أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


هنا الأردن

بقلم : د.محمد ابو رمان
16-06-2014 12:29 AM
من الضروري أن تصل لجنة الحريات النيابية إلى نتائج دقيقة ومقنعة فيما يتعلق بصورة أحد المطلوبين من مدينة معان، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر فيها آثار التعذيب والإهانة عليه خلال فترة احتجازه، الأمر الذي أثار نقاشاً واسعاً واستياء كبيراً.
التعذيب، من حيث المبدأ، مرفوض. والإهانة سلوك بعيد تماماً عن أخلاقنا الاجتماعية وعن تقاليدنا، فضلاً عن أنّه مخالف للقانون.
لكن ما يجذب الانتباه ويطرح تساؤلات مقلقة، هو واقعة تسريب صورة التعذيب. وإذا كان ذلك صحيحاً، فمن الضروري أن نفهم؛ لماذا تمّ تصوير هذا المطلوب بهذه الحالة من قبل أفراد من الأمن العام؟ وما هو الهدف من ذلك؟!
هذه الأسئلة هي التي طرحتها شخصيات من مدينة معان خلال جلسة عصف فكري عُقدت في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية (قبل قرابة أسبوعين)، وحضرتها أطراف حكومية وأهلية من معان، ونخبة من السياسيين والإعلاميين. فموضوع هذه الصورة يمثل بحد ذاته استفزازاً كبيراً لأهالي المدينة، وهم محقّون في ذلك، بينما لا نجد لدى الأجهزة الأمنية أجوبة مقنعة على هذه القصص المتكررة!
تكتسب هذه الأسئلة أهمية كبيرة وخطرة إذا عرفنا أنّها ليست الحالة الأولى التي يتم فيها تسريب صور لتعذيب أو إهانة تجاه أهالي معان من قبل الأمن العام؛ إذ حدث ما هو أسوأ من ذلك سابقاً.
كان من المفترض أن يقوم مدير الأمن العام نفسه، بل رئيس الحكومة، بمتابعة قصة هذه الصور التي يتم تسريبها، وتعكس سلوكاً مزعجاً؛ للبحث عن تفسير مقنع لها أو عن دلالاتها. وهي قصة تسيء لأجهزتنا الأمنية أولاً وقبل كل شيء، لأنّها تؤدي إلى صورة غير حقيقية ولا منصفة عن دورها وأخلاقها؛ فلا يجوز تعميم سلوك أخلاقي مرفوض، إن ثبت أنّه وُجد فعلاً، على هذه الأجهزة، ومدير الأمن هو المسؤول عن حماية سمعتها ومصداقيتها وصورتها.
أخطر ما في تسريب هكذا صور أنّه يتزامن مع ظاهرة التعذيب والقتل المتبادلين التي تحدث في دول الجوار، وكأنّها تخلق حالة من الترابط الوهمي غير الصحيح ولا الواقعي. فهنا الأردن، ولسنا لا في سورية ولا العراق، ولا يجوز أن نقبل لمثل هذه القصص الصغيرة أن تنتشر لاحقاً. فالواجب الأخلاقي والوطني يقتضي وقفها فوراً، عبر إجراءات رادعة وحسم الموضوع، وعدم التغطية عليها وممارسة الإنكار الفلكلوري إن كان الأمر صحيحا فعلاً. وإذا كان غير ذلك، فمن المهم جداً تقديم رواية رسمية محترمة منطقية للرأي العام لتبديد هذه الهواجس.
نتحدث اليوم عن حالات محدودة معدودة تستفز أهالي معان فعلاً، لكنّ عدم السكوت عليها، وتقديم تفسير لها، ووضع حدّ فوري لها، ومعاقبة المسيء (بعد التحقيق)، هي العلاج الناجع الفعّال لوقفها ووضع حدّ لها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-06-2014 12:49 AM

ان التسريب ليس امر بسيط واضنه ممنهج ومدروس وهو رسالة للجميع بأن مرحلة جديدة من التعامل قادمة ( مرحلة تكسير الرؤؤس وكما سمعتها من احد كبار المسؤولين الامنيين ) نعم هذه رسالة للجميع عما تحمله الايام القادمة خاصة اذا ما استفحلت المطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد فلن يقبل بعد اليوم توجيه التهم والحديث العام من قبل اي كان والفساد الممنهج هو نوع من الفساد المشرعن والذي لا يجوز التطاول عليه لا من قريب ولا من بغيد ، لماذا تم تشريع قانون الارهاب عندنا حتى تكمم الافواه وكل من يتحدث بحقيقة تؤثر على اللصوص وقطاع الطريق سيتم تحويله بموجب قانون الارهاب وصورة المعتقل المعاني رسالة لكم ايها الاردنيين للتعضوا وتتذكروا لعل الذكرى تنفع المؤمنين مبحب اذكر انه عطوفة مدير الامن العام تفضل وتكرم واعلمنا انه يوجد خطه شامله لتوسعة المراكز الامنيه وهذا ايضاً يتزامن مع نشر الصور والمصادقة على قانون الارهاب وما بعده من تطبيقات والحامي الله وليس عبدالله ,

2) تعليق بواسطة :
16-06-2014 05:06 PM

الكاتب المحترم يريد إيصال رسالة مفادها الآتي : العنوان " هنا الأردن " له دلالات كثيرة منها : الأجهزة الأردنية لم تتعود الإساءة إلى الإردنيين لأن الأردنيين كرامتهم رأس مالهم . وهم أبناء عشائر ( المكون الأساس للأردن )فينبغي أن لاننسى أن هذا التصرف -إن كان حقيقة - يغيض عشيرة كبيرة يجب احترام مشاعرها ... أما إذا كانت الغاية من التعذيب والتوثيق والتسريب
_ إن كانت حقيقة _ إذا كانت الغاية ايصال رسالة الى أصحاب السوابق والمطلوبين لأخافتهم فلا داعي له وبجب العمل بمهنية واحتراف كما عودتنا أجهزتنا الأمنية التي نعتز بها ....
" هنا الأردن " تعني احترامنا لبعضنا مهما بدر من قلة أساءت للوطن ولنفسها .. ولكل ذنب عقوبة مساوية دون استفزاز للآخرين ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012