أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الحكومة: 1308 مشاريع بأكثر من 400 مليون دينار بجرش أورنج الأردن تقدم دورات مجانية بالشراكة مع كورسيرا لدعم مسيرة التعلم الرقمية للشباب النيران تلتهم حافلة جامعية في الزرقاء 213 يوما للحرب .. استشهاد 22 فلسطينيا بينهم 8 أطفال إثر استهداف 11 منزلا في رفح استقرار أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي تدهور تريلا بعد محطة سهل الدبة باتجاه المفرق الخصاونة يتفقد سير عمل مشروع حافلات التردد السريع عمان -الزرقاء فريق وزاري يعقد لقاء تواصليا مع ابناء جرش السير تتعامل مع نحو 15 حادثا منذ الصباح بسبب الانزالاقات وظائف شاغرة ومدعوون للامتحان التنافسي - اسماء اجواء باردة نسبياً في اغلب المناطق وسط أمطار في شمال ووسط المملكة وفيات الاثنين 6-5-2024 السلطة الفلسطينية طلبت من اميركا واسرائيل عدم الإفراج عن البطل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


لماذا استحضروا عفاريت الإرهاب ..؟!!

بقلم : حسين الرواشدة
28-04-2014 12:13 AM
إطلاق “بعبع” الارهاب في المنطقة يمكن ان يفهم في سياقين: احداهما اشهار نعي الثورات العربية من خلال الايحاء للرأي العام بأن ما جرى لم يكن اكثر من “انتصار” للقاعدة واخواتها، وبالتالي فإن المطلوب من الشعوب العربية أن تختار بين “الارهاب وبين الاستقرار”، واذا كانت الجهة التي تمثل الخيار الاول هي “القاعدة” وداعش وبيت المقدس وغيرها من المنظمات التي انحازات “للسلاح” فإن الجهة الاخرى المطلوبة هي الانظمة السابقة او امتداداتها وعلى الشعوب التي تقبلها وترحب بها، امّا السياق الثاني فهو “وضع” اليد على المنطقة واعادة توزيع مناطق النفوذ فيها من جديد، من خلال “بث” الرعب فيها، وهو ما تحاول ان تفرضه الدول الكبرى التي “صنعت” الارهاب ووظفت جماعاته، وفي اطار ذلك يمكن ان نتصور مستقبل المنطقة التي ستخضع لحالة من الصراع بين ثلاثة مشروعات: اولها المشروع الايراني، والثاني المشروع التركي والثالث المشروع الصهيوني، فيما العرب غائبون عن الطاولة بلا مشروع، وهم بالتالي موضوع للنقاش والتقسيم ووظيفتهم الوحيدة “مكافحة” وهم الارهاب الذي دخل الى بلادهم على دبابات “الكبار” وحلفائهم في المنطقة.
هذا لا يعني –ابداً- ان خطر الارهاب لا يداهمنا فعلاً، وان كل ما يحدث في بلداننا من “استعدادات” تشريعية وامنية لمواجهته مجرد اوهام، لا أبداً ،فقد تحركت فعلا “ماكينة” القاعدة بأجنحتها المختلفة لكي تخلط الاوراق في المنطقة كلها، صحيح ان “دوامة “ العنف تحاول ان تملاً فراغ انسحاب “الديمقراطيّة” وأن ترد على حالة الاستبداد والظلم التي تأصلت في البلدان العربية التي انكسرت طموحات شعوبها في الحرية والكرامة، لكن الصحيح ايضاً ان الهدف التي تسعى اليه جماعات العنف لا يتعلق ابداً بالديمقراطية ولا برغبات الناس في التحرر والعيش الكريم، وانما هدفها الاساسي اعادة عقارب الساعة الى الوراء، واستخدام “الناس” بكل مالديهم من قضايا ومشكلات لمواجهة الانظمة وتخويفها..وقتلهم باسم اقامة “دين “ الله على الارض.
في هذا السياق الذي يبدو فيه ( الارهاب) بطل هذه المرحلة و الفاعل الاساسي فيها ،يلاحظ ان موجة من التصريحات الغربية و الاسرائيلية تحديدا بدأت تدور حول ( تخويف) بلداننا من ( القاعدة)، كما يلاحظ أن مهمة مكافحة ( الارهاب) و التطرف أصبحت أولوية لدى معظم بلداننا العربية ، زد على ذلك أن ثمة ( بروفات) تجري على الارض استعدادا لفرض الحلول الأمنية وطي صفحة الحلول السياسية نهائيا.
الأعوام الثلاثة المنصرفة كانت ( فرصة) للشعوب لكي تصرخ وتقول كلمتها، لكن يبدو ان ( الجولة ) انتهت، وأصبح زمام ( المبادرة) بيد الأنظمة و الحكومات، ولكي تنتصر فيها لابد ان يكون ( الارهاب) حاضرا في المشهد لكي تستقيم معادلة المقايضة بين ( الأمن والاستقرار) و بين (الحرية والكرامة) ، الاولى تحتاج الى ( أشباح القاعدة) لكي تقتنع المجتمعات بقدرها المكتوب، والثانية تصبح مجرد ( ترف) ونزق شعبي مادام أن مآلاتها ستفضي الى الفوضى والقتل و الدمار.
لنتذكر أنه تحت عنوان ( مكافحة الارهاب) احتلت أمريكا العراق ودمرت افغانستان، وانقلب العسكر على شرعية الصناديق فعزلوا مرسي وأصبح وزير الدفاع هو ( المرشح الرئيس) و القائد الضرورة ، وأمسك المالكي بزمام الحكم بانتظار فترة رئاسية جديدة ، وخرج النظام السوري من ورطة ( الثورة) الى الصناديق الانتخابية بموافقة الدول الكبرى ومباركة القوى الاقليمية، كل ذلك جرى باسم الحرب على الارهاب... وسوف تتكرر المشاهد في كل بلداننا العربية ، فقد وجد الارهاب أصلا لكي يعيد رسم الصورة من جديد ... تماما كما كانت قبل (3) سنوات و ربما أسوأ.
باختصار ، كان الحل السحري لمواجهة الثورات العربية واجهاضها هو ( الارهاب) وقد ابدع الذين تصوروا للحظة ان الشعوب قادرة على اسقاطهم في هذه ( الصناعة) وإخراجها ، لكن يبقى أن ما جرى لن يكون سوى جولة اخرى في صراع طويل ... لا أحد يعرف حتى الآن من سينتصر فيه ومن يخرج مهزوما ... مع أن التاريخ يذكرنا دائما بأن كلمة الشعوب هي العليا ... وكلمة الذين ظلموا السفلى ... ومع أنه لاشيء يضمن لهذا ( الارهاب) أن ينجح في وظيفته الجديدة .
استأذن في تقديم نصيحة اخيرة وهي ان من واجب من استحضر العفاريت والقرود ان يعمل على طردها بأي صورة، لان قتلها -ناهيك عن توظيفها واستخدامها- سيدفع مئات القرود والعفاريت الى الساحة ..وحينئذ لن يكون بمقدور احد ان يفعل اي شيء..
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-04-2014 09:21 AM

ثمة رابط بين ما تكتب ايها الكاتب المحترم وبين ما يجري في معان ولكن بصورة مصغرة على مستوى الأردن.
من المنتظر أن يحول النظام وادواته اي واحد يتعارض ويعارض للنظام على انه ارهابي مجرم بعبع خطير.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012