أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


"الفتوى" وما بعدها من ردود

18-12-2010 01:29 AM
كل الاردن -

فهد الخيطان


السجال بين الاسلاميين والحكومة يطرح جملة ملاحظات للمستقبل .

اعتقد ان قادة الحركة الاسلامية لم يتوقعوا ان تكون ردة الفعل من طرف الجهات الرسمية على فتوى مشايخهم بخصوص المشاركة العسكرية في افغانستان بهذه الحدة والقوة, ولو تسنى لهم تقدير ذلك قبل اعلان الفتوى لربما تراجعوا عن اصدارها.

لكن الطلقة خرجت كما يقال, ولم يعد بالامكان اعادتها الى المخزن, وتوالت بعدها ردود الفعل التي جاءت على شكل بيانات نارية من الحكومة ومجلس النواب ودائرة الإفتاء العام, ومؤسسة المتقاعدين العسكريين واوساط سياسية واعلامية.

الحركة الاسلامية حاولت امتصاص حالة الغضب الرسمي بتصريحات صحافية تقلل من قيمة الفتوى والمعنى المقصود منها, وبهذا الشأن قال بيان صادر عن حزب جبهة العمل الاسلامي: 'ان الحكم كان عامّاً لا يتعلق بقطر بعينه', ولا يشير الى جيش محدد, وبيان الحكم جاء بناء على اسئلة اقتضت الضرورة الشرعية الاجابة عليها.

لكن بيان الحزب ومِنْ بعده تصريحات المراقب العام للإخوان المسلمين لـ 'السي. ان. ان' لم توقف ما وصفته الحركة بالحملة الظالمة على حزب جبهة العمل الإسلامي.

السجال المستمر حول فتوى الإسلاميين يطرح عدة ملاحظات تستحق ان نتوقف عندها في المستقبل.

الأولى: ان اللجوء الى الفتاوى في القضايا السياسية المطروحة لا يصلح كأساس من أسس العملية الديمقراطية, فالنقاش والإختلاف حول المشاركة العسكرية في افغانستان هو حق مشروع, لكن ينبغي ان يظل في الميدان السياسي فقط.

الثانية: ان ردود الفعل الرسمية على الفتوى تجاوزت حدود الموضوع وتحولت الى حملة تشهير سياسي. كما ان لغة هذه الردود ومضمونها لم يختلفا كثيراً عن منطق الفتوى ذاته.

الثالثة: ان النقاش حول الفتوى اظهر الحاجة الى قدر اكبر من الشفافية والوضوح بشأن المشاركة العسكرية الاردنية في افغانستان تحديداً, فالعديد من الحكومات في العالم وقبل ان ترسل قوات 'بصرف النظر عن مهماتها' الى افغانستان اجرت مناقشات مفتوحة حول القرار في البرلمان ووسائل الإعلام, وذلك من منطلق حق الرأي العام في معرفة الحقيقة. وساهمت هذه المناقشات في دولة مثل اليابان التي ارسلت فرق دفاع مدني الى العراق في تفهم الرأي العام لهذا النوع من المبادرات.

بالنسبة للأردن كان على الحكومة ان تتبع في افغانستان النهج الذي اتبعته في غزة والضفة الغربية, والذي اتسم بالشفافية والوضوح, وتشرح بالتفصيل للرأي العام طبيعة الوجود العسكري الإنساني في المناطق الأفغانية, خاصة بعد عملية 'خوست' التي احدثت ارتباكا وتشويشا عند الرأي العام.

ان غياب المعلومات او تغييبها عن عمد هو الذي ينعش سوق الفتوى ويدفع الناس لطلبها عندما يتعذر عليهم الوصول الى الحقيقة.

 

fahed.khitan@alarabalyawm.net

 

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-12-2010 02:26 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
18-12-2010 06:55 AM

أعتقد أن الحكومة ملزمه من منطلق أردن ديمقراطي في سلطات ثلاث , أمام المواطنين أن تكون أكثر شفافية و وضوحا بخصوص مشاركة القوات المسلحة بواجبات خارج حدود الاردن و أن تكون هذه المشاركة بقرار من مجلس النواب .
عملية خوست التي ذكرت هي واحدة , فلقد تناقلت المواقع الاردنية قبل فترة ليست قصيره أن القوات الاردنية في هاييتي , قدمت صدت هجوما ضد وزيرة الخارجية الامريكية ( كلينتون ) عند تعرض موكبها الى هجوم كبير في شوارع هاييتي , و المعلوم أن هذه القوات هنالك تقوم بواجب إنساني لمساعدة الشعب الهاييتي و ليس واجبا حربيا و دفاعيا عن الشخصيات الامريكية .
أذكر هنا أن عددا ليس بالقيل من الجنود الاردنيين قضوا نحبهم على أرض هاييتي في الوقت اللذي لا يستطيع فيه المواطن الاردني دخول الباقورة المحررة , فلنا حق في السؤال و على الحكومة أن تجيبنا بصراحه أكبر .....

