أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


داعش والبعث.. من أكل الآخر؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
18-07-2014 01:48 AM
ثمة خيط غير معروف تماماً لدى المراقبين والمتابعين بشأن طبيعة العلاقة بين تنظيم 'الدولة الإسلامية' (الخلافة حالياً) وحزب البعث العراقي أو حتى ضباط الجيش العراقي السابق. ويتمثّل هذا الخيط في التساؤل عمّن احتوى أو وظّف الآخر؟ هل هو التنظيم الذي استطاع استقطاب هذه الخبرات وتوظيفها في خلاياه، أم العكس؛ أي إنّ هذا التيار هو الذي ركب على ظهر التنظيم واستطاع الوصول إلى القيادة وتوظيفه لتحقيق مآربه؟!
يقدّم أردنيون عملوا مع التنظيم خلال مرحلة أبو مصعب الزرقاوي قراءة جديرة بالاهتمام؛ مع عدم التأكد من مدى دقتها، إلا أنّها تمثّل زاوية من زوايا التحليل. وقد قام أحدهم بتقديم هذه الرواية مستخدماً اسماً مستعاراً هو 'أبو أحمد الأردني'، ويكشف فيها عن حجم تغلغل البعثيين وضباط الجيش العراقي السابقين في تنظيم 'الدولة'، وبروز شخصيات مهمة وأساسية، أصبحت تمثّل الحلقة الأولى في القيادة خلال الفترة الأخيرة، من مثل بكر حجّي (قُتل في سورية في الصراع بين الفصائل الإسلامية)، وحازم البيلاوي (قتل عشية عملية الموصل الكبيرة على يد القوات العراقية).
في هذه الرواية، وغيرها من روايات شبيهة، تأكيد على أنّ الزرقاوي كان حريصاً خلال قيادته للقاعدة على إبعاد الشخصيات التي عملت بصورة رئيسة وفاعلة مع النظام السابق وأجهزته، عن المواقع القيادية، أو حتى الحلقات الصلبة في التنظيم. لكن بعد مقتله، تولّى القيادة أبو حمزة المهاجر الذي لم يحظَ بقبول عراقي كالزرقاوي، فجاء أبو عمر البغدادي معه في القيادة. ولأنّهما عانيا من ظروف أمنية قاهرة وصعبة، لم تكن قدرتهما على الإدارة كالزرقاوي، فحدثت فجوات في المواقع القيادية ملأتها الخبرات العسكرية العراقية السابقة، وهي التي بدأت بتدعيم حضورها عبر 'عرقنة التنظيم' إلى أنّ أصبح ذلك هو الطابع الغالب عليه!
اختيار أبي بكر البغدادي (بعد مقتل الزعيمين السابقين)، جاء مفاجئاً لعدد كبير من أتباع التنظيم؛ الذين لا يعرفونه، وفي مرحلة كان التنظيم يتعرّض فيها لظروف أمنية قاسية، ويعيش حالة من التفكك والمطاردة والانكشاف أمام الجميع، بعدما انفضّت الحاضنة السنية عنه وانقلبت عليه. وبدأت الحلقة الصلبة الرئيسة في صناعة القرار والسيطرة على التنظيم تدخل تحت قبضة هذه القيادات العراقية العسكرية السابقة، بينما أصبح العنصر الخارجي (الذي كان أساسياً في مرحلة الزرقاوي) ثانوياً أو مكمّلاً في الحالة الراهنة للتنظيم.
يفسّر أصحاب هذه الرواية سبب إقبال ضباط الجيش العراقي السابق وبعض أعضاء حزب البعث على تنظيم 'الدولة الإسلامية' دون سواه، إلى الظروف القهرية الاضطرارية التي مرّوا بها بعد حلّ الجيش العراقي، واستهدافهم من النظام السياسي الجديد، سواء القلق على حياتهم ومصيرهم، أو فقدان أي وسيلة للحياة الكريمة، في الوقت الذي كان فيه تنظيم الزرقاوي يمثّل حالة صاعدة راديكالية تتقاطع مع مخاوفهم وموقفهم من العملية السياسية من جهة، ويمثّل حاضنة بديلة لهم عن النظام السابق من جهةٍ أخرى!
عند نقطة التقاطع (هذه) حدث الالتقاء ما بين المنهج المتشدد المتوسع في التكفير وفتاوى التترس (تحليل قتل المدنيين لدواعٍ عسكرية) الذي خطّه الاتجاه الأيديولوجي الصلب للزرقاوي من جهة، وبين خبرة هذه القيادات والشخصيات في النظام السابق، ذي الطابع الأمني الدموي والعسكري، باستسهال القتل وإراقة الدماء والتعذيب من جهة أخرى.
ذلك، وفقاً لأصحاب هذا الرأي، ما قد يفسّر استخدام تنظيم 'الدولة' لأساليب في القتل والتعذيب في التحقيقات والتعامل مع الخصوم شبيهة بالأنظمة البوليسية العربية، سواء في سورية أو في العراق.
بالطبع، تبقى هذه رواية تحتاج التأكد من صحّتها، لكنها مقرونة بشهادات لشخصيات كانت فاعلة في مرحلة الزرقاوي في 'القاعدة'.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2014 03:13 AM

