أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


بكسة فلّين

بقلم : احمد حسن الزعبي
22-05-2014 12:43 AM
دخلت الحداثة الى كل شيء في حياتنا، فاستجبنا لها بأسرع مما كنا نتخيل .. في الاتصالات مثلاً تم الانتقال : من التلفون «المانويل» الى تلفون «أبو قرص» إلى التلفون «الطحيني» إلى «اللاسلكي» إلى الخلوي 3310 الى النوكيا الموزة..الى الدبّ، الى الدمعة، الى ..الى..الى..الجلاكسي s5...
في الشِّعر كذلك: من الشّعر العمودي..الى الشعر الحرّ...الى شعر النثر...الى «..شَعر الصدر»..وهذا الأخير يكتبه الشاعر وهو ينتف بشعر صدره..فتخرج كل مفردة وكل صورة وكل شطر يختلف عن قبله في المعنى والطول واللون والفكرة..تماماَ مثل شعر صدره...
قلت أن كل شيء غيّرته وطوّرته الحداثة الا مشاكلنا الاقتصادية فما زالت هي هي منذ أن وعينا على الدنيا ، فهي مثل الثالولة فوق «السرّة» يتقدم بها العمر فقط ، لكن لا تتلاشى او تصغر..
منذ أربعين سنة والمزارع يحتج والحكومات تتحجّج...منذ أربعين سنة ونحن نرى الملوَّحين بسمرة الشمس ورماد الشقاء من مزارعي الأغوار يتلفون محصول البندورة على الطريق العام، ومنذ أربعين سنة وهم يعلنون احتجاجهم على الخسائر الفادحة التي لحقت بهم بسبب تدني الأسعار واختناق التسويق المحلي والخارجي ولا أحد يسمعهم ..
منذ إن كان الإعلامي غالب الحديدي مذيعاً لنشرة الثامنة وهو شاب يافع وأزمة البندورة تلقي بظلالها كل سنة وبنفس ألأشهر ، ليُبث نفس التقرير وتقترح نفس الحلول وتبقى نفس «الخوازيق»..ومنذ أربعين سنة والحكومة تقف عاجزة أمام الديون التي تتراكم على ظهر المزارعين الذين بدأوا يتآكلون يوماً بعد يوماً ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر والتعب والكدّ والعرق الذي بذله في سبيل اللقمة الحلال...صار يضحّى به ليدهس تحت عجلات السيارات غضباً وحزناً على ما آل اليهم حالهم...
التطور الوحيد الذي حدث منذ أربعين عاماً على «أزمة البندرة»؛ أنه في السابق كان المزارع يحتجّ ويلقي إنتاجه في منتصف الطريق العام...فتأتي الأجهزة المختصة ، تزيل الكميات المتلفة ، وتفتح الطريق...هذا العام ، احتج المزارع كما يفعل كل عام، فأتت الأجهزة المختصة، أزالت الكميات المتلفة، وفتحت الطريق ..ثم سجنته!!...
***
الوضع ليس معقّداً الى هذا الحدّ..ولا نحتاج الى عبقرية «مهاتير محمد» حتى نحلّ مشاكل مزارعي الأغوار..كل ما في الأمر ان يشغّل مصنعاً جديداً لربّ البندورة ،ليستوعب الفائض ويحافظ على التوازن السعري في السوق...ويصدّر الإنتاج الى الخارج ...فأنا أراهن أن يتوجّه أي عضو من أعضاء الحكومة إلى أي رفّ في أي دكان أو سوبر ماركت ويفحص بلد المنشأ لمنتجات ربّ البندورة ..اذا لم تجدّ جلها امارتية و خليجية عموماً «أقص ذراعي من الكتف»!...
ثم ، هل يعقل أن أكبر دولة منتجة لمادة البندورة في الوطن العربي ليس لديها مصنع رب البندورة...تماماً كما لو ان دولة نفطية إنتاجها غزير ونفطها نقي وكمياتها تجارية لكن «ما عندهاش مصفاة بترول»!!.. على أي حالة الحمد لله ان البيبسي ليس منتجاً أردنياً بحتاً «كان بعدنا بنستنا بالقزايز»!!...
«تريدون حلاّ لقضية فلسطين»؟؟؟..
اذا بكسة «الفلّين» مش عارفين نحلها!!.
اطرقيني يا كرمة العلي بــ»قلاّية» ع صباحي!!..
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-05-2014 08:33 AM

