أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


"داعش".. هل نحن محصنون؟

بقلم : د.محمد ابو رمان
17-06-2014 12:41 AM
من الطبيعي أن يشعر السياسيون وأصحاب القرار في عمّان بالقلق من هذا الصعود المدوّي لتنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' (داعش)، بعد أن تمكّن خلال الأيام الأخيرة من الانتشار في العديد من المحافظات العراقية الكبرى، وتحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على قوات المالكي.
ما يزيد من منسوب هذا القلق، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب (وفي بعض الأقوال انهيار) جيش المالكي على الحدود الأردنية-العراقية، ما يجعل من هاجس وجود 'داعش' على حدودنا في الأيام المقبلة أمراً مطروحاً على الطاولة، بالتزامن مع وجود 'الأشقاء الأعداء' للتنظيم؛ أي 'جبهة النصرة'، بالقرب من حدودنا الشمالية مع سورية!
مصدر القلق الأردني يأتي من زوايا متعددة، في مقدمتها أنّ 'القاعدة'، ومن باب أولى 'داعش' الذي يمثّل نسختها الأكثر تشدداً وامتداداً لفكر أبي مصعب الزرقاوي، هي بمثابة مصدر تهديد رئيس في منظور صانع القرار في عمان، وهناك صولات وجولات عديدة بين الأجهزة الأمنية وبين (القاعدة). كما أنّ انتشار التطرف والفوضى في الجوار يمثل، بحد ذاته، خطراً على الأمن الوطني. وإذا ما تضافرت هذه التطورات الخطرة على حدودنا الشمالية والشرقية الواسعة والممتدة، فستشكّل مجتمعة كابوساً مزعجاً، وعبئاً أمنياً واستراتيجياً كبيراً ومقلقاً.
هذا وذاك يضاف إلى سببين آخرين يعززان حالة الانزعاج والارتباك الرسمية. إذ كان صانع القرار يعوّل كثيراً في الأشهر الماضية الأخيرة على القنوات التي فُتحت في العلاقة مع حكومة المالكي، ومشروع أنبوب النفط الذي يعبر الأراضي الأردنية إلى العقبة، ليشكّل مفتاحاً لحل أزمة الطاقة الكبرى التي تعاني منها الموازنة الأردنية. أما الآن، فإن المالكي نفسه مهدد بالرحيل، فضلاً عن أنّ هذه العلاقات أصبحت تتناقض مع مصالح العراقيين السنة، الذين ثاروا على المالكي. هذا أولاً.
أمّا ثانياً، فيعود إلى أنّ الأردن ساهم بقوة، بعد أحداث تفجيرات عمان (في العام 2005)، في مساندة فكرة الصحوات العشائرية ودعمها، وفي التضييق على 'القاعدة'، ما أدى إلى مقتل زعيمها الزرقاوي؛ ما يعني أنّ هناك ثأراً خاصّاً لدى 'داعش'.
لا يمكن القول إلاّ أنّ هذه الأسباب مشروعة لقلق صانع القرار في عمان مما يحدث في الجوار. لكن في ظنّي أنّ ما يدعو إلى القلق أكثر، ويدفع إلى مناقشة عميقة وجديّة أكبر من ذلك، يتمثل في وجود قرابة ألفي 'مقاتل' أردني في سورية مع كلّ من 'داعش' و'النصرة'. وإذا ما تصوّرنا استنساخ النموذج السوري في العراق، فيمكن الحديث عن أعداد جديدة في الساحتين، ما يعني أنّنا نتحدث عن آلاف الشباب الأردنيين مع هذه التنظيمات في الخارج.
هل أُلمِّح، هنا، إلى الخشية من 'الجهاديين' الأردنيين العائدين من هناك، وما قد يشكّلونه من حالة أمنية بعد ما حصلوا عليه من تدريبات عسكرية وخبرة قتالية، فضلاً عن أيديولوجيا فتّاكة؟
صحيح. هذا أيضاً هاجس مشروع ومطروح، لكنْ ليس هو أكبر ما يقلقني. القلق الحقيقي هو من الزيادة المطردة في إقبال الشباب الأردنيين في الأعوام الأخيرة على هذا الفكر، بحيث أصبحنا نتحدث عن الآلاف في الخارج، وأمثالهم في الداخل، ومئات في السجون أغلبهم يؤمن بفكر 'القاعدة'، وربما بالنسخة المتشددة منه. أليس هذا خطرا محدقا أكبر من أيّ خطر خارجي؟!
للمرّة المليون! ما يُفترض ألا يغيب عن أذهاننا هو أن 'داعش' ليس من المريخ أو الفضاء، بل هو ابن شرعي للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وللتهميش والإقصاء. وما يجمع الحالات التي ظهر فيها التنظيم قوياً هو انسداد الأفق السياسي، وضرب التيارات والنخب الإسلامية المعتدلة، والإصرار على ممانعة المسار الديمقراطي. ووجود الآلاف ممن يتبنون هذا الفكر ليس مطمئناً، ويدفع نحو السؤال الأهم: هل نحن محصّنون تماماً؟!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-06-2014 08:43 AM

الشعب نصح الحكومه مليون مره لا تصفي من الميركان ضد الفاعده ما ردت وما سمعو النصيه واخرتها على روسنا احنا هم يركبو طياره ويهجو وتقع بروسنا احنا =الله لا يوفق كل من يوق من اسرائيل واميركا لان هاي نهايتهم

2) تعليق بواسطة :
17-06-2014 02:09 PM

يا شيخ محمد! لا تعطوا "داعش" أكثر مما يستحق!

من يحقق الانتصارات في العراق ليس داعش وحده، بل أبناء العشائر السنية، وعناصر حزب البعث العقائديون، وبقايا الجيش المنحل. هؤلاء اتفقت مصلحتهم على إسقاط المالكي وطغمته الحاكمة، أما بعد السقوط فلكل حادث حديث.

أؤكد لك أن ابناء العراق لا يقبلون بداعش ولا بفاحش. سيختفي التنظيم بمجرد سقوط المالكي وتسلم حكومة وطنية جامعة السلطة.

هدوا أعصابكم!

3) تعليق بواسطة :
17-06-2014 02:24 PM

لن نرضخ سندافع عن بيوتنا مهمهما حلل المحاللون لصالح جهات متعددة كما ورد في الفقرة الاخيرة من التضيق على المعتدلين طبعا معروفين دعاة الاعتدال رغم ان جمبع المتطرفين خرجو من عباءة المعتدلين والقضية تبادل ادوار اوبمعني التمسكن حتي التمكن استخدام المظلومية وانهم مطاردين من الدولة لا تصمد امام مليارات الاستثمارات والسيطرة على النقابات والعمل الاجتماعي مع اجهزة اعلامية نافذة اذاعات ومحطات تلفزة ومواقع الكترونية ملتزمة وداعمة وصحف ومنابر مسجدية وحتي احزاب سياسية موالية لهم وتلعب على الحبلين بين الدولة وبينهم مع محاولة اقناع الجميع اذا لم تسلم السلطة لهم فان البديل جاهز هو المتشددين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012