أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


النواب : رسائل ما بعد الثقة؟

25-12-2010 02:49 AM
كل الاردن -

* حسين الرواشدة

حظيت الحكومة من النواب بعلامة ثقة تتجاوز (94) بالمئة ، وهذا يعني ان اخواننا النواب يثقون - بامتياز - في برنامج الحكومة وادائها ، وان المسألة لا تتعلق بتسليف الثقة فقط وانما 'بمنحها' عن قناعة تامة لأنها تستحقها ، لكن اللافت - هنا - ان الخطب التي سمعناها من معظم النواب لم تكن تسير في هذا الاتجاه ، فقد امتلأت بالانتقادات والاستفهامات حتى كدنا نصدق بأن 'ثقة' هؤلاء أصبحت رقما صعبا ، ولا يمكن 'صرفه' بتلك السهولة (أو السيولة) التي جرت.

 

قبل اقل من شهر ، انتهى مركز الدراسات الاستراتيجية من استطلاع آراء الناس في الحكومة بعد سنة على تشكيلها ، وكانت نتيجة 'الثقة' الشعبية شبيهة - الى حد ما - بتلك التي حصلت عليها الحكومات السابقة ، وهي في حدود (62%) تقريبا ، ورغم التحفظات التي يسجلها البعض على نتائج هكذا استطلاعات ، الا انها تبدو مقبولة اذا ما قورنت بنتائج 'ثقة' مجلس النواب هذه المرة بالحكومة.. وهي من اعلى النسب التي شهدتها تجاربنا السابقة.

 

السؤال الاهم ليس هنا حتى ان كانت 'حسابات' الثقة تمنحنا بعض المؤشرات لطبيعة اداء المجلس ، وانما في 'الصورة' التي يريد المجلس ان يقدمها للناس ، او ان شئت في 'الهيبة' التي يصر السادة النواب - وفي مقدمتهم رئيس المجلس - على الدفاع عنها ، وتحصينها بما يكفي من مواصفات واعتبارات ، واعتقد ان الرسائل التي وصلتنا - حتى الآن - من اخواننا النواب ، سواء في جلسة انتخاب الرئيس ، او في جلسات مناقشة الثقة ، لا تحمل ما يطمئننا على الاداء الذي نتمناه ، ولا على 'الصورة' التي يفترض ان تطوي من اذهاننا صورة المجلس السابق.

 

من واجبنا ، كمواطنين ، اولا واعلاميين ثانيا ، ان ندفع باتجاه 'تغيير' الصورة ، وباتجاه انتاج مجلس نيابي قوي ومحصن من الاشتباكات والفوضى والاداء غير المحسوب ، وباتجاه 'نواب' مواقف حازمة لا نواب خدمات فقط ، وكنا نتمنى ان يساعدنا 'اداء' السادة النواب للقيام بذلك ، لكن يبدو ان الرياح تجري بعكس ما نريده ، ومع ذلك سنظل نطالب اخواننا النواب بأن يخرجوا عن 'سكة' المجلس السابق ، وان يقدموا لنا خطابا جديدا ، لا مجرد خطب جديدة ، واداء افضل ومواقف مدروسة تتناسب مع حاجات الناس وقناعاتهم ، والمسألة لا تتعلق - فقط - بجدوى المعارضة أو حجب الثقة أو مناكفة الحكومة ، وانما بالممارسة السياسية الصحيحة التي تنطلق من صلاحيات النواب ومسؤولياتهم ، وبالاشتباك السياسي المتوازن الذي يرسخ حقيقة استقلالية 'السلطات' ويضمن اداء دورها بعيدا عن الاعتبارات الشخصية وبعيدا - ايضا - عن منطق المجاملات.

 

لا يستطيع احد ، لا الاعلام ولا الحكومة ولا غيرهما ، ان يغطي على اداء النواب أو ان يغير صورتهم لدى الشارع اذا لم يبدأوا هم بهذا الفعل ، واذا لم يتناغم اداؤهم مع تطلعات الناس وحاجاتهم ، فالناس في العادة هم الذين يقيمون اداء نوابهم ، وهم الذين يمنحون 'المجلس' الثقة والهيبة والاحترام ، ولذلك انصح اخواننا النواب بأن يتوجه اداؤهم لمن انتخبهم وعلّق عليهم آمال 'التغيير'..

