أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 21 أيار/مايو 2024


إذا لم يكن هناك خبز للفقراء ... دعهم يأكلون كعكا

بقلم : الدكتور حسين عمر توقه
02-02-2014 12:20 PM

بقلم الدكتور حسين عمر توقه:
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي

من أقوال جان جاك روسو 'الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً . أما الناس الذين يعرفون الكثير فلا يتحدثون إلا قليلاً '.
وفي كتابه (الإعتراف ) أورد مقولته المشهورة ' إذا لم يكن هناك خبز للفقراء ... دعهم يأكلون كعكاً ' على لسان الملكة ماري أنطوانيت آخر ملكات فرنسا بالرغم من أنه لا يوجد دليل على ذلك .
في العصور المظلمة من التاريخ وبالذات في عصر الإقطاع في ظل النظام السياسي والإقتصادي الذي ساد أوروبا منذ القرن التاسع وحتى القرن الرابع عشر. كان الملوك والأمراء من خلال قلاعهم وقصورهم المحصنة يعمدون الى فرض الضرائب والخاوات والأتاوات والجزية على القرى الزراعية المجاورة وفي حال تأخر أفراد الشعب في دفع هذه الضرائب كان الملوك والأمراء يبعثون بجيوشهم وفرسانهم ليحرقوا المحاصيل والأكواخ في القرى وليعودوا ببعض الرهائن. واستمرت هذه الظاهرة قرنا بعد قرن حتى شهدت أوروبا مرحلة جديدة في مدلولاتها ومعانيها ونتائجها حيث برزت الثورة الفرنسية والتي تعتبر من أعظم الثورات في تاريخ الشعوب لا سيما في المرحلة الأولى والتي امتدت من شهر يوليو 1789 لغاية أغسطس 1792 إبان الفترة الملكية وهي في نظر الكثيرين قد حققت نقلة سياسية نوعية من نظام ملكي مطلق إلى نظام جمهوري عادل أُقر بموجبه مبدأ فصل السلطات وتم فصل الدين عن الدولة وحقق المساواة بين أبناء الشعب في الحقوق والواجبات وأكد على حرية التعبير
وتم القضاء على النظام الفاسد من استئثار فئة قليلة من المقربين الفاسدين المستأثرين بثروات الوطن ومن فرض ضرائب لا أول لها ولا آخر وتم إلغاء الإمتيازات لطبقة النبلاء ورجال الدين ومصادرة أموال الكنيسة كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الإجتماعية .
كانت الملكة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر إبنة الملكة ماريا تيريزا ملكة النمسا . كانت صغيرة جميلة وذكية وقد ملت رتابة الشكليات الرسمية لحياة البلاط الملكي واتجهت للترويح عن نفسها بالحفلات وفي البذخ والترف لا سيما في إنتقاء الملابس الفاخرة والغالية حيث أصبحت رمزا للأناقة في أكثر من بلاط ملكي في أوروبا . كانت دائمة السفر وهداياها باهظة الثمن .
وتدخلت في الحكم فعمدت إلى عزل الكثيرين من الوزراء المصلحين الذين طالبوا بتخفيض النفقات الملكية وقامت بتعيين وزراء من المحسوبين عليها من أجل زيادة نفقاتها وتلبية متطلباتها عن طريق فرض ضرائب جديدة مثل ضرائب العشور التي فرضت على الفلاحين من أجل مقاسمتهم في أثمان المحاصيل .
وكانت تتفاخر دوما بجنسيتها النمساوية ولا ننسى أن هناك عداء تاريخيا بين فرنسا والنمسا وأن الشعب الفرنسي كان يكره الملكة النمساوية أصلا ولكنها في نهاية المطاف أصبحت صاحبة الكلمة العليا في فرنسا قبل الثورة لا سيما وأن الملك لويس السادس عشر كان حسب ما وصفته زوجته الملكة ماري أنطوانيت بأنه ضعيف الشخصية متردد غير متوازن مما أفسح لها المجال لتكون السيدة المطاعة وصاحبة الكلمة العليا في فرنسا لا هم لها سوى الترف والسلطة .
