أضف إلى المفضلة
السبت , 25 أيار/مايو 2024
السبت , 25 أيار/مايو 2024


الأردن وداعش

بقلم : سميح المعايطة
24-06-2014 12:17 AM
لعل الأردن من أكثر الدول وضوحاً في محاربته للفكر التكفيري والإرهاب على كافة الصعد، ولم يتردد الأردن في أن يكون مساهماً في أي جهد دولي أو إقليمي لمحاربة الإرهاب، وكان هذا قبل أن ندفع ثمناً لإنتشار الإرهاب في تفجيرات عمان التي كان الأبرياء ضحيتها.
اليوم هنالك حكاية داعش، وبشكل مواز هنالك أحداث العراق التي تقول جهات عراقية عديدة أنها إنتفاضة عشائر العراق ضد حكومة المالكي، إنتفاضة قوتها العسكرية من أبناء العشائر وضباط جيش سابقين وقوى عديدة، وهؤلاء يعلنون براءتهم من داعش ويرونها تنظيماً إرهابياً.
وفي المشهد أيضاً إنسحاب كبير لقوات الجيش العراقي ليس من عدد من المدن بل أيضاً من مناطق الحدود مع الأردن وسوريا، أي أن النقاط الحدودية بلا أي وجود رسمي، ومن يستولي عليها لا يحتاج لأي جهد فهي فارغة، وربما يكون المقصود أن يتم الإنسحاب والإعلان بأن داعش وصلت الحدود.
وفي داخل الأردن هنالك قلق من تهديد أمني وعسكري عززه لدى البعض التصريحات والخرائط التي أصدرتها داعش وهي خريطة لعدد من الدول، وكأن داعش دولة عظمى تطلق التهديدات بإحتلال الدول، لكن هذا القلق لا يرتقي إلى حدود ما يعتقد البعض من أنه قلق على وجود الدولة، أو ما تقوله داعش من دخول إلى الأردن وغيره، بل قلق حدوده العبث الأمني أو التهديد الذي يصاحب كل اضطراب في دول الجوار.
واذا عدنا للمشهد العام فإن تضاريسه ما يلي :-
1. إن الأردن لا يتدخل في شؤون دول الجوار لكنه يملك المعلومة الكاملة والمتابعة لما يجري حوله بكل دقه.
2. إن ما يجري في العراق ليس عنوانه نفوذ قوي لداعش بل هنالك تداعيات في علاقة الحكومة العراقية مع قوى عشائرية واجتماعية، ولهذا تعلن هذه العشائر أنها تثور على حكومة بغداد، وهذه العشائر تعلن أيضاً عداءها لداعش، وهذا يعني أن ما يجري في العراق لا يشكل تهديداً مباشراً للأردن، وإن كان يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
3. وإذا كانت داعش اليوم في سوريا تحارب وتقاتل الجيش الحر وجبهة النصرة، ويعتبرها البعض إمتداداً للنظام السوري، فهل ما تقوم به داعش في العراق يخدم إنتفاضة العشائر على المالكي أم يخدم المالكي وحكومته وحلفاءه ؟!
وهل داعش تنظيم عقائدي تكفيري أم حالة عسكرية لها صورة مرعبة من حيث الإعدامات والتعامل المرعب مع الناس وتحمل شكليات التطرف لكنها تعمل ضمن معادلات المصالح ( والبزنس الاقليمي ) وتحالفات مع دول ؟!
4. أما نحن في الأردن فأعتقد أن الدولة من خلال مؤسساتها تدرك الصورة الحقيقية للمشهد وتتعامل بمسارين: الأول عسكري يتعلق بالحدود وضبطها من خلال القوات المسلحة وهو عبء كبير يضاف إلى عبء ضبط الحدود مع سوريا، والمسار الثاني أمني ويتعلق بإستمرار الحالة الامنه في الأردن، وكلا المسارين يتعامل بالحجم الحقيقي لآثار ما يجري في العراق، وحقيقة ما يجري، ولدى الدولة ثقة بالنفس وبالمؤسسات الأمنية والعسكرية.
5. وحتى ما تعامل معه الإعلام بإهتمام من مسيرة تعلن دعم داعش، فالقضية حجمها الحقيقي معلوم، ودوافع الحكاية واضحة وهي مختلفة عن الصورة الإعلامية.
بقي القول أن هناك الفرق بين التحدي الأمني والعسكري، وأن التعامل بحذر ووعي موجود ونتيجة تتابع الأزمات في الإقليم، لكن الاردن دولة صاحبة تجربة كبيرة قي حماية نفسها بأدوات سياسية وعسكرية وأمنية، والمهم الثقة بالنفس والتعامل مع المضمون الحقيقي للأحداث.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-06-2014 08:20 AM

التايمر شغال بقوه هل ايام ؟ مقال صباحي ومقال مسائي ولكل مشتهد نصيب بالكيكة .

