أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


"قصة التحرش".. غير المفهومة!

بقلم : د.محمد ابو رمان
16-07-2014 01:44 AM
آخر ما كنّا نتوقعه أو نتصوّره، أردنياً، هو ذلك المقطع من فيديو يُظهر ما يُعتقد أنّه حالة تحرّش جماعي شارك فيها عشرات الأشخاص في مدينة إربد بفتاة أو فتاتين، عقب المباراة النهائية لكأس العالم، بينما كان ملاحظاً تأخر رجال الشرطة الموجودين في هذا الموقع الحيوي، في التدخّل!
ما يزال المشهد غامضاً وغير مفهوم. فمن المعروف أنّ جامعة اليرموك تقع في قلب إربد، وكذلك حال جامعة العلوم والتكنولوجيا التي تقع على مقربة منها. وهي مدينة منفتحة، لا تجد الفتيات والسيدات أي مشكلة أو قلق على أمنهن وسلامتهن الشخصية، في الليل، كما هي الحال في عمان؛ فما الذي دفع بهذا العدد الكبير من الشباب إلى ما يشتبه أنه تحرّش بتلك الفتاة (أو الفتاتين)؟ ما يزال الأمر غير مفهوم وليس منطقياً!
بالضرورة، ما نزال نتطلع إلى توضيح من المؤسسات والأجهزة المعنية، يضعنا في رواية هذه الحادثة، وسرّ التأخر الواضح (كما يُظهر الفيديو) في تدخل رجال الأمن المتواجدين أصلاً في المكان، بخاصة أنّ مقطع الفيديو انتشر بصورة فلكية خلال الساعات القليلة الماضية، وأصبح حديث شريحة واسعة من الشارع الأردني.
صحيح أنّه توجد حالات تحرش واعتداء جنسي في مجتمعاتنا، مثل باقي المجتمعات في العالم، لكن مثل مشهد إربد الأخير، أي ملاحقة العشرات لفتاة للتحرّش بها (ما لم يكن هنالك تفسيرٌ آخر)، هو الغريب والمستغرب والمقلق، بل ويضرب على عصب حسّاس، ويعكس هاجساً شعبياً محمّلا بالصورة الرهيبة لما يحدث في مصر من عمليات تحرّش جماعي، وصلت إلى حدّ من التوحّش والسقوط الأخلاقي غير المسبوق في ذاكرة الأجيال العربية!
هذه الحادثة فريدة استثنائية؛ فما تزال المسافة واسعة وكبيرة بين ما وصلت إليه مجتمعات أخرى من تحولات اجتماعية وظواهر مرتبطة بالفقر والحرمان والجوع وأطفال الشوارع والفلتان الأمني، وبين الأوضاع المحلية. لكن، في المقابل، لن يمرّ المجتمع الأردني على هذه الحادثة مرور الكرام، من دون أن يقرع جرس الخطر والإنذار والتحذير، حتى لا تتكرر في المستقبل. وهذا يتطلب رسالة قوية وصريحة واستباقية من السلطات، فمجرد تكرارها لمرّة ثانية يعني إشارات جديدة للمجتمع والمواطنين بأنّنا نسير في السيناريو المرعب!
ربما هذا هو الذي يقودنا إلى سبب الاهتمام الشعبي الكبير بهذا المقطع، وما أثاره من هواجس؛ إذ جاء متزامناً مع تصاعد حالة القلق الشعبية من تحولات وظواهر متواصلة لا تبشّر بالخير، من انتشار العنف الجامعي والاجتماعي، واستخدام السلاح على أوسع نطاق، وحالة التوتر الاجتماعي الملحوظة، وصعود التيار المتشدد، وأرقام مقلقة حول انتشار المخدرات والتنمّر على القانون وغيرها من ظواهر، بتنا نكرر الحديث عنها في المقالات فقط لسبب واحد يتمثل في ضرورة الوقوف مليّاً عندها والتفكير في دلالاتها وتداعياتها، ليس فقط من قبل السلطة، بل ومن قبل المجتمع والفئات المثقفة والواعية فيه.
مثلما قلنا، لا يجوز المبالغة بالقلق، فالأوضاع لدينا لم تصل إلى ما وصلت إليه مجتمعات أخرى. لكن حالة الإنكار ورمي الرأس في الرمال، والتخوين والتحريض على كل من يبدي قلقه من هذه المؤشرات، هي الفلسفة السلبية التي لن تساعدنا على رؤية الخطر ومواجهته، وهي التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة المتقدمة من 'الأمراض الوطنية'!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-07-2014 07:31 AM

الذين تحرشوا بالفتاتين هم من أقارب رجال الأمن الذين وقفوا يحرسوهم، لكن إرادة الله عزّ شأنه دفعت لالناس التدخل للحفاظ على شرف النشميات.

