أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


شبعنا ديمقراطية ونعود إلى الباص السريع!

بقلم : طارق مصاروة
05-07-2014 02:28 AM
لم يكن مشروع الباص السريع مختلفاً عن كل مشروعاتنا «الكبرى. فقد بقينا نؤجل في نقل مياه الديسة الى المنطقة الوسطى حتى وصلت الكلفة الى المليار دينار. وصار لنا «ندرس» وصلة سكة الحديد من الزرقاء الى عمان سنوات نافت على العشر. ولعل اطول حالة تأجيل في تاريخ الاردن والعالم كان مشروع البوتاس, الذي ابتدأ عربياً برأسمال قدره 5 ملايين دينار.. وأمتد من الخمسينات الى مشارق التسعينات من القرن الماضي. ولولا ان علي الخصاونة لم يشمر عن ذراعيه.. ويهجم لبقينا نؤجل, ونبحث عن اسباب كثيرة لمزيد من التأجيل!
والقصة ليست في خسارة الوقت.. وانما في خسارة المليارات, لأن الكلفة قبل نصف قرن غير الكلفة الان, والكلفة قبل خمس سنوات قد تكون ضعف الكلفة الان!!
بدأت قصة الباص السريع عام 2009 بقرض فرنسي ميسر قدره 117 مليون دينار بسماح خمس سنوات وبتقسيط مدته عشرون عاماً وبفائدة رخيصة!!
عام 2011 توقف المشروع في «سحجة الفساد» وتولى مجلس النواب «التحقيق» في فساد تقرر قبل التحقيق ان.. :»هناك فساد» وكنا نتابع «التحقيقات» التي لم تكن اكثر من اتهامات عشوائية, ولم يحاول احد اقناع اللجنة البرلمانية باحالة «المستمسكات» الى المدعي العام لأن الخامس الابتدائي قد علل القدرة على الاتهام الكلامي لكنه غير قادر على تقديم قضية لمجلس النواب!
المهم, وصل الجميع الى القناعة أن لا احد يسرق الملايين لأن الانفاق على المشروع وصل الى مليون واحد فقط. وها نحن نعود الى ما كنا وصلنا اليه عام 2009. ونتفاوض مع ممول المشروع الفرنسي لجدولة القرض لأن خمس سنوات مرت على توقيعه.. وهي فترة السماح, ولأن هناك معطيات جديدة طرأت على النقل في العاصمة.
- ماذا خسرنا في التأجيل والتحقيق, والاتهامات.
- خسرنا الكثير ويكفي أن نعرف أن سبعين الف سيارة دخلت البلد في العام الماضي.. وأن صعوبة التنفس في شوارع العاصمة ناتجة عن فشل الدولة في ايجاد نقل عام ميسر للمواطن بدل حل المشكلة بشراء سيارة, أو حل المشكلة بالتذمر من ارتفاع اسعار البنزين, وعن عدم وجود مواقف, ومن كارثة الفوضى في الشوارع!
بلعبة الديمقراطية وتحقيقاتها, والفساد الذي لم نجده في المشروع خسرنا الملايين وسنخسر اكثر اذا لم يتم انجاز المشروع في وقته.. فالآن نسمع أن المباشرة بالتنفيذ ربما ستكون في ايلول القادم اذا انتهينا من التفاوض مع الفرنسيين, واذا تم تعديل التصميمات الفنية المستجدة!
شيء واحد نتمنى على امين عمان اضافته الى المشروع هو تحويل محركات الباص من الديزل او البنزين الى الكهرباء.. وهذه هي الباصات السريعة التي نتنقل بها في عواصم اوروبا. فالديزل هو اكبر ملوث للبيئة, وهو اسوأ المنتج من مصفاتنا.. وهو اعلى كثيراً من.. الكهرباء!
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-07-2014 02:38 PM

للأسف يغيب عن مشهد الحكومات المتعاقبه أي مشاريع تنموية حقيقية وأفكار غير تقليدية في حل المشاكل العالقه، ويتم حل معظم المشاكل بتقليد أعمى لما هو موجود في بعض الدول المقتدره ماليا والتي تحل مشاكبها من خلال تصنيعا أو استخدام صناعاتها نفسها فتطور مصنعا وتشغل أيدي عامله وتحل مشكله، فمثلا حل مشكلة المواصلات في ألمانيا من خلال شبكة خطوط حديدية وقطارات سريعه، ولكن هذه الشبكه كلها صناعة ألمانية، فهذا تطوير وحل للمشكله، ونحن نحل المشكلة بنفس الأسلوب ولكننا ننسى أن كل وسائل وأدوات الحل مستورده وبالدين العام.

حل مشكلة عمان تكمن في واحده قط وهي الغاء وجود عمان كمدينة ضخمة وصرف كل الأموال المخصصة لعمان لتطوير المدن الأخرى والقرى الكبيره وبهذا نحل المشكلة من جذورها وفي نفس الوقت نطور المناطق الأخرى فتحل مشاكل المواصلات والتوظيف والسكن والازدحام والانبعاثات الغازية وأزمة المواصلات، وكذلك كثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

مختصر الكلام وبدون شرح الحل يكمن في اللامركزية، فنحل مشاكل التنقل وكثرة الازدحامات وأزمة السكن في عمان وكل يبقى في محافظته، ولا داعي لموظف من الكرك أن يترك بيته ويستأجر في عمان ويترك والديه بدون خدمة ويضطر لخدامه تحتاج ل 200 $ شهريا تخرج خارج البلد وتتفاقم المشاكل اللاأخلاقية والنفسيةو والاجتماعية.

بكل بساطه نعود للوراء تنمويا ونتقدم للأمام اقتصاديا، وندفع الأموال لتشغيل حركة الصناعات والحد من الاستيراد، ونشغل صناديق القروض بدلا من المدفوعات الاستهلاكية.

أفكار تحتاج لوزراء عمل وحكومات تفهم وتطبق وليس لحكومات لا تفهم من الحكم سوى عد محاضر الجلسات.

2) تعليق بواسطة :
05-07-2014 04:23 PM

الدولة فككت وبيعت بالمزاد العلني ,وليس لك الان الا الوقوف على الاطلال,واللي ما بشوف من الغربال اعمى!

3) تعليق بواسطة :
05-07-2014 04:26 PM

أنصحك بالتوقف عن الكتابة لان رصيدك لدى الناس ;والذي جمعته على مدى 40 عاما ; قد فقدته على مدى الاربعين شهرا الماضية, ولا نريد له أن يصبح رصيدا سلبيا من اجل العـِشرة!

4) تعليق بواسطة :
05-07-2014 06:33 PM

الناس وين وطنبوره وين
مثل يضرب لمن يعيش في واد والناس يعيشون في واد آخر
الناس يتحدثون عن الفساد الذي اهلكهم وعن الظلم الذي قهرهم وعن البطالة وعن الفقر وعن انقسام الاردنيين الى طبقات , طبقة فوق فوق فوق لاتدري ان هناك اناس يعيشون حولها واناس تزداد ثراء يوما بعد يوم وطبقة واسعة تزداد فقرا يوما بعد يوم وتتالم وتتوجع وتشكو ولكن - حتى هذا التاريخ - بصمت وانت ايهت الكاتب العزيز ننحدث عن الباص السريع وما ادراك ماالباص السريع ،ذهبت امواله وذهبت الفكرة وتخلى عنها مبدعوها بعد ان لم يستفبدوا منها كثيرا ، المشروع فاسد ابتدعه فاسدون وتخلوا عنه بعد ان كثر الحديث عن الفساد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012