 

ومع ذلك ، انتهت الآن جلسات الثقة ، وبدأت مرحلة العمل والاختبار ، وأمام السادة النواب فرصة جديدة لمراجعة اداء الاسابيع الماضية ، والخروج من 'دوامة' الخطابات الاستعراضية ، والمزايدات غير المفهومة ، الى 'ميدان' 'اللعب' السياسي الحقيقي ، هذا الذي سيكشف حقيقة 'المعادن' ، وحقيقة الاداء وحقيقة الدور.. وحقيقة الصورة الجديدة التي نتمنى ان تكون جديدة فعلا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-12-2010 07:12 AM

كان على النواب الرجوع الى قواعدهم اي الى الذين انتخبوهم قبل طرح الثقة ويتم ذلك باستدعاء مئة ناخب منهما اواكثر او اقل واستشارتهم في موضوع طرح الثقة بالحكومة . اما ان يقوم هذا النائب ومن عنده ووفق مايراه هو مناسبا لاغراضه الشخصية فهذا هو الخطأ بعينه , السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه ، في كل مرة يصاب الاردنيون بخيبة امل في اختيارهم لنوابهم وبعدها يظلون يجلدون ذواتهم اربع سنوات متتالية ثم يعودون للخطأ ذاته ، ارجو ان يؤخذ باقتراحي في المرات القادمة (على الناخب ان لايطرح الثقة الا بعد الرجوع الى قاعدته الانتخابية )

2) تعليق بواسطة :
25-12-2010 07:31 AM

اعتقد بان نوابنا الافاضل ما قَصرّوا ابدا لا مع الشعب ولا مع الحكومه
ما قصروا مع الشعب لانهم وعدوا بالمطالبه والصوت العالي في المجلس و الخطب الرنانه والشعارات المتميزه ,, وقد فعلوا ذلك بكل تاكيد ...
ومع الحكومه برضه ما قصروا بل جعلوها حكومه بامتياز فريد من نوعه 93% نتيجة فاقت توقعات رئيس الوزراء ايضا ,, يعني الحكومه ما كانت تتوقع انها تحصل على هاي النتيجه ,,,,, بس الحمد لله النواب الافاضل ما قصروا ابدا مع الحكومه ,,,,

الآن يبقى الدور على الحكومه حتى تُلبي طلبات النواب مثل تحسين اوضاعهم ,, ونمر سيارات جديده ,, وسائق ,, تلفون مجانا ,, وواسطات مفتوحه ,,, يعني سهله الشغله ,,,,

وبهيك بكون النواب الافاضل قد لَبوا رغبة الشعب والحكومه وهذا بصراحه اول مره بتحصل ,, يعني مجلس فريد من نوعه واكيد رح تكون قراراته ومراقبته ومحاسبته للحكومه ايضا فريده من نوعها ....

كل الاحترام للنواب الذين ثبتوا على مواقفهم ,,,,,

3) تعليق بواسطة :
26-12-2010 01:05 PM

بعد حصول الحكومة على معدل ممتاز, وبنسبة 94% في جلسة الثقة, وكما ورد بالتقرير,فكرك بطلع الها طب في الاردنية؟؟؟؟؟؟؟؟ والا بدها واسطة؟؟؟؟؟ مع اجمل تحياتي للشعب الاردني الكريم ونوابه المحترمين.

4) تعليق بواسطة :
26-12-2010 04:32 PM

اشكرك الاخ حسين الرواشدة-هي رسائل مفرغة كما كانت سابقا

5) تعليق بواسطة :
26-12-2010 10:12 PM

استاذ حسين اشكرك على هذا التحليل العميق لواقع مجلس النواب لاكن هل سيواجة هذا المجلس القوانين المؤقتة لحكومة الرفاعي مثل قانون الضريبة والضمان الاجتماعي ولاحظ ان قانون المالكين تنوي الحكومة تأجيلة سنة اخري معنى هذا هو ترحيل للمشكلة وليس حلها او غير ذلك اني كعضو في المجلس السابق الذي يعترف كثير من الناس العاديين والرسميين انة جاء تعيين الا انة يسجل لة انة وقف في ايامة الاخيرةمن الدورة الاستثنائية ضد قانون الضريبة وبعض القوانين الشعبوية الي تمس المواطنين عامة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012