أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الملك: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بمجزرة جديدة وتوسيع دائرة الصراع بالإقليم الفراية: المراكز الحدودية بحاجة لتحديث أجهزتها منعا لتهريب المخدرات التربية تتيح أرقام الجلوس لطلبة توجيهي الدورة الصيفية - رابط حماس تقدم المزيد من تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار لقاء مرتقب بين الملك وبايدن فرح ورصاص بالهواء في غزة ابتهاجا بموافقة حماس على الهدنة تل أبيب: المقترح الذي وافقت عليه حماس "مصري" وغير مقبول إسرائيليا خليها تقاقي .. حملة لمقاطعة الدواجن في الاردن "حماس" تبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في غزة تزايد إقبال المرضى والمراجعين على المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار الحنيفات: تسهيلات للاستثمار في المدينة الزراعية السياحية التراثية بجرش وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية حماس: الهجوم على رفح لن يكون نزهة لجنود الاحتلال الفريق الوزاري يلتقي تنفيذيي عجلون
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


العرب ومواجهة التحولات الحتمية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
14-12-2013 02:34 AM
الدول العربية شعوباً وأنظمة معنية بقراءة المشهد بدقة، ومعنية بقراءة التحولات العميقة التي سوف تجتاح المنطقة، ولن تقتصر هذه التحولات على العلاقة المتوترة بين الشعوب والأنظمة الحاكمة، كما يتوهم قصار النظر من الطرفين، بل إن هذه التحولات تتسم بالشمول والاتساع، وتكتسب بعداً إقليمياً واضحاً، دون أن يكون ذلك بعيداً عن الاتفاقات العالمية الكبرى.
الأطراف الإقليمية القوية، التي تملك استراتيجية واضحة، تملك القدرة على توظيف التغيرات التي تجري في المشهد السياسي العربي، وتملك القدرة على توجيهها لمصلحتها، وبما يتفق مع مخططاتها، وسوف تكون المستفيد الأكبر من هذه التغيرات، وسوف يكون العرب الخاسر الأكبر في ظل الاستغراق الكبير والمبالغ فيه من قبل أنظمة الحكم في بحثها عن مصالحها الضيقة الجزئية المنفصلة عن مصالح شعوبها من جهة، والمنفصلة عن المصلحة العربية الجمعية الاستراتيجية الكبرى من جهة أخرى.
العلاقة المختلة بين الشعوب والأنظمة من جانب والعلاقة الأكثر اختلالاً بين الأقطار العربية فيما بينها من جانب آخر، يجعل من كل قطر يبحث بشكل منفرد عن حماية نفسه ونظامه، من خلال البحث عن علاقة فردية خاصة مع الأطراف الإقليمية، التي تخترق المنطقة العربية طولاً وعرضاً، وبعضها الآخر يبحث عن الحماية والدفء من خلال البحث عن حضن عالمي كبير، وبناء على ذلك نجد بعضها يسارع إلى نسج علاقة مصلحيّة مع إيران بشكل منفرد، وبعضها يسارع إلى التقارب مع تركيا، وبعضها يسارع إلى التقارب مع «اسرائيل»، وبعضهم يتجه أكثر بعدا نحو البحث عن دور مميز وخدمة تتصل بالمصالح الأميركيّة والغربية أو المصالح الروسيّة والشرقية.
المشكلة الأكثر عمقاً والاشد خطورة، أن هذا الانقسام ليس مقتصراً على الأنظمة الحاكمة في العالم العربي، بل إننا نجد ان هذا الانقسام يأخذ بعدا شعبياً سياسيا واسعاً! عن طريق الدور الذي تقوم به القوى السياسية والحزبية العربية المعارضة وغير المعارضة ! التي تحاول أن تبحث عن مصادر الدعم والقوة من خلال الطرق نفسها التي تسلكها «الأنظمة»، وكأنها أصبحت ثقافة سياسية متأصلة عبر الزمن على صعيد الأنظمة والشعوب معاً، والمقصود بالشعوب هنا القوى السياسية والحزبية التاريخيّة التقليدية المتجذرة في العقل الشعبي السياسي. بحيث يجري تصنيف القوى السياسية بشكل حصري بين الحلف الإيراني الروسي أو الحلف الاسرائيلي الأمريكي الغربي!!
نحن الآن على اعتاب مرحلة جديدة، سوف تشهد اختلاطاً للأوراق، وسوف تشهد تحولات عميقة وكبيرة ،بحسب الرؤية المصلحيّة الاستراتيجية للأطراف الإقليمية الصاعدة ،التي استطاعت توجيه دفة التحركات الشعبيّة،او اثرت فيها بعمق، لتصب في طاحونة القوى الخارجية، بدلاً من أن تصب في طاحونة الإصلاح الداخلي، الذي يفتقر إلى المقومات الواقعية التي أفقدته القدرة على توجيه الفعل الشعبي بشكل مثمر ومنتج عبر مسار واضح وناجح.
الطرفان (الأنظمة الحاكمة والقوى السياسية العربية) سوف يخسران المعركة، وسوف يجدان نفسيهما كالأيتام على موائد اللئام، لأن العلاقة مع هذه القوى ليست في نطاق المبادئ والثوابت، والصداقة البريئة، والعمل الخيري! كما يحاول أصحاب الأشداق الواسعة أن يضللوا الشعوب، بل هي لعبة المصالح التي لا تعرف إلّا الأقوياء، ولا ترحم الضعفاء !ولن تلقي بالا نحو توسلاتهم الكسولة.
العرب يجب أن يفقهوا هذه الخسارة الكبرى الحتمية بشكل جمعي، مما يقتضي من الطرفين التوقف عن الحرب الداخلية، والتوقف عن معارك الإقصاء التي تدمّر الذات العربية، وتضعفها وتفرقها وتجعلها نهباً للأقوياء واللاعبين الكبار.
نحن بحاجة إلى وقفة مع الذات بواقعية وتواضع، والبدء بحوار هادئ ومسؤول بين كل الأطراف، واستبعاد كل الأصوات المزايدة والابتعاد عن منهج التخوين والاتهام والتشكيك، والابتعاد عن منهج التكفير واحتكار الحقيقة، وإدارك الأولويات، وعدم تضييع الوقت، والتوجه نحو الشروع في بناء القوة العربية الذاتية، كما فعل كل أصحاب التجارب الناجحة على صعيد شعوبهم ومناطقهم ودولهم.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-12-2013 10:17 AM

رؤية شاملة وواقعية وتضع الاصبع على موضع الخلل, هل هناك من يقرا ببراءة وحسن نية من المعنيين بالقرارات أو المساهمة فيها ، هل نستفيد نحن الخائضين بالشان العام في تشكيل رؤى أكثر نضجا
شكرا دكتور على هذاالمقال الطيب

2) تعليق بواسطة :
14-12-2013 02:53 PM

هذا كلام عقلاء الامة والذى يحترمه الناس ’كلام يجمع الناس ولا يفرقهم ويبين لهم اين هى مصلحتهم شعوبا وافرادا ومن هو عدوهم ’جزاك الله كل خير وبارك الله فيك ’والكلام الطيب لا يخرج الا من الطيبين تماما كما وصفهم الله كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012