أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الملك: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بمجزرة جديدة وتوسيع دائرة الصراع بالإقليم الفراية: المراكز الحدودية بحاجة لتحديث أجهزتها منعا لتهريب المخدرات التربية تتيح أرقام الجلوس لطلبة توجيهي الدورة الصيفية - رابط حماس تقدم المزيد من تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار لقاء مرتقب بين الملك وبايدن فرح ورصاص بالهواء في غزة ابتهاجا بموافقة حماس على الهدنة تل أبيب: المقترح الذي وافقت عليه حماس "مصري" وغير مقبول إسرائيليا خليها تقاقي .. حملة لمقاطعة الدواجن في الاردن "حماس" تبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في غزة تزايد إقبال المرضى والمراجعين على المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار الحنيفات: تسهيلات للاستثمار في المدينة الزراعية السياحية التراثية بجرش وزير الصحة: خطة لتحويل المراكز الصحية الفرعية إلى أولية حماس: الهجوم على رفح لن يكون نزهة لجنود الاحتلال الفريق الوزاري يلتقي تنفيذيي عجلون
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


«بؤس» وجه وقفا

بقلم : احمد حسن الزعبي
29-04-2014 12:05 AM
أشكر معهد «كيتو» الأمريكي للدراسات الذي صنّف الأردن في المرتبة الثانية والعشرين للدوّل الأكثر بؤساً في العالم..وأقول له من صماصيم قلبي: «كلك زوق» وشكراً «على المجاملة» وطول عمرك « صاحب واجب»..
بالله عليك كيف طاوعك قلبك يا «كيتو بيك» وصنفّتنا بالمرتبة 22 بعد تركيا واسبانيا وكرواتيا وصربيا والأرجنتين..»يزمّ» تعال واستمع إلى يومياتي وأراهنك أنك ستغيّر رأيك وتمزّع دراستك وترميها في وجه السعادة - ما غيرها - شخصياً...
تخيل في أوروبا يستيقظ الكاتب والفنان على نغمه هادئة تطلقها منبهات غرف نومه الهانئة، فيلف حبل «الروب» على خصره قبل أن يأخذ حماماً دافئاً برائحة «الدرّاق» ليخرج بعدها مقبلاً على الحياة منتعشاَ، ثم يتوجه الى غرفة الجلوس حيث الإفطار الشهي الذي تعدّه له مدبّرة المنزل الشقراء ، يسبقه قبل ذلك الى المكتب كوب حليب طازج و كعكة أنيقه تستقرّ على حافته فيبدأ يومه بمزاج رائق..
أنا أصحو باكراً هنا على «تنشحيات» ابني الأوسط لأن شقيقه الأكبر قد سبقه في «لبس الجرابات»، فأقوم بتهدئة خاطره قليلاً ومسح دموعه بطرف شبّاحه ، ثم أتوجه كأي كائن حي إلى الحمام.. في صالة «الترانزيت» أمضي على الأقل ربع ساعة وأنا أبحث عن « فردة حفاية الحمام» الثانية ..ثم أستغني عنها في اللحظة الأخيرة محاولاً اقتحام «التواليت» برجل واحدة ...لأكتشف أنه مغلق من الداخل..فأحوص وألوص مثل قرصان على ظهر سفينة ، و بعد نصف ساعة من الانتظار المؤلم وعمل «البوردنج» يخرج الابن الأكبر وهو يرتدي فردة حفايتي وفردة أصغر منها بثلاث نُمر ..أتساءل للحظة وانا أراقب خروجه ..طيب كيف اتهمه شقيقه بارتداء الجرابات قبله وهو ما زال حافي القدمين؟؟؟ ولان لا وقت لدي لفتح تحقيق أهرول لأغسل وجهي وأمشط شعري وأغادر...
تخيل يا معهد «كيتو» ان المواطن في أوروبا ، أكثر ما يشجيه صباحاً مقطوعة لــ»موزارت» او «شوبان» يضعه في سيارته وهو متّجه الى عمله...بينما يطرب شعبنا على برامج الشكاوى الصباحية ..طلاب الجامعات ، أصحاب السيارات العمومي ،ربات البيوت، الكل مندمج بالشكاوى والأغاني الحربية والمفاغرة الوطنية وأصوات المذيعين الغليظة، هل تصدّق يا « كيتو» أن معيار المذيع الناجح في بلدنا هي «ثخانة الصوت» فكلما كان صوته غليظا كلما كان مذيعاً شهيراً..
طبعاً تعرف يا معهد كيتو ، ان المواطن عندكم...اذا ما تعطّلت الإشارة الضوئية فجأة أمامه ينظم دوره بنفسه فيعطي الأولوية لغيره ثم يعطيها لنفسه حتى يكرس النظام والايثارعلى أصوله.. لكنك لا تعرف يا معلّم «كيتو» أنك لو قدت سيارتك هنا وسط العاصمة عمان بقانونية والتزام، ولم تقطع الإشارة البرتقالية او تأخرت لحظة عن التحرّك على الإشارة الخضراء.. فإنك ستحظى برؤوس الأصابع الوسطى تطل اليك من بين فتحات النوافذ وعلى مقربة من الزجاج الأمامي والخلفي وبكل المقاسات والأحجام !!...
يا «كيتو افندي»...عندكم مسارح يومية ومجانية وحفلات فنية تفرّج همومكم وتغسل تعبكم ..وعندنا هوشات « ع البسطات» يومية ومجانية تفرّج الناس علينا وتزيد تعبنا ..عندكم من يعزف على الكمان في الشارع ليطرب غيره ويتكسّب...وعندنا باعة الفراولة على «العربايات» ان لم تشترِ منه او لم يعجبه قوامك «نقفك» بحبة فاسدة على «عنقورك» لينزع هيئتك!!.
عندكم يجلس المرء على كنبة طرية بيده كتاب تشع علي منتصفه «التيبل لامب»..يقرأ منه وهو هادي البال لأن حقوقه تصله بالتمام والكمال ومواطنته كاملة الدسم وراتبه لا يجعله يحتاج احداً..فلا شيء يشغل باله سوى الارتقاء بروحه وسعادته ... وهنا اضطجع كل مساء على فرشة «مزقرطة»..اقضي نصف التعليلة «اقعد يا ولد اسكت يا ولد»..وعندما ينفد صبري أقرص «النياع» ما استطعت اليها سبيلاً...ثم أخلد للنوم غلاّ وقهراً..وقبل أن أغفو بلحظة تقول ام العيال بلهجة لا تخلو من اللوم: « ولا جبت لنا دوا للقارص»..!!(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-04-2014 07:21 AM

