03-11-2010 09:37 AM
كل الاردن -
باسم سكجها
تفقد خورأسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا آثار المذبحة في الكنيسة البغدادية ، وقال: "إنها مجزرة حقيقية ، والأمر الأكيد أن أبناء رعيتي جميعاً سيغادرون العراق". وأضاف: "لم يعد لنا مكان هنا. ماذا يريدون منا؟ ماذا فعلنا؟ لقد قتلوا أبرياء كانوا يصلّون. يريدوننا أن نرحل وماذا تفعل الحكومة؟ لا شيء إطلاقاً".
عشرات من النساء والأطفال قتلوا في المذبحة ، ومعهم سبعة من القاعدة وسبعة من قوات الأمن ، والهدف المعلن للعملية التفاوض على تحرير مسيحيتين أسلمتا في مصر فاحتجزتهما الكنيسة ، أمّا الهدف الحقيقي فهو تهجير المسيحيين من العراق ، في وقت يُقدّم فيه مسيحيو الشرق إعلاناً تاريخياً بانتمائهم للأرض العربية ، ورفضهم كلّ سياسات التهجير.
من بين نحو مليون مسيحي عراقي بقي هناك منذ دخول الاحتلال نصفهم ، ومذبحة مجرمة كالتي حدثت كفيلة ليس فقط بتهجير الباقين ، بل بدفع مسيحيي الشرق جميعاً بالتفكير بالهجرة ، فمن يضمن لهم أنّ مذابح مستقبلية لن تأتي في أيام سود ، ومن سيحميهم من جنون العنف الأحمق الذي يُعلن عن نفسه هنا وهناك ، وكيف لهم أن يعيشوا في بيئة تتخصّب في كلّ يوم بعوامل التفجير.
عدد مسيحيي فلسطين تقلّص إلى الربع ، وكذلك في لبنان ، وفي مصر كلام لا يُصدّق عن الإقصاء ، فهل آن الأوان لسياسات عربية تطمئن المسيحيين وتعطيهم ضمانات مستقبلية ، وحملات مدروسة تُحصّن مجتمعاتنا من أفكار غريبة لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي ، وقبل هذا وبعده أن لا نظلّ نلوم الاحتلالات والتدخلات الخارجية على واقع نحن المتسببين به قبل غيرنا.
(الدستور)