ثلاث حبات بندوره مغلفات لا يتجاوز وزنها 400 غرام بدولار (70)قرش كنت اتمنى ان اعمل قلاية بندوره واشبع منها .نعود للاردن عندنا البندوره تنتج في 3 مناطق رئيسيه (غور صافي المفرق الصحراء الغور الشمالي والاوسط )الانتاج يفوق الاستهلاك المحلي لا سياسة تصدير ثابته الا لبعض الكبار .لا تسويق للمنتج ولا تصنيع للفائص .هذا كله فشل حكومي بحت والغايه ان يفلس المزارع ويبيع ارضه لسداد تكاليف الزراعه الكثيره والفشل الحكومي .عملت مزارع 7 سنوات كنت ابيع بلسترينة البندوره 7ك بربع دينار .وادفع منها 10 قروش بكسة بلسترين 5 قروش عامل حواش 10 قروش نقل والبلديه حسبه وكمسيون من جيبي يضاف لها اثمان المياه والاشتال والحراث والعمال والرش والادويه .يعني خسارتي اكثر من 100 بالميه والحل ان ابيع الارض ليملكها احد الكبار او الحيتان .كنت ابيع 4 صناديق كلمنتينا بدينار .ما اربحه بالليمون ادفعه بخسارة الكلمنتينا .كل ما ذكرت هو نتيجة همالة الحكومه والحكومات المتلاحقه .قضية فلسطين سوف تحل ولن تحل حكوماتنا قضايا المزارعين ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
22-05-2014 09:24 AM

ذكرتني في قصه قديمه ايام الخير والمطر ...فين النا ارض في منطقه من مناطق الكرك حوالي 20 دونم ....وزي ما بتغرف الناس كانت بتزرع الارض قمح او شعير او عدس ..فا سنه من السنوات وقبل الموسم اجا واحد من فلسطين هاطا الحكي قبل ال67...وقال لاجدي الله يرحمه ...ليش دايما بتزرعوا بس قمح وشعير ..قاله جدي ها ويش ودنا نزرع يا ملعون الثوى ..قاله ازرع باميا قاله جدي شو باميا هاي بتتاكل ...فاله له يا حجي ما بتعرف الباميا ...قال لاوالله مع ويش بتتاكل قله مع لحمه ..فال بدك كل هالوطاه باميا منين نجيب الها لحمه ..والله بدها شليتين غنم ما بكفنها ....قاله لا يحج محمود مش انت بدك توكلها لحاللك بدك تبيعها ...قال اه اه...بفكر بدي اوكلها انا والعيال لحالنا هلي قلت منين اجيب الها لحمه ...وهاي حكومتنا بتفكر انه البندوره الي في الاردن بدنا نعملها قلايات على لحمه ...فا منين بدها تجيب النا لحمه ...مع تحياتي للجميع ..للعلم القضه حقيقيه ...وحدثت مع جدي الله يرحمه ..وسلامتكو

3) تعليق بواسطة :
22-05-2014 11:04 AM

والله يارجل حبتها وضحكتني من قلبي ههههه شر البلية مايضحك .. حكوماتنا ترش على الموت سكر.

4) تعليق بواسطة :
22-05-2014 08:34 PM

منذ متى كان المزارع والزراعه يشكلان اولويه للحكومات العتيده اللهم حكومه المرحوم وصفي فقط لا غير فلا الوزير او المدير العام للمركز الوطني للارشاد يعنيهم الامر كونهم عينوا بالترضيه والدليل اذهبو الى عجلون التي اقولها بكل حسره رئه الاردن وانظروا ماذا حل بها عجلو ن الجريحه لا نستحقها والله بئس الحكومه كلها ان لم تعرف قيمه عجلون واهميتها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012