أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


«تفحيط» عجايز

بقلم : احمد حسن الزعبي
03-04-2014 12:48 AM
هناك صور نمطية رسخت في أذهاننا منذ الصغر من المستحيل أن نتعوّد على قبول غيرها، مثلاً: زوجة الأب غالباً ما يتم تصويرها على انها قاسية وشريرة ومتآمرة وقبيحة في نفس الوقت.من قال هذا؟ لم لا تكون زوجة ألأب طيبة وحنونة ومخلصة و»مُزّة».؟؟!!
التاجر كذلك يتم الإشارة إليه بالرسوم والمسلسلات : على انه جشع ويحبّ المال ويستغل الضعفاء..مع أن أغلب التجار وضعهم يقطّع القلب فإما عليهم «شيكّات» أو لهم «شيكات» ولا يستطيعون تحصيلها..
أكثر الصور النمطية تكراراً وثباتاً هي صورة الجدّة العاجزة: منذ أيام ليلة والذئب بنسختها الأصلية والجدة ممدّدة في السرير تشكو من ألآم عامة لا يمكن علاجها مثل طول في الذقن ووجع في الظهر ، ونادراً ما كانت المسلسلات الكرتوينة تخرج الجدّة من السرير الى الكرسي الهزّاز لتحيك خيطان الصوف البنيّة وقربها قطة نائمة ..
بصراحة النساء العربيات بالمجمل يحاولن إلا يخرجن من إطار هذه الصورة ، فما ان يدخلن في العقد السادس من العمر حتى يلتزمن الفراش ولا يرغبن بممارسة الحياة ككل..مثلاً جدّتي رحمها الله آخر درجة نزلتها في حياتها كانت درجة «الباص» القادم من الحجّ سنة 1981...وبعدها ظلّت ممدّدة في الفراش 20 سنة تنتظر الموت رغم أنها لم تكن تعاني من شيء محددّ..ومنذ عام 1981 كلما زرتها كانت تسألني نفس السؤال « مين أنت»؟...فيقول لها الحضور : «هاظا احمد»!..تهزّ رأسها قليلاً وتقول : «بدي أموت يا جدّة»!!..فأجيبها بنفس الجملة: «بعيد الشرّ يا جدّة»..بعد عشر سنوات وتحديداً عندما أكملت الثانوية العامة سألتني : «مين انت»؟ قال لها الحاضرون: «هاظا احمد»!!..هزّت رأسها وقالت:» بدي اموت يا جدّة» فعدت عليها نفس الجملة المجاملاتية: «بعيد الشر يا جدّة»!!..وعندما أكملت البكالوريس ..زرتها لأبشّرها بتفوقي ولتبارك لي بالشهادة..فسألتني للمرة المليون : « مين انت؟»..قلت لها : « أنا أحمد»..فهزّت رأسها للمرة المليون « بدي أموت يا جدة»!!..فشجّعتها للمرة المليون : بعيد الشرّ عنك يا جدة».. ولا أريد ان أكمل القصة «كي لا تملوا ..لكن أطمئنكم الأسئلة ظلت كما هي ..والأجوبة كذلك»..
شعرت بحاجة شديدة لـ»أللطم» عندما شاهدت على إحدى الفضائيات عجوزا بريطانية عمرها 83 سنة ، تقفز بالمظلة ، وتقوم بعروض في السماء، وتركب الزوارق الصغيرة، وتبحر في الوديان الضيّقة ، وتتسلق البنايات الشاهقة ، وتخطط للمشي على أجنحة الطائرات..وفوق ذلك تقود السيارات بسرعة جنونية و»تفحّط» فيها..تخيّلوا حجّة وبــ»تفحّط»..؟؟..
ترى ماذا لو كنت – لا سمح الله- حفيد هذه السيدة التي تدعى «براند باكهاوس»..وين أودّي وجهي من الناس .. وجّدتي ليل نهار قاعدة بــ»بتخمّس»!!..
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2014 01:29 AM

حقيقة, كلما قرات مقالاتك, زاد يقيني بانه لازال هناك مكان للابتسامة في حياتنا. بوركت

2) تعليق بواسطة :
03-04-2014 08:31 PM

دائما مبدع ايها الرائع حقا استمتع بقراءه مقالاتك المعبره والتي تشخص الهويه الاردنيه الحقه والتراث الاردني الاصيل لك تحياتي ولك من الله الصحه والعافيه

3) تعليق بواسطة :
03-04-2014 10:59 PM

المعاناة التي نعيشها تجعل عمرنا اكثر من(الدبل)
لهذا الى سنه 40 عام يصبح عمره 80عام

4) تعليق بواسطة :
03-04-2014 11:30 PM

اخي حسن اشكرك على مقالاتك الطريفة ال ممتعة للقارىء

وصلتي رسالة على الواتس مضحكة تقول
ان عجوز بريطانية
حصلت على الجامعة بعمر 95
ثم على الماجستير بعمر 98
بلغت 100 عام الفت اول كتاب لها
لو هي عندنا مردغوها بفكس
وغطوها ببطانية لين تموت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012