بعض الاوروبيين يعانون الفقر اكثر من الاردنيين مرات وحكاية موزارت وشوبان هذا في خيالك انت

2) تعليق بواسطة :
29-04-2014 10:19 AM

والله يا زعبي احيانا سواليفك تخليني اضحك رغم الاكتئاب الشديد اللي سببه النسور الي ولغيري .مبارح بس سمعت انه يتالم لعدم رفعه لسعر الخبز واسئل المولى ان يبقى يتالم الى ان تقوم قيامته .يا زعبي تغربت بحياتي وكنت اعمل رغم انني لا احمل اقامه ورغم انني غريب الا انني كنت اعامل باحترام ليس له مثيل .اسكن بينهم ولم اتشاجر مع احد منهم ابدا .اسوق على طرقهم لم يزمر لي احدا ابدا ولم يخرج بعبوصص الامركاني .اخذ راتبي بالزايد وليس بالناقص .ادخل معهم بنقاشات بالدين والسياسه فيسمعون وجهة نظري رغم الاختلاف بيننا .درست بجامعاتهم ولفترات طويله وما شفت ولا هوشه .عوجلت بمستشفياتهم ولا مره شفت طابور طويل عريض وناس تزرق وناس تاخذ دور غيرها ولا عمره قالوا لي ان العلاج غير متوفر .اقلك ولا مره انقطعت عندي الكهرباء والماء .سيارتي ولا يوم لقيت دهانها محفوف بمسمار او واحد ضاربها وفال .مره واحده اوقفتني دورية شرطه وكان بداية حديث الضابط سيدي ونهايته سيدي .جهاز فحص السكري وشرائحه اعطوني اياه مجانا وكلما خلصت الشرائح اعطوني من جديد .ارمي غسيلي في غرفة الغسيل واعود تالي النهار لاجده جاهز وموضوع بكيس ولا مره شفتهم يفحطوا ويشحطوا بسيارتهم .كنت اشتري جالون البنزين بدولار و10 سنت يعني التنكه بثلاث ليرات ونص واشم هوى بنهاية الاسبوع برحلة تخيم وما اهكل هم سعر البنزين .كان الطعام ارخص وانظف من طعام بلادنا .كنت انام ولا استيقظ الا على صوت المنبه للذهاب للشغل .خليها على الله يا زعبي فنحن الان نعيش من قلة الموت .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012