هذا تفسير الكاتب , ولكنه لا يفسٍر المقاومه العراقيه للأمريكيين والتي أبتدات منذ الأحتلال عام 2003 ومن قياداتها السيد "عزه الدوري " والتي امتازت بالسريه الأعلاميه لأسباب امنيه معروفه والتي كان هدفها اخراج الأمريكيين والذين انحصر وجودهم اخيرا في المنطقه الخضراء واصبحت اقصى اهدافهم هي الخروج الامن من العراق (وهذا لم يأتي من فراغ) , بينما كان تركيز القاعده الأساسي على التفجيرات التي استهدفت الحسينيات والأسواق والحرب الطائفيه .
ما يحدث في العراق ثوره شعبيه في المناطق السنيه اطلقت شرارتها طائفيه المالكي التي تجاوزت كل الحدود, والعمود الفقري لتلك الثوره هم ابناء العشائر السنيه من منتسبي الجيش العراقي السابق وهذه ليست ثوره للبعث , أما "النفخ " في دور داعش اعلاميا فيوضحُه كثره الأطراف المستفيده من أن تكون داعش في الواجهه الأعلاميه ولأسباب مختلفه وأحيانا "متناقضه" .... "فالنظام السوري مستفيد لأسكات معارضيه السياسيين ووصمهم بآكلي الأكباد" .... "والأيرانيون يستفيدون من ظهور داعش لتبرير هيمنتهم على العراق كحماه للشيعه" .... "والمالكي يريد أن يشيطن ثوره غرب العراق لتبرير قمعها وللتغطيه عل فشله الكامل "...."والغرب واسرائيل ينظرون للمدى البعيد في فائده ضهور كيان "سنًي" يفصل سوريا وحزب الله عن ايران" ولذلك تم تضخيم مشهد خطبه البغدادي في المسجد وقصه الخلافه وبعض الفقاعات الأعلاميه مثل "نمره سياره الخلافه " و "جواز سفر الخلافه " ,,فهل يعقل منطقا لدوله أن تصدر جوازات سفر لا يعترف بها أحد ؟؟؟ وهي قصص تذكر بتسجيل "ابو عدس" وادعائه اغتيال الحريري .
الطرف الحقيقي هو الشعب العراقي في غرب العراق , فلا يمكن عمليا لعده الآف من مقاتلي داعش "وكثير منهم من الأجانب الهواه الذين لم يروا شكل البندقيه في اوطانهم وقبل وصولهم العراق " من التحكم في غرب العراق من الموصل وحتى الحدود الأردنيه وفي منطقه العشائر السنيه التي انتمى مئات الآف من ابنائها للجيش العراقي والذين شكًلو بنيُه جيش قوي محترف خاض حروب شديده الضراوه ومن مرتباته من اشرفوا على بناء سلاح ردع نووي وقدرات صاروخيه بعيده المدى .
المنطقه الغربيه ذات مطالب محقٌه تتعلق ببناء عراق حرً مستقل لا تصاغ سياساته في طهران وواشنطن ويحترم مواطنيه في معادلات سياسيه جديده بعيده عن طائفيه المالكي . ولا يمكن ابدا شراء قصه داعش , والعذر الوحيد للكاتب في هكذا تفسير انه ينقل تفسير العناصر القاعديه للوضع .