لقد واجهت فرنسا أزمة اقتصادية كبيرة نتجة التكاليف التي تكبدتها فرنسا جراء تدخلها في حرب الإستقلال الأمريكية وجراء الجهود المتواصلة من أجل غزو بريطانيا . وتفاقمت هذه الأزمة نتيجة النظام الضريبي غير العادل صاحبه سؤ في الأحوال الجوية وتعرض البلاد إلى عواصف ثلجية باردة قضت على المحاصيل الزراعية وأحرقت الأرض ولم يعد بإمكان المزارعين شراء البذور وتوجه الكثيرون منهم إلى باريس يستجدون لقمة العيش من الأغنياء في المدينة .
وكلما زادت الضرائب زاد الفقر وكلما زاد الفقر زاد الجوع والجوع كما تعرفون كافر . وكلما حاول رجالات الدولة المعتدلين إسداء النصح إلى الملك لويس عمدت الملكة إلى استبدالهم .
وبتاريخ 11/7/1989 قام الملك لويس بتأثير من زوجته ومن النبلاء المحيطين به بعزل ونفي وزير المالية ( جاك نيكر ) الذي اقترح على الملك أن يقوم بحركة إصلاح ضريبي يقوم من خلاله رجال الدين وطبقة النبلاء بدفع الضرائب للتخفيف عن طبقة الفلاحين نظرا لسؤ أوضاعهم وضياع موسمهم في ذلك العام .
وفي اليوم التالي بدأت الثورة على أيادي الشباب من أبناء المزارعين حال سماعهم نبأ إقالة ( جاك نيكر ) وقاموا بمهاجمة المراكز الجمركية وبدأ سكان باريس ومئات الفلاحين بسلب اماكن تخزين المواد الغذائية وهاجموا أماكن تخزين السلاح وأخذوا يبحثون عن االبارود وقام الملك بحشد الجنود حول قصر فرساي وتم فرض حصار على مدينة باريس من قبل 25 ألف من القوات الفرنسية وخشيت الجمعية الوطنية التأسيسة أن تقوم هذه القوات بإغلاق الجمعية الوطنية التأسيسية وتم عقد إجتماع حاشد تجاوز في عدده عشرة آلاف من أفراد الشعب قام فيه عضو الجمعية ( كاميل ديمولين ) بإلقاء كلمة حماسية وهو يحمل المسدس بيده قال فيها ' أيها المواطنون لا يوجد وقت لنضيعه إن عزل نيكر هو دق ناقوس سانت بارثولومو للوطنيين هذه الليلة بالذات ولم يبق لدينا غير خيار واحد وهو حمل السلاح.
ونحن في هذه العجالة لا نريد استعراض مراحل الثورة الفرنسية ومجرياتها ولكن مرحلتها الأولى انتهت خلال ثلاثة أيام بعد عزل جاك نيكر وزير المالية أي منذ 12/7/1789 لغاية 14/7/1789 حيث تم اقتحام سجن الباستيل رمز الإستبداد وتبعه قيام مندوبي المجلس الوطني المطالبة بإسقاط نظام الحكم الملكي المطلق واستبداله بنظام ملكي دستوري والعمل على إلغاء امتيازات رجال الدين والنبلاء . وأعلنوا أن البشر ولدوا أحرارا متساوين في الحقوق وأن القانون هو المعبر عن إرادة العامة ولكل مواطن الحق في المشاركة في تأسيس هذا القانون . وفي أيلول عام 1792 ألغيت الملكية وأصبحت فرنسا جمهورية وبكل أسف فلقد شهدت الثورة الفرنسية إنشاء محاكم ثورية ولقد تم منذ أيلول 1793 حتى آب 1794 إعدام أكثر من 16 ألف من أتباع النظام السابق وتم حبس المسجونين السياسيين والنبلاء والكهنة والوزراء والجنرالات السابقين ووصفت هذه الفترة بالإرهاب لأن الثورة أخذت تلتهم أبناءها . وفي عام 1804 ظهر الدستور الشرعي الجديد المدني وبعد مائة عام أي بتاريخ 14/7/1889 تم الإحتفال بهذا اليوم بإعتباره العيد الوطني لجمهورية فرنسا.
إن ما يهمنا هنا أنه بتاريخ 20/6/1791 خرجت العائلة الملكية متنكرة في عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا ولكن أحد المواطنين تعرف على الملك من خلال صورته المطبوعة على العملة الورقية وتم إيقاف الملك والملكة وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس . وبتاريخ 10/8/1792 أوقف الملك عن تولي أمور مملكته ونقل هو عائلته إلى سجن ' المعبد ' وتمت محاكمته وحكم عليه بالموت بقطع الرأس ونفذ الحكم بتاريخ 21/1/1793 في ساحة الكونكورد . بينما تم إعدام الملكة ماري أنطوانيت بتاريخ 16/10/1793 بعد أن قيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة التي أطاحت برأسها . وتم دفنها ولم تأخذ معها أيا من مجوهراتها أو فساتينها