3) تعليق بواسطة :
18-12-2010 06:59 AM

الفتوى غير ملزمة لانها صادرة من جهة مجهولة وغير مخولة رسميا وتهدف الى نشر البلبلة بين الاسرة الاردنية الواحدة والتشكيك في وطنية القيادة العسكرية للقوات المسلحة الاردنية والضغط لاجل التوطين تمهيدا للمشروع مؤامرة الوطن البديل بعدما اعلنت امريكا فشل مفاوضات السلام وشكرا لكل الاردن .

4) تعليق بواسطة :
18-12-2010 07:25 AM

قد اطلعت على الفتوى وأرى أن هذه الفتوى لا تتعرض ولو بأي شيء للجيش الأردني بل تقول وبكل صراحة انه لا يجوز القتال جنبا إلى جنب مع أمريكا ضد المسلمين في أفغانستان .
ولم تتعرض الفتوى لدور القوات الأردنية الإنساني نهائيا .
ولو سألت طفلا في الصف الأول عن حكم هذا الفعل لأجاب .
وكان الأحرى بالحكومة أن تتعامل بموضوعية مع الفتوى وتقول هل الجيش الأردني يقاتل مع الأمريكان أم لا .
ولم ألاحظ في كل الردود من قبل الجهات الرسمية وشبه الرسمية على الفتوى أي تطرق لنص الفتوى أو ما تحتويه من مضمون ولكنها كانت كلها ردود ظالمة تفتقد إلى الموضوعية

5) تعليق بواسطة :
18-12-2010 08:24 AM

سؤال الى سماحة المفتي : هل الفتوى التي اصدرها الاخوان المسلمين موافقة للشريعة الاسلامية ام مخالفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2 ما رأي سماحتك بالفتاوى الباطنية التي تؤشر الى شيء لكنها تقصد شيء آخر ؟
3 ما الفرق بين الفتوى الدينية و الفتوى السياسية وهل هناك رابط بينهما

6) تعليق بواسطة :
18-12-2010 09:40 AM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
18-12-2010 02:50 PM

هناك فتوى سابقه لمشايخ السعودية ومصر ايام حفر الباطن بجواز الاستعانه بالاجنبي -امريكا- هل اختلفت الامور اليوم

8) تعليق بواسطة :
18-12-2010 03:02 PM

مقال متوازن وعين العقل

9) تعليق بواسطة :
18-12-2010 09:42 PM

الاخ فهد الخيطان المحترم

في العالم الاسلامي الدين هو السياسه والسياسه هي الدين .

ما اراه من هذا السجال هو حوار الطرشان ...فقد التقي صديقين وهم طرشان بالكامل فسأل احدهم الثاني : انت رايح الى السوق ,,,فرد الاول لا انا ذاهب الى السوق ,,,فرد التاني وقال اسف فكرتك رايح على السوق ,,,فقال الاول ..انا اسف انا ذاهب الى السوق ...
الاخوان يعرفون انهم لا يقصدون قوات حفظ السلام في العالم ولا المستشفى في افغانستان ...والحكومة تعرف ان الاخون يقصدون القوات الاردنيه بأفغانستان التي تعمل ضمن قوات حلف الناتو ...ولا يوجد قوات عربيه مسلمه تقاتل مع الامريكيين في اي مكان بالعالم ...الا افغانستان ...الا اذا اصدر الاخوان الفتوى للجيش التركي كونه تركيا من حلف الناتو .

الاخ فهد ...الدول تعتمد مبدا الصداقه والعداوة عندما ترسل قوات الى خارج الوطن التي تعيش فيه ...فمن هو العدو ؟؟؟ومن هو الصديق ؟؟
هل وزير دفاعنا هوالمسؤل عن تحديد من هو العدو ومن هو الصديق ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012