أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


"الأزرق الضخم".. "هيزعة" إعلامية!

بقلم : فهد الخيطان
02-05-2014 12:50 AM
ارتبط وجود اللاجئين السوريين في الأردن بمخيم الزعتري، الذي ذاع صيته في وسائل الإعلام العالمية، كونه أول وأكبر مخيم على الأراضي الأردنية. لكن اعتبارا من يوم أمس، سيتراجع 'الزعتري' ليحل ثانيا في الترتيب بعد مخيم الأزرق الذي افتتح أمس، ويُعدّ الأضخم بين المخيمات الستة في الأردن.

افتتاح 'الأزرق' ليس عملا يستحق الاحتفال بالطبع؛ فهو مؤشر قوي على أن الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع، مرشحة للاستمرار، ومع استمرارها ستتفاقم معاناة الأردن ودول الجوار التي تئن من حمل اللاجئين الثقيل.

وبالنسبة لقطاعات واسعة من الأردنيين، فإن افتتاح 'الأزرق الضخم' يعني استقبال موجات جديدة من اللاجئين، خلافا لاتجاه الأغلبية، المدعوم من شخصيات سياسية بارزة دعت، في أكثر من مناسبة، إلى إغلاق الحدود في وجه اللاجئين.

وتدشين المخيم الجديد دليل آخر على فشل المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية، على الأقل في بعدها الإنساني؛ سواء كان ذلك من خلال إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، أو تأمين المساعدات الإنسانية للسوريين في مناطقهم، كما نص قرار لمجلس الأمن بهذا الخصوص.

وفتح أبواب المخيم أمام لاجئين جدد، يؤكد 'استسلام' الأردن لسياسة الحدود المفتوحة، وعدم وجود بديل رسمي لهذه السياسة.

حسب مطلعين، فإن مخيم الأزرق أكثر تنظيما من 'الزعتري'، ويفوقه بالقدرة الاستيعابية. كما أنه أكثر تحصينا من الناحية الأمنية، بحيث يصعب على اللاجئين التسلل منه، مثلما حصل مع آلاف الحالات في مخيم الزعتري، الذي تحول مع مرور الوقت إلى محطة 'ترانزيت' ينتقل اللاجئ بعدها إلى داخل المدن الأردنية.
لقد دخل مخيم الزعتري بالفعل ما يزيد على 350 ألف لاجئ سوري، حسب تأكيد مصادر رسمية، لم يبق منهم في المخيم حاليا أكثر من 80 ألفا.

تزامن افتتاح مخيم الأزرق مع تقديرات رسمية باتساع نطاق العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية من سورية، بعد أن أحرزت قوات النظام السوري نجاحات ميدانية في مناطق عديدة، الأمر الذي دفع بالمجموعات المسلحة إلى التمركز جنوبا في محافظة درعا وجوارها. والمتوقع أن تشهد معارك دامية في الأسابيع المقبلة، ما ينذر بموجات نزوح جديدة باتجاه الأردن.

ويقدر مسؤولون أردنيون أنه في حال تحقق هذا الاحتمال، فإن الأردن على موعد مع ما يزيد على 30 ألف لاجئ في غضون أسابيع قليلة.

أعلم الدوافع الكامنة خلف 'الهيزعة' الإعلامية التي ترافق افتتاح المخيم، وحرص وزراء كبار على 'قص الشريط'. لكن هذه 'البروباغاندا' كانت تجلب تعاطف المانحين في المراحل الأولى من الأزمة السورية. اليوم، وبعد أربع سنوات على الصراع، لم يعد المشهد مثيرا، بعد أن تكرر مرات عديدة، وما عاد هناك من المانحين من يمد يده إلى جيبه ليدفع.

ربما نكون وصلنا إلى مرحلة لم نعد معها نملك فرصة للتراجع عن سياسة الحدود المفتوحة. لكن دعونا نخفف قليلا من مظاهر الاحتفال بهذه السياسة.

افتتاح مخيم جديد للاجئين مناسبة للتأمل بالكلفة الباهظة التي ندفعها، وليس بالثمن الذي نقبضه.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-05-2014 08:43 AM

ترويج وتاكيد على ان الاردن الرسمي يتاجر بالبشر ،حيث نقبض مبالغ مالية ومساعدات على كل راس ، !!!؟؟ في الواقع نحن نقوم بجلب اللاجئين جلبا ليحضروا لدينا اعتقادا منهم اننا نوفر لهم حياة افضل من حياتهم بسوريا ،كما نحول دونرعودتهم اذا رغبوا بعد ان يكتشفوا حجم الخداع الذي يتعرضون له

2) تعليق بواسطة :
02-05-2014 12:40 PM

اتفق مع د. العتوم كليا واضيف ان الهدف هو تجنيد مزيد من السوريين في صفوف الارهابيين لتنفيذ خطط تمزيق المنطقة الذي تسعى من اجله الادارة الامريكية ويعاونها من يسير في ركبها لاسباب ليست خافية على احد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012