من يقرأ يتزود بالمعرفه، وهذا من شروط وموجبات القدرة على التفكير والتفكر ،وهذا في مجمله يعني تعرف على اسرار الكون وعظمة الخالق سبحانه وتعالى ، وبالتالي التوصل ذاتيا الى معرفة الله وتقديره حق قدره جل في علاه ، لهذا كانت البداية الاولى في خطاب الله العلي القدير لرسوله الكريم أن إقرأ، ولا تكون القراءة الا باسم الله كي تكون ذات جدوى وأثر ابتداء ثم كي تكون قراءة لما يجوز أن يقرأعلى طريق النبش في اسرار الخليقة والتقرب الى العزيز الجبار خالق الكون ومدبر امره ، ومن يقرأ يمتلك القدرة على أن ينتج خيرا لنفسه ولمجتمعه وللانسانية بأسرها ، ومن المؤسف أن أمة إقرأ هي اليوم لا تقرأ وإن قرأ بعضها فما لا تقوى فيه في الاعم الاغلب ، ولا حول ولا قوة الا بالله
لقد تجاوزتك الاحداث واصبحت من الماضي لاقيمة لما تقول ....
تطبيقاً ل "إقرأ" كما ذكر الله في كتابه، هنالك بضع ملاحظات على المقال أعلاه:
١- هنالك الكثير المرتبط بالإنسان في دنياه وآخرته ولا يمكن قرائته لا الآن ولا لاحقاً. مثال: ما كتب الله للإنسان في مستقبله؛ مخلوقات الله من جن و ملائكة وغيرها، ما لا علم لنا به، حيث جعل الله بيننا و بينهم حجاب، ولكن لهم تأثير علينا في الدنيا و الآخرة. أيضاً في علوم النظريات حيث لا نستطيع تحديد ماهية موضوع البحث ولكن يمكننا وضع نظريات دائمة التغير لتقريب المفهوم للعقل، كمثال ما هية الضوء و المجال المغناطيسي.
٢- المسؤولية تقع على الإنسان قرأ أو لم يقرأ. القراءة هي لمنفعة الإنسان لإدراك ما حوله من معلومات وليس لتحديد مقدار المسؤولية. الجهل بالمعلومة لا يعفي من المسؤولية ما دامت المعلومة متوفرة حولنا. المسؤولية مرتبطة بتوفر المعلومة وليس بالقراءة. القراءة خيار و مسؤولية بحد ذاتها. إهمالها لا يعفي من المسؤولية.
٣- القرآن لم يحدد كامل، ولا حتى أغلب، العلاقة بين الإنسان و ربه، ولا غيره، ولا بينه وبين ضميره. القرآن وضع محددات بعين ذاتها من صلاة و زكاة و غيرها من عبادات و حدود التي هي قطعية الدلالة و قطعية الورود في القرآن و هي في مجموعها حوالي ٢٠٠ آية، جزء كبير منها مكرر. الباقي و هو حوالي ٦٠٠٠ آية هي إطار عام مستند على مبادىء كانت موجودة من أيام آدم و حواء لا جديد فيها، مثل الأمر ب "العدل"، و"المساواة"، و "الصبر"، والإبتعاد عن "الظلم"، و "الكذب". هذه تركها للإنسان ليكون هو وليس القرآن مصدر التشريع و التطبيق، لأنها مفاهيم عامة و تتسع مع تقدم الزمن، وهي دائمة التغير حسب المعطيات و الظروف. هذه تشكل الغالبية العظمى الساحقة لتحديد العلاقة بين الإنسان و ربه، أو بين الإنسان وغيره، أو حتى بينه وبين ضميره وهي متروكة للإنسان و ليست لا في القرآن ولا السنة. مثال: تطبيق العدل في نظام ضريبي، المساواة في التوظيف، الصدق في المعاملات التجارية.
من هنا يمكن إدراك معنى كلمة "إقرأ" في القرآن، حيث تعني أن يقرأ الإنسان ما حوله، ويقرأ نفسه، كما ورد في الآية التي تلتها، مستخدماً عقله وحواسه، وحسب ذالك يُكوِّن فهمه. ولا تعني أن يقرأ القرآن أو السنة، لأنه ببساطة لم يكن القرآن قد نزل ولم تكن الأحاديث قد حدثت.
بينما تجمعنا مفاهيم عامة عن الذات الإلهية، والغير، والضمير، ولكن لكل منا مفهومه الخاص عن الذات الإلهية، والغير، والضمير، و العلاقة بين ذاته وبينهم. هذه العلاقة مبنية في أساسها على إدراك الفرد لذاته، و لما حوله، و تجاربه الخاصة به التي مر بها خلال حياته، والتي هي مختلفة من فرد لفرد كالبصمة، لا توجد بصمتين متطابقتين.
٤- ليس كل شيء يفعله الإنسان هو لله. معظم ما يفعله الإنسان على الأرض هو لنفسه وليس لله لا من قريب ولا من بعيد. مثال: المأكل والمشرب، والنوم، والطموح الذاتي في ما يريد فعله في دنياه لتحقيق ذاته، برامج التلفاز، مكالمات الهاتف، التحدث مع الغير، بناء منزل، صفقة عمل، أاخ....، هذه الأمور كلها، بطبيعتها، ليست لا في القرآن ولا في السنة.
هنالك كذب و تضليل من الكثير من الكُتّاب، والبعض مما يُسموا أنفسهم "فقهاء"، و"رجال دين"، لإقحام الله و الدين في كل تفاصيل الحياة، لتأسيس سُلطة دينية كاذبة، لإرجاع الخلق والعباد لقرون مضت من التخلف و العمى والجهل والضلالة. الطريق للتقدم هو للأمام وليس للخلف. إجابات التقدم ليست لا في القرآن ولا في السُنّة، ولا غيرها من الأديان، هي في "إقرأ" التي هي موجودة من قبل زمن الفراعنة!!!!
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .