الاجتماعي والفرز السياسي. وعندما تكون البلديات وإدارات المدن عاجزة عن تنظيم الاحتياجات والموارد، فإن فرص المشاركة والتفاعل تقترب من الصفر، مهما كانت الانتخابات التي تُجرى نزيهة!يبدو أن ثمة تحديات رئيسة عاجلة تفرض أن يُسنَد للمجتمعات دور واسع في الحكم. فبعد سنوات قليلة، سيكون ثمة عدد هائل من كبار السن والمواطنين بعامة، لا يتمتعون بتأمين صحي وتقاعد. ولا يمكن الركون إلى حالة التكافل الاجتماعي والأسري لتغطية احتياجات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وإدارتها (15 % من السكان، وهم يتزايدون). وفي ظل تغير دور الحكومة، فإن المجتمعات ستواجه تحدياً كبيراً في تأمين هذه الفئات ورعايتها، ولا نحتاج إلى سنوات عدة لنكتشف هذه الحالة. وسيكون مفيداً البدء في تأهيل المجتمعات لتكون قادرة على أن تكون شريكاً فاعلاً وموازياً.الحكومة اليوم في إدارتها للموارد العامة والإعلام والثقافة والخدمات، ما تزال تتعامل مع المجتمعات والبلديات والإعلام والثقافة والقضايا العامة بمنطق مختلف عن الحقائق الواقعية القائمة. ولا ترى (الحكومة) ضرورة لأن يعرف المواطنون، ويشاركوا في تقرير مصائرهم وإدارة مواردهم وشؤونهم بأنفسهم.. هي ما تزال ترى نفسها وصيا على الناس والمجتمعات، والأسوأ من ذلك أنها عاجزة عن إدارة شؤونهم على النحو الذي يتطلعون إليه. هل تدرك الحكومة أن الناس يدركون ما يحتاجون إليه، والفرق بين الواقع وما يتطلعون إليه؟ibrahim.gharaibeh@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012