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2014 01:17 PM

هذه نماذج من تجارب الامم لاتناسبنا اطلاقا . لقد امضينا عشرات العقود ونحن نتتبع خطوات الشعوب شرقا وغربا والنتيجه مزيدا من التراجع على كل الاصعده وهزائم وتخلف . حتى لو ضربناها امثله فهي لاتصلح ايضا .
نحن امة فينا الخيره لو اتبعنا النهج الذي اختاره الله لنا ولا حل لنا سواه مهما تفرقت بنا السبل .
لايمكن ان نحقق الاصلاح ونخرج من عنق الزجاجه والقرآن الكريم يغطيه الغبار فوق الرفوف في المنازل وتلفحه الشمس على (تابلوهات ) السيارات .
تجارب الشعوب افرزتها ظروف موضوعيه ذاتيه تخصهم وحدهم . لاتنطبق علينا ولاتناسبنا ابدا .
عجبي من هؤلاء الذين يبحثون عن الماء , ورأس النبع عندهم !
وهذا حديث السفينه بيننا رخصا طريا كأنما نطقه الصادق الامين الأن عليه صلوات الله وسلامه ما أروعه وهو يصف حالنا بكل دقه وهو من احاديث المعجزات كل فرد منا يخرق خرقا في قاع السفينه ويظن انه على شئ وهو ليس على شئ حتى تغرق بنا السفينة جميعا ان لم نأخذ على ايديهم .
والله ثم والله وأيم الله ( مالها من دن الله كاشفه ) .
لا ماري انطوانيت ولا لويس السادس عشر ولا الثوره الفرنسيه ! التي تؤكد بعض المصادر التاريخيه انها ثوره يهوديه ما سونيه بدليل شعاراتها الحريه الاخاء المساواة ...
لنتق الله فيما نكتب ونعود الى المنبع الصافي الذي ضرب اروع الامثله في تاريخ البشريه في العدل والرحمه ...

2) تعليق بواسطة :
02-02-2014 03:46 PM

إلى السيد دبوس
والله إنك غايب طوشة وبكل أسف لم تفهم ما تقرأ ولا تعلم عن فن التورية شيء

3) تعليق بواسطة :
03-02-2014 01:02 AM

من اجمل ما قرأت وكفيت ووفيت وحان دور الشعب في تقرير مصيره فمنذ 100 عام كنا فرسان احرار وها نحن الان ذليلين محكومين تابعين ليس في جعبتنا الا التصفيق

4) تعليق بواسطة :
03-02-2014 02:37 AM

كلامك رائع يادكتور وعلى المحك , لقد عشت في الغربة سنوات طوال ولمست نتائج الثورات الناجحة التي بنيت على الوطنية الصادقة وتحرير الانسان من قيود العبودية والسخرة والتي مازالت ترزح في بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى عدن الى مصر فتطوان , للأسف الشديد لايوجد هناك بلد عربي واحد يتمتع بأي مبدأ من مبادئ الديموقراطية والحكم العادل , ونزاهة الانتخابات , ولكني أحيانا" أجد نفسي أُؤمن بمبدأ ( كما تكونوا يولّى عليكم ) فما زلنا نغرد ونغني على قياداتنا , وعلى أمجادنا الكاذبة , أختم تعليقي بقولي : - الشكوى لغير الله مذلةٌ .