2) تعليق بواسطة :
24-06-2014 09:53 AM

الفكر الارتزاقي أخطر بكثير من الفكر التكفيري يا معالي سميح اللميح الفصيح، تكتب وكأنك أوتيت مزامير داود وتقرأ علينا زبورك ويفوح من قلمك بخورك - بخور النظام- الذي ما تورع لحظة في أن يكون أمريكيا إمبرياليا أكثر من الأمريكان وإسرائيليا أكثر من الإسرائيليين أنفسهم يتفانى في خدمتهم وينفر حتى قبل نفيرهم وعيره تسبق عيرهم.
كان وما زال يحاول أن يجدد نفسه ويستنسخ أدواره الوظيفية طمعا في كلمة "شاطر" من موظف درجة خامسة في الخارجية الأمريكية.
كل يوم في بلد أوروبي يقدم النظام نفسه كحامي الإنسانية ورسول سلام وراعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي الداخل، ما المعلق على المقال بأعلم من معالي سميح بطريقة تعالي النظام على الأردنيين وتاريخهم ومطالبهم الإصلاحية وإنسانيتهم كبشر فوق درجة البهائم بدرجة.
جانبت الحقيقة يا معالي سميح أن الأردن لا يتدخل في شئون غيره!،...فمن أين دخل الأمريكان إلى بغداد وغرب العراق وكيف سقطت بغداد، وكيف أن كل استخبارات العالم والإسرائيلية والخلايجة يسرحون ويمرحون في عمان وغرف عملياتهم بما يخص تدمير سوريا تارة، وتارة ما يخص الإجهاز على الثوار والتنظيمات وكيفما كان الدفع....و"الدفع كام؟" والفت انتباهك أن أبو ريشه تم استقدامه إلي عمان في صورة جديدة للصحوات وكنسخة أردنية قبل مدة.
أغفلت أو تغافلت وكما هو مطلوب منك يا معالي الوزير السابق الذي يحمل أوزارا ....أغفلت أن من الضروري أن يكون هنالك مسار اجتماعي سياسي اقتصادي داخلي يحصن الشعب الأردني من تداعيات الموقف حيث بات السواد الأعظم فقرا وقهرا وحنقا يدعون في صمتهم وعلنهم بالنصر لداعش والنصرة وكل ما يمكن أن يقودهم إلى تغيير حالهم وحتى لو إلى جهنم التي تقل أذى عن أذى النظام الحاكم وحكوماته.
تلخيص أي رد عليك في كلمات: النظام الأردني تدخل في كل الدول العربية من أول يوم قدم به الأمير إلى معان وهو يتدخل في شئون غيره: تدخلنا في فلسطين وقمعنا الثورة وقوات الحسيني في1936 وقبلها في سوريا، تدخلنا في لبنان وفي مصر ضد عبدالناصر وفي مكة ضد جهيمان وفي العراق وفي عُمان واليمن والسودان والكويت والبحرين وباكستان وأفغانستان والشيشان وقواتنا في كل الدول خدمة للسيد الأمريكي من هايتي غربا إلى تيمور الشرقية والملخص والقول الفصل "مثل إللي بجيب ألنيص لذرته"...الملخص في كلمتين فقط :"اللي بلاعب القط يصبر على مخاميشه".
واسلم وعيش حتى التشكيل القادم للوزارة فمن أدمن الوزارة وكرسي الوزارة يصاب بحكة- حساسية- حينما يغادرها ولا يشفى إلا حينما يعود لنفس الكرسي وهذه ثالثة الأثافي.

3) تعليق بواسطة :
24-06-2014 10:50 AM

الله الله الله ابدعت واسكت كل خطيب شكرا لك لقد قلت مالم استطيع صياغتة بكلمات على عيني اوف اوف اوف انا طرباااان.

4) تعليق بواسطة :
24-06-2014 02:54 PM

أقول للكاتب الهمام "من اين لك هذا " الكلام المنافي لابسط الحقائق .
نعم الاردن حارب مع امريكا والغرب الارهاب في افغانستان والعراق وغيره عندما قال بوش من ليس معنا فهو ضدنا ،ولكن عندما رأت امريكا والغرب ان هؤلاء الارهابيين يخدمون اجندتها في المنطقة لتفتيتها من جديد استقبلناهم ودربناهم وفتحنا المنابر لهم وادخلناهم الى سوريا وتحالفنا معهم ومع داعميهم الخلايجة والاسرائيليين تحت مسميات مختلفة مثل معارضة معتدلة منها "جيش حر " والجبهة الاسلامية وغيرها من باقي تنظيمات السيارات المفخخة واكل الاكباد ومدافع جهنم التي تحصد الاف الارواح في سوريا ،ولكن هؤلاء الارهابيين لا دين لهم ولا اخلاق وسيرتد ارهابهم على كل داعميهم
ونرجو الله ان يحمي الاردن وكل العالم من ارهابهم الاعمى.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012