أضف إلى المفضلة
السبت , 25 أيار/مايو 2024
السبت , 25 أيار/مايو 2024


وهل تنقصنا الأزمات؟!

بقلم : فهد الخيطان
25-06-2014 12:35 AM
معان بؤرة ساخنة، أو كما قال كثيرون أزمة مفتوحة في لحظة وطنية فارقة وحساسة تتطلب أعلى درجات الهدوء والانضباط داخليا لمواجهة التحدي الخارجي.
والسؤال هنا؛ هل كان اقتحام منزل للقبض على مطلوب يستدعي هذا الاستخدام المفرط للقوة؟ وماالنتيجة؟ مقتل مواطن بريء وإصابة حرجة لسيدة، وثلاثة من أفراد الدرك، وفي النهاية فرار المطلوب!
لم تبرد بعد نار الأزمة في معان التي سببتها اقتحامات مماثلة أفضت إلى مقتل أشخاص مطلوبين وغير مطلوبين، فلماذا الآن وبهذا التوقيت نعيد الأزمة إلى مربع التصعيد؟
بصراحة لا نملك إجابات مقنعة. لقد سمعنا من قبل تبريرات قد تبدو مفهومة في بعض الحالات، لكن في كل الأحوال فإن المقاربة الأمنية برمتها في معان تحتاج لمراجعة.
سيكون الموقف خطيرا لو انفجرت معان هذه المرة؛ العلاقة بين الأجهزة الأمنية والأهالي متوترة والثقة معدومة، ويمكن أن يؤدي الاحتكاك الجماعي إلى عواقب وخيمة.
في أحداث سابقة شهدتها معان، لجأت الدولة إلى القوات المسلحة للسيطرة على الموقف معتمدة على مخزون الثقة الذي يتمتع به الجيش الأردني لدى أهالي معان وعموم الأردنيين. لكن الجيش اليوم يتحمل فوق طاقته؛ ينتشر على ثلاث جبهات، ويتحضر للتعامل مع تحديات كبيرة وطويلة الأجل، ولا تنقصه مشاكل في الداخل ليست من اختصاصه كي يتورط فيها.
في مواقع عديدة في المملكة تقبض الأجهزة الأمنية على مطلوبين كل يوم، وتعتمد في عملها أسلوبا احترافيا بحيث تصل إلى الشخص المطلوب دون حاجة لاستخدام القوة، أو الإفراط في استخدامها. لكن في معان وحدها نلحظ ميلا غير مسبوق لاستخدام القوة، واللجوء إلى أسلوب الاقتحام المسلح للقبض على المطلوبين، وفي معظم الحالات يفلت هؤلاء!
لاجدال حول حق الدولة في استخدام القوة لفرض القانون، ولسنا بصدد الدعوة للتنازل عن سيادة القانون بدعوى الظروف الاستثنائية. الخلاف هو على الأسلوب؛ ففي بعض الأحيان قد يؤدي استخدام القوة إلى تقويض سلطة القانون عوضا عن تعزيزها، ويرتب كُلفا تفوق المردود المتوقع لعملية أمنية هنا أو هناك، خاصة إذا ما كانت البيئة العامة محتقنة ومتوترة، كما هو الحال في معان.
بمعنى آخر، ما قيمة القبض على مطلوب في لحظة معينة، إذا كانت العملية الأمنية تنطوي على تهديد لحياة آخرين، ويمكن أن تجر خلفها مواجهات أشمل تكبد الدولة والمجتمع خسائر في الأرواح والممتلكات، مثلما حصل أكثر من مرة في معان؟
ألا يتطلب الموقف عندها حسابا دقيقا، يضع في الاعتبار حجم الخسائر المحتملة مقابل المكسب المتوقع من العملية؟ حينها يمكن الانتظار بعض الوقت لتحقيق الهدف بظروف أفضل وخسائر أقل.
لا يحتمل الأردن في مثل هذه الظروف قلاقل داخلية؛ يكفيه مافيه من مشاكل وأزمات. كل مسؤول في موقعه ينبغي عليه التفكير بأفق أوسع من شباك مكتبه، وينظر إلى الصورة الكلية من حوله عند كل خطوة يخطوها، والصورة كما تلاحظون مرعبة وخطيرة.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2014 03:39 AM

اسلوب التعمل مع قضايا المطلوبين بات غير مدروس وغير احترفي وغير مقنع من قبل الاجهزه الامنيه ، ما نسمعه هو القاء القبض على مجرم خطير او مطاردة مجرم خطير مطلوب بخمسين قضيه ؟؟ والكل يعلم ان تطريز التهم عند الدولة تتم بجرة قلم ، في البلاد التي تحترم شعبها يتم التعميم والنشر عن المطلوب الخطير مع صوره له مع بيان لجرم او الجرائم التي ارتكبها وارقام القضايا التي حوكم عليها ، وكم قضى في السجن ومتى خرح منه وعمره ومهنته وثقافته وان كان هناك اي انتماء حزبي او عصابي له ، بهذا يقتنع الجميع بوجوب تسليمه للامن وقد يصدف ان يبلغ عنه من قبل زوجته او ابيه او اخيه او جاره لان الكل اقتنع انه منحرف او مجرم خطير مكانه السجن .
اما عندنا وفي مدينة معان تحديدا سمعنا انهم شلة من الزعران في السابق !! وهناك من قال غير ذلك !! وهذا المطلوب مصنف عند الامن مجرم وعند فئة اخرى انه وطني خرج وتظاهر واعتصم وانتقد الحكومة وطالب بالاصلاح والعدالة ورفع الظلم والفقر ..الخ . اذا هو في نظر الجهات الامنيه مطلوب خطير !! وفي نطر من حوله مناضل ووطني فمن نصدق والحالتين تلازم لتجارب وقصص ماضيه مطابقة خاصة مع الواقع السائد والمكهرب . فبدل مقال النصح والارشاد الانشائي ، فمن خلال اتصالاتك الواسعة و الدقيه اكشف لنا حقيقة هؤلاء المطلوبين في مدينة معان وكيف اصبحوا خطيرين في يوم وليله ؟؟ او اقنع مسؤول امني لعقد مؤتمر صحفي متلفز حر ومفتوح من مدينه معان يستمع و يناقش ويبين ويشرح ذلك للشعب .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012