5) تعليق بواسطة :
03-02-2014 03:03 PM

أحسنت دكتور حسين ومبدع دائماً
وها نحنُ ننتظر الحلقه الثانيه
والتي تتحدث بها عن دولة فايز
الطراونه , وكشف المخفي والمستور

6) تعليق بواسطة :
03-02-2014 03:29 PM

إلى السيد دبوس
كي أساعدك على فهم ما جاء في المقال وكي لا يتهمك أبو رمضان بأنك غايب طوشة أرجو منك إعادة قراءة المقال وفي كل مرة تصل إلى الملكة ماري أنطوانيت أرجو أن تستبدلها بإسا إحدى الملكات في العالم العربي

7) تعليق بواسطة :
03-02-2014 04:00 PM

فهمت . وقلت ان ان للشعوب ظروفها الموضوعيه والذاتيه الخاصه بها وحدها .
وفهمت ان الكاتب المحترم يشبه ويقارن بين الظروف التي سبقت الثوره الفرنسيه بجوانبها السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والانسانيه وبين ظروفنا وان هذا المقال صرخة منذر ومحذر
لذا سبقته بالقول ان الظروف غير متشابهه لسبب واضح وهو اننا مسلوبي الاراده ومقاليد الامور ليست بيدنا وظروفنا يوجد من يصنعها لنا فإذا كانت الظروف الموضوعيه في فرنسا نضجت طبيعيا فظروفنا يتم انضاجها (كواليسيا ) بيد غيرنا ثم يفجرونها ويستحوذون على نتائجها بعد ان يجيروها لصالحهم .
مانحن فيه من بؤس وتمزق وعذاب وتوهان وذل ... يأتي استمرارا لسلسلة مؤامرات طويله نتعرض لها منذ ان سقطت دولة الخلافه .
فإذا حدثت ثوره او شئ من هذا لن يكون لصالحنا بل لصالح من انضجوا الظروف .
لذا دعوت دبوس الى الاعتصام بحبل الله فهذه الطريق الوحيد والمضمون والمجرب لخلاصنا نحن شئ وفرنسا شيئا اخر .

8) تعليق بواسطة :
03-02-2014 04:09 PM

تعليق رقم 6 فتاح باشا ضحكتني بتعليقك مفهومه من الكاتب شو قصده بهاذا المقال بس السيد دبوس يتكلم من جانب اخر وهذه وجهة نظره ولا ظن انه لم يفهم قصد الكاتب تحيه للجميع

9) تعليق بواسطة :
03-02-2014 04:53 PM

يحيا الذكاء .

10) تعليق بواسطة :
03-02-2014 07:19 PM

يا جماعة الخير حرام عليكو تتهموا الكاتب وتلبسوه طواقي هو أراد أن يشرح بكل بساطه ما دار حول الثورة الفرنسية وكل كلمة كتبها عن تاريخ الثورة الفرنسية موثقة في كتب التاريخ وفي كل الأفلام وأؤكد لكم جميعا أنني غيرت فكري عن الآراء التي يتناقلها المصريون عنا بأننا شعب لا نعرف كيف نضحك فإذا تمكنا من جعل كندا يضحك ونحن نناقش قضية حزينة فلا بد أننا قد تغيرنا

11) تعليق بواسطة :
03-02-2014 09:26 PM

سيدي الدكتور توقه:

أعلم بأنك لاترغب في ألإطراء,مع ذلك ارجو أن تأذن لي أن أبجلك أيها الفارس الثائر .ثم لأطلب منك وأعلم بأنك تستطيع أن تعمل على تطييب الخواطر وتهدأة الاحوال, ما أحوجنا بمثل هذه ألأيام للناصحين ألأنقياء لنسمع منهم دروساً في الحرص على أمننا وسلامتنا وكفانا الله شرور الكائدين,

قد ينبري أحد المعلقين ليعلمني فحوى المقاله, لاقول أن ما جاء على لسان أطوانيت ,طعميهم بسكويت, وليس كما تعمد كاتبنا وجعلها خبزاً ,أسعد الله أوقاتكم جمياَ, تحياتي لطاقم كل الاردن.

