أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الحكومة: 1308 مشاريع بأكثر من 400 مليون دينار بجرش أورنج الأردن تقدم دورات مجانية بالشراكة مع كورسيرا لدعم مسيرة التعلم الرقمية للشباب النيران تلتهم حافلة جامعية في الزرقاء 213 يوما للحرب .. استشهاد 22 فلسطينيا بينهم 8 أطفال إثر استهداف 11 منزلا في رفح استقرار أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي تدهور تريلا بعد محطة سهل الدبة باتجاه المفرق الخصاونة يتفقد سير عمل مشروع حافلات التردد السريع عمان -الزرقاء فريق وزاري يعقد لقاء تواصليا مع ابناء جرش السير تتعامل مع نحو 15 حادثا منذ الصباح بسبب الانزالاقات وظائف شاغرة ومدعوون للامتحان التنافسي - اسماء اجواء باردة نسبياً في اغلب المناطق وسط أمطار في شمال ووسط المملكة وفيات الاثنين 6-5-2024 السلطة الفلسطينية طلبت من اميركا واسرائيل عدم الإفراج عن البطل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


إعادة «تدوير» ثورات الربيع العربي!

بقلم : حلمي الاسمر
15-12-2013 12:49 AM
تصدت الأنظمة الشمولية العربية بشراسة لثورات الربيع العربي، ونجحت في إفشالها ولو مرحليا، وفي البعد الاستراتيجي، كأن ما حصل شيئا طبيعيا، أو قل في حدود المتوقع، لأن أي محلل يتمتع بالعمق والبصيرة لا يمكنه أن يتوقع أن تفرش هذه الأنظمة الاستبدادية السجادة الحمراء أمام الجماهير الغاضبة، خاصة من قبل من شعروا أن هذه الثورات تهدد وجودهم، فقد تحركت غريزة حب البقاء في دماء هؤلاء فاستنفروا كل قواهم كي يلطخوا هذه الثورات وتشويه صورتها بكل من أوتوا من قوة، كي لا تمضي إلى مبتغاها، وكان لهم ما أرادوا، حتى بات تعبير «الربيع العربي» يثير تقززا ورعبا ورفضا عاما لدى من يسمعه، أو يقرأه!
لقد نظرت كثير من البلاد العربية المحافظة للربيع العربي كتهديد استراتيجي، وكإرهاصات تنذر بزوالها على المدى البعيد، ومن أجل ذلك تحركت باستراتيجية مركبة يمكن رسم ملامحها بالآتي:
- على الصعيد الداخلي أقرت بعض الحكومات رزما مالية سخية لشراء الولاء الشعبي، أرفقتها بهز الهراوة الأمنية للجهات الفاعلة في المجتمع وخصت الإسلاميين بذلك، وعلى وجه الخصوص الإخوان.
- كان لها حصة الأسد في الإطاحة بالرئيس مرسي، وتحملت كلفة مالية عالية من أجل ذلك وصلت في بعض التقديرات إلى عشرات المليارات من الدولارات، كما أنها قدمت دعماً سياسيا لقادة الانقلاب المصري.
- تعمل على هندسة حملة إقليمية منسقة لمحاربة الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمون باعتبارهم العمود الفقري للربيع العربي.
والحقيقة أن أمام الأنظمة التي خرجت «قوية» أو «نجت» من تحت غبار الربيع فرصة ذهبية لإعادة «تدوير» الربيع لمصلحتها، بحيث تأخذ بيدها إجراء ما يلزم في بنية أنظمتها من تغييرات، بإرادتها ووفق «المقاسات» التي ترغبها، بعقل بارد ودون ضغط من جماهير هادرة قد تملأ الشوارع والميادين، وفي هذا فائدة عظيمة لها في البعد الاستراتيجي، حيث تضمن لها هذه التغييرات ديمومة استقرارها، ويمكنها «بيعها» لدى جماهيرها باعتبارها منتجا ذاتيا، ناهيك عن أنها توفر لها مدى غير منظور من الهدوء، والاستقرار، وتمنحها شيئا من «الشرعية» التي تآكلت على مر الزمن!
إن مثل هذه المبادرات «الرسمية» ضرورية في هذا الوقت بالذات، كي لا تفاجأ هذه الأنظمة مرة أخرى بخروج طائر الفينيق من تحت الرماد، فالفشل الذي أصيبت به ثورات الربيع لم تدفنه، بل بدا أنه في حالة كمون، أو أنه يعيد ترتيب أوراقه وأولوياته، وخير لهذه الأنظمة أن تقطع على الربيع «صحوته» المفاجئة، بالاستجابة الطوعية لبعض مطالبه، أو جلها، لتكتسب عمرا مديدا واستقرارا مطلوبا.
إن إعادة تدوير ثورات الربيع العربي، وإخراجها بصورة أخرى، تجعل عودة الربيع بشكله المعروف عودة ملتبسة، وبوسع من نجا منه أن يصنع ربيعه بنفسه وعلى مقاسه ووفق ما تقتضي مصالحه، وهذا يبعد شبح أي مفاجآت مستقبلية، خاصة وأن بعض الأنظمة شاخت واهترأت وأصبحت بحاجة لعملية تلميع أو تجديد كي تستمر!
ربيع الأنظمة بطبعته المصنوعة بخبرات رجال الأمن والاقتصاد والاستراتيجيا، ضمان لاجهاض أي ربيع شعبي جديد لا يبقي ولا يذر، سواء جاء اليوم أو غدا، طال غيابه أم لم يطل!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-12-2013 08:13 PM

الريع العربي يحمل في داخلة بذرة فناءة مع الاسف لان الاحزاب الايدولوجية ليست افضل حالا من الانظمة الحاكمة سواء في مجال الحريات اوالاقتصاد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012