2) تعليق بواسطة :
18-07-2014 05:47 AM

الاف القصص تؤلف حول تنظيم داعش وإليك منها لما نسب من تصريحات لإدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية !! تجدة على هذا الموقع الاخباري من المغرب الشقيق وباللغة العربية .
http://www.akhbarona.com/world/82381.html#ixzz37cbcX0gA

3) تعليق بواسطة :
18-07-2014 04:05 PM

أنت أكثر من رائع ومطلع وفهمان. أشكرك من صميم قلبي على هذه المساهمة.

4) تعليق بواسطة :
18-07-2014 04:43 PM

كل هذه الكتابات والتعليقات اللاحقه تتهرب من الاعتراف بالحقيقه
الحقيقه تقول : ان الدولة الاسلاميه هي التي تقود الجهاد في العراق وتحقق الانتصارات تلو الانتصارات .
وهذه الانتصارات تغيظكم وتحاولون ايجاد مسميات لقوى وهميه غير موجوده على الارض لتنسبوا اليها هذه الانجازات .

ما اود قوله الدوله الاسلاميه حقيقه موجوده وستتمدد وتكبر وتحقق مزيدا من الانتصارات .
تجاهلكم لهذه الحقيقه لن يغير من الامر شء . انسبوا الانجازات الى اي جهة تريدون .... انتم تحرثون في البحر . وموعد خروجكم وعودتكم الى مكانكم الصغير اقترب .

5) تعليق بواسطة :
18-07-2014 06:56 PM

لقد اطلعت على موضوع الرابط الذي نشرته لكن لايمكن ان يتفق مع عقلية اي متابع لسياسات الغرب اجمالا في الشرق الاوسط الغرب دفع المليارات لتنصيب دكتاتوريات في الوطن العربي للحفاظ على مصالحه وبالذات البترول لذلك لايمكن ان يساهم ببناء قوة متطرفة لايمكنة السيطره عليها والتي تهدد مصالحة في منابع النفط نحن نعلم انها من شجع اصحاب المذاهب المائعة و اصحاب البدع الشركية من الشيعة والصوفية والهررية والبعيدة كل البعد عن مبادئ الدين الاسلامي الحقيقي وقد دعمهم وشجعهم واصبحو في الصف الاول في معظم الدول العربية لذلك ماورد على لسان سنودن مجافي للحقيقة تماما . قبل سنتين كان برنامج وثاقي عن السي اي ايه وتاريخها وماذا فعلوا في امريكا الاتينية لمحاربة المد الشيوعي كانو يقوموا بدعم مليشيات تقوم بالقتل وتفجير وتدمير قرى والصاقها بالشيوعيين واعترف ضابط متقاعد وقال اني اشعر بالعار مما قمنا به من قتل وتدمير ومجازر في سبيل اتهام هؤلاء حتى لاتكون لهم حاضنة شعبية وكانت تمول عملياتنا القذرة من تجارة المخدرات .

6) تعليق بواسطة :
18-07-2014 11:12 PM

الحقيقة ان ايران تصدر ثورتها في العراق استعجالا غير مبرر ,انسحبت امريكا وتركت (انجازها)هدية لايران , للعرب السنة قضية وطنية وانسانية صارخة , جو بايدن يواجه قاسم سليماني , البعث موجود ,اموال الخليج موجودة ...القضية شائكة لكن في كل الاحوال ادارة ايران للعراق فاشلة واستعدت العرب السنة والاكراد , خطط ايران مرتبكة وسوف ينتصر جو بايدن ...

7) تعليق بواسطة :
18-07-2014 11:28 PM

كان رجائي ان تتنتبه لشىء اخر يا عزيزي العموش لا يقل اهمية عن الموضوع الاساسي !! ورد في تعليق رقم 7 الاحد مثقفي المغاربه في الرابط ، وتنطلق منه لتتقصى الحقائق المغيبة في تاريخ الامة العربية مع تقديري واعجابي لكافة تعليقاتك وسعة ثقافتك .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012