أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


أبعاد الصراع في أوكرانيا

بقلم : د. فهد الفانك
07-03-2014 12:17 AM
تعاني أوكرانيا من عدة خصائص تجعلها في حالة ضعف وانكشاف: جغرافيا تقع على حدود جار قوي ، وديمغرافياً تعاني من ازدواج الهوية الوطنية ، فهناك جانب كبير من شعبها من أصل روسي وآخرون من التتار المسلمين بحيث أصبح الأوكرانيون الأصليون أقلية في بلادهم.
يضاف إلى ذلك أن شبه جزيرة القرم روسية أساساً وقد (أعطاها) خروشوف لأوكرانيا في عهد الاتحاد السوفييتي أي عندما كان انتقال السيادة من العب إلى الجيب ، والغالبية الساحقة من سكانها روس ، وفيها قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود.
الجار القوي يعتبر أوكرانيا جزءاً من حديقته الخلفية ، ولا يسمح بتحويلها إلى مركز معاد له مثل التحالف مع الاتحاد الأوروبي وهو ما يريد أن يفعله النظام الجديد.
روسيا لها مصالح حيوية في أوكرانيا ، ومن حقها أن تحمي هذه المصالح بالنفوذ الناعم إن أمكن وبالقوة المسلحة إذا لزم كملاذ اخير. وهي بالتأكيد لا تقبل أن تصبح تحت رحمة الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي.
تقول أميركا أن التدخل الروسي مخالف للقانون الدولي ، ولكن القانون الدولي لا ينطبق على الأقوياء ، فمن أعطى أميركا حق احتلال العراق دون مبرر لا يستطيع أن ينكر على روسيا حق التدخل لحماية مصالحها.
مثل كل الضعفاء يراهن النظام الجديد في اوكرانيا على أميركا وبريطانيا وما يسمى بالمجتمع الدولي ، ولكن هذا الرهان خاسر ، فالغرب لن يخوض حرباً من أجل أوكرانيا ، وكل ما يستطيع تقديمه هو التضامن الكلامي.
أميركا أرسلت وزير خارجيتها إلى كييف لإظهار تظامنها مع النظام الجديد ، ولكن كيري ذهب خالي الوفاض بدون خيارات عملية. ومع أن أوكرانيا على وشك الإفلاس ، فلم تقدم لها أميركا سوى عرض بالكفالة ، لتمكينها من الاقتراض ، الأمر الذي يحتاج لإجراءات تستغرق شهوراً ينجلي خلالها الموقف قبل أن تستفيد أوكرانيا من الكفالة الأميركية.
أزمة أوكرانيا الراهنة أخطر نزاع سياسي بين روسيا والغرب في القرن الحادي والعشرين ، مما يستدعي ذكريات الحرب الباردة ، وهي حرب كلامية. روسيا ورثت الاتحاد السوفييتي وتجد نفسها أمام نفس العوامل التي كانت قد أملت على الاتحاد السوفييتي سياسته وسلوكه. تتمتع روسيا بحق النقض في مجلس الامن الدولي الذي يمثل المجتمع الدولي مما يحول دون تحرك المجلس ضد روسيا ، علمأً بأنها تتمتع أيضاً بدعم قوي من الصين ، ولها في العالم صورة إما أكثر إيجابية أو أقل سلبية من صورة أميركا.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012