12) تعليق بواسطة :
04-02-2014 12:10 AM

إلى الأخ السعد المحترم
تحية طيبة وبعد
أنا أحد المتابعين لمقالات الدكتور حسين ولقد ظننت مثلك أن ما جاء على لسان الملكة أنطوانيت كان إذا لم يكن هناك خبز للفقراء دعهم يأكلون بسكويت ولقد عدتُ إلى المراجع وبالذات إلى ويكيبيديا المعلومات ووجدت أن ما أورده الدكتور حسين هو الصحيح دعهم يأكلون كعكا وأنا أجدد معك شكري للدكتور حسين راجيا أن يستمر في كتاباته في زمن ضاعت فيه كلمة الحق وتم استبدال الشرفاء والمخلصين بالعملاء والفاسدين الذين باعوا الذمة والضمير وهم معروفون للشعب الأردني الطيب الذي أصبح أقلية فوق أرضه التي استبيحت لكل من هب ودب

13) تعليق بواسطة :
04-02-2014 09:02 AM

شكرا للدكتور حسين على هذه الرسالة الهامة التي يوجهها إلى كل المهتمين بشأن الشعوب ولا شك بأن استعراض المراحل التي يتم فيها الإنتقال من النظام الملكي المطلق إلى النظام الملكي الدستوري ومن ثم الإنتقال إلى النظام الجمهوري هذه المراحل تتشابه وتختلف في مدى تقبل النظام الملكي لمتطلبات الشعوب في الإصلاح ومدى الفساد المنتشر في أجهزة النظام المختلفة وبالذات في الديوان الملكي وبين الأقرباء في العائلة المالكة والمستشارين ومن ثم الحكومة والأجهزة الأمنية فكلما ازداد الفساد ازداد الفقر وكلما ازداد الفقر ازداد الجوع والجوع كما قال الدكتور حسين كافر فهو يدفع الإنسان الجائع إلى القيام بكل عمل من أجل تأمين لقمة الخبز لأطفاله وعائلته
هناك نقطة هامة وخطيرة يلفت إليها الدكتور حسين أنظارنا تتمثل في لجؤ الإنقلابيين إلى التصفيات الجسدية والتطرف في القضاء على كل رموز وأتباع النظام السابق وهي ما عبر عنه بقوله تبدأ الثورة بأكل أبنائها فلقد كانت حصيلة هذه المرحلة في الثورة الفرنسية ما يزيد على 16 ألف من الوزراء السابقين والمستشارين وأعضاء البلاط ورموز النظام وكل العاملين في القصور الملكية والمحسوبين على النظام فهذه الدماء المسالة هي بمثابة الضريبة التي تدفعها الشعوب وهي عبارة عن زلزال تفوح من خلاله رائحة الدماء قبل أن تصل الثورة إلى مراحلها الأخيرة في البحث عن مستجدات التصحيح والإصلاح وإن ما يحدث في العالم العربي اليوم وبكل أسف لم يكن مدفوعا بالمعطيات والأوضاع الداخلية للبلاد العربية ولحالة الفساد المتفشية فيها وإنما هي مجموعة من العوامل على رأسها مخططات الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإبقاء هذه الدول في صراع داخلي بين قيادات فاسدة مهترئة وبين شعوب تبحث عن أبسط معاني العدالة الإجتماعية وبكل أسف فإن الجيوش العربية في معظمها مهيأة لحماية الأنظمة والمستفيد الأول والأخير من كل ما يجري هو إسرائيل التي تستمر في الإستفادة من حالة الحروب الأهلية في الدول العربية المجاورة لها
يكفينا أن الرئيس أوباما في خطابه الأخير أمام الكونغرس الأمريكي إلى إسرائيل بأنها ( إسرائيل الدولة اليهودية ) وبكل أسف لم يتنبه أحد إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي وهو يقوم بزيارة إلى هضبة الجولان قبل ثلاثة أيام بأن الجولان هي جزء من الأراضي الإسرائيلية وأنه سيعمل على مضاعفة أعداد اليهود المستوطنين في هضبة الجولان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012