أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


ما كل حركة بركة!

بقلم : خيري منصور
30-04-2014 12:09 AM
من نتائج الحراكات العشوائية وذات البوصلة المعطوبة ما هو غير محسوب أو متوقع على الاطلاق، وهو ردود الأفعال التي تنتهي الى اليأس، والبكاء على أطلال الأمس، فغياب الأمان والاستقرار من شأنه أن يخلق حنيناً اليهما، لهذا علينا أن لا نستغرب ما تسفر عنه انتخابات سياسية ونقابية وعلى كل الأصعدة، بحيث يكون الاستقرار حتى في بعده النسبي هو المرشح الاكثر حظاً في الفوز، لأن البشر في نهاية المطاف يريدون استئناف حياتهم ومواصلة تربية أولادهم، والحفاظ على حدّ أدنى من الشعور بالأمان.
وقد أدت بعض الحركات العشوائية الى عكس المقصود منها، فحلت الفوضى المدمرة تحت اسم مستعار ومضلل هو الفوضى الخلاقة، لأنه ما من فوضى على الاطلاق لها مثل هذه الصفة.
ما أتوقعه وفي المدى المنظور هو أن العرب سيعيدون النظر في الكثير من الشعارات الفوسفورية التي خطفت الأبصار ثم أتت على البصائر تماماً كما يحدث لطائر الحجل الذي يسقط في فخّ ملون وأشبه بقوس قزح يصيبه بالدوار!
التغيير بحد ذاته مطلب جذري في الحياة وليس في السياسة ونظم الحكم فقط، ولولاه لبقي التاريخ هاجعاً في قيلولته الرومانية قبل آلاف الأعوام.
لكن أي تغيير؟ وبأي اتجاه؟
ما يحدد ذلك ليس الفوضى واختلاط حابل الحلم بنابل الدم، بل البوصلة الفكرية والأخلاقية التي عادة تناط بالنخب، لكن النخب تعاني من شيزوفرينيا حادة، فهي ليست هنا تماماً وليست هناك تماماً، انها تراوح في منطقة اللمبو أو الأعراف بين جحيم الواقع الذي تخشاه وبين جنّة الموعود الذي قد تطرد منه والمجتمعات التي ودعت الطبقة الوسطى منذ زمن، أصبحت محاصرة بين قمة ترنو اليها ويسيل لعابها على نعمها وبين قاع تخشى السقوط فيه، فالفقير فيها يخشى من المزيد من الفقر، والنسبة العظمى من هذه المجتمعات تعيش بذهنية المتسول أي من وجبة الى وجبة ولا علاقة لها بأية استراتيجية أو خطة مستقبلية لأن شعارها السري والأقوى والأفعل من كل الشعارات المعلنة هو (عيّشني اليوم وأمتني غداً).
لقد بدأت عدة مؤشرات انتخابية في العالم العربي تفتضح حنين الناس الى الاستقرار والحياة اليومية الاليفة والرتيبة، لهذا نقول قاتل الله والتاريخ هؤلاء الذين أفسدوا الحلم بترجمته الى دمار وفوضى وثأرية مزيفة!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-04-2014 10:37 PM

الى الكاتب :
ليس مهما ما تقوله الان .

هناك شئ يجب ان تعلمه .
ان سبب كل هذه الكوارث التي يعيشها العالم العربي هو ( انتم ) انتم العلمانين وافكاركم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012