2) تعليق بواسطة :
16-07-2014 08:05 AM

المشكلة هناااااك عزااابية كثر بسبب البطالة و الوضع الاقتصادي غير انه قلة الفهم للمنهج الإسلامي و العروبة ..
بالمقابل من يرضى ان تزف ابنته او اخته او زوجته بين الرجال ؟؟ بسبب لباسها الغير محتشم ايضا ؟؟
فهناك غياب للأسف الوعي الديني و غياب الرجولة التي من خلالها تضبط هكذا تصرفات ..

3) تعليق بواسطة :
16-07-2014 09:40 AM

اذا لم يتم جلبهم ومعاقبتهم حتى يكونو عبرة لغيرهم فانها اشارة خطر وسقوط.



في السعودية كان هناك حالة تحرش مصورة بالفيدو تم جلبهم ومعاقبتهم والتشهير بهم بعد يومين من اطلاق المقطع .

4) تعليق بواسطة :
16-07-2014 09:46 AM

هل ننتظر ان نسقط اخلاقيا كمثل المجتمعات التي تتحدث عنها اخ محمد القضيه مزعجه بالامس كانت سيده محترمه جاره لنا تنتظر تكسي بعد الافطار اي الساعه الثامنه والنصف كي يوصلها الى ابنتها التي انجبت طفلا وصدف انني خرجت كي اتوجه الى المسجد لاداء الصلاه والتراويح حيث انني اذهب الى المسجد مبكرا واذ ب3 سيارات بداخل كل سياره زعران اثنين واقفين امام السيده الفاضله التي تصنف انها جده وامرأه كبيره محترمه ومن عائله معروفه وعند معرفتي بها اوقفت سيارتي ونزلت اليها وقلت خير شو فيه قالت انتظر تكسي فكل ما اغير مكاني كي يراني التكسي من السيارات الواقفه حتى يلحقوا بها بل احدهم يقول اين ذاهبه يا حجه فتوجهت اليهم وبالمختصر زعران وفلتان امني غير مسبوق واستهتار بكل ما هو اخلاق وقانون فاوصلت الحاجه الى بيت ابنتها وغادرت الى المسجد وهي تقول يا عمار على ايام زمان حيث الناس تستحي وتخجل واليوم القبح اسمه ديمقراطيه غير مسؤله شو رأيك اخ محمد بهذه القصه وانتظر مع المنتظرين حتى كل فتاه او سيده او ختياره تخرج من بيتها تكون معززه بقوه ضاربه من اهلها كي يحموها اين القانون واين الشهامه واين الرجوله واللي ما يستحي لازم يخاف ويجمد دمه في عروقه كي لايفكر اي انسان بهذاالعمل مستقبلا

5) تعليق بواسطة :
16-07-2014 09:53 AM

نريد تعليق وبيان من مديرية الأمن العام لتوضيح السبب في عدم قيام أفراد الدوريه الأمنية بواجبهم تجاه تلك الجريمة الخطيرة جدا والدخيلة على المجتمع الأردني.

6) تعليق بواسطة :
16-07-2014 10:06 AM

اشكر الكاتب على هذا التحذير لما يجرى على الساحة الاردنية ورد الشرطة لجريدة الغد بانة لم يتقدم احد بشكوى تحرش وهذا غير مقبول منهم واعرف اذا شاهد رجل الامن ما يخل بحرمة الشارع يتدخل بدون شكوى هذا طبعا كان زمان اللة يرحم زمان الفرسان وهذا التصرف يدل ان الشعب يفكر ان الديمقراطية ان يعمل ما يروق لة تبا ليهك حرية كان بزمن الماضى شرطة تسمى شرطة الاداب ويختاروا من رجال الامن المشهود لهم بلاخلاق لو سمعوا اهل البنات ما جرى لهن لوقع اخلال بالامن عندها يتدخل الامن وين لما كان الامن يمنع وقوع الجريمة قبل وقوعها ولان تقع الجريمة عندها نتدخل نحذر من هيك سياسة واللة يحمى ابناء وبنات هذا البلد من كل منحرف واللة من وراء القصد

7) تعليق بواسطة :
16-07-2014 12:43 PM

يجب منع جميع المظاهر غيرالاخلاقية التي تخل بعاداتنا وتقاليدنا العربية الاسلامية، وأهم ما في ذلك هو منع تبرج الفتيات مطلقا وعدم السماح بالاختلاط الفاحش.

الرقابة هي منع وقوع الخطأ وليس الانتظار حتى يحصل الخطأ. الوقاية خير من العلاج.

كفى استهتار بقيمنا، والا نزل بنا العذاب كما نزل بغيرنا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012