أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


داعش: ما هو الموقف؟

بقلم : جمانة غنيمات
03-08-2014 12:37 AM
ليست المرة الأولى، ويبدو أنها ليست الأخيرة، التي يخرج فيها أنصار داعش إلى العلن، فخلال الشهرين الماضيين نفّذ أنصار التنظيم فعاليتين، كان آخرهما أول أيام العيد؛ إذ تجمعوا في محافظة الزرقاء ورفعوا رايات تنظيمهم، كما رددوا هتافات للدولة ولأميرها أبو بكر البغدادي.
منذ تنصيب البغدادي وإعلانه خليفة للمسلمين، خرج أنصاره ومريدوه في معان قبل أكثر من شهرين، وشاهدناهم يرفعون الرايات ويغنون للخليفة، وفي الأثناء بايع زعيم السلفية الجهادية في الأردن أبو محمد الطحاوي أمير الدولة!!
لست مختصة بالحركات السلفية، والرد على سؤال حول مدى قوة هذا التنظيم وانتشاره في الأردن، مايزال غير معروف بدقة حتى من قبل المختصين بمتابعة تلك الحركات.
بيد أنني أناقش القضية من منظور المراقب والمواطن الذي ينظر بريبة إلى ماهية تطور ونمو هذا التيار الإرهابي ويتخوف من انتشاره، بعد كل مشاهد القتل والتنكيل، وإشاعة التطرف والطائفية في العراق وسورية.
رسميا؛ لم يخرج تصريح واحد يدين التنظيم ونهجه، ورغم أننا نسمع عن خطة لمواجهة هذا الفكر إلا أن الشواهد العملية عليها غير ملموسة ويبدو أنها سرية، ولذلك لم يتم الحديث عنها، كما لم نسمع عن خطوة رسمية واحدة بهذا الخصوص، الأمر الذي يتطلب رسالة إعلامية حكومية، تشرح للمجتمع المتشكك والخائف، خطة الردع الحكومية للتيار.
المسألة الأخرى، كيف يجرؤ التيار على الخروج علانية وتنظيم فعالياته وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا الإعلام التقليدي، لو كان يستشعر موقفا رسميا وشعبيا معاديا له، خصوصا أن المجتمع الدولي اعتبره تنظيما إرهابيا، عدا عن أنّ الأردن مصنف منذ سنوات كدولة تحارب الإرهاب، لكنه هذه المرة في بيتنا؟!.
القصور في إعلان المواقف ليس رسميا فقط، فالقوى السياسية الرئيسية في البلاد، وبالتحديد الإخوان المسلمون، لم تعلن أيضا موقفا حاسما من داعش، وظل كل ما يخرج عنها في إطار التعميم، بعيدا عن الإدانة الصريحة لهذا التيار، رغم أن الحالة العامة والانتصارات التي يحققها في الإقليم تتيح لأنصاره مزيدا من الثقة تشجعهم على الخروج علانية كتعبير واضح عن الثقة بالنفس.
تحجيم هذا الفكر بحاجة إلى موقف واضح لايقبل التسويف من جميع مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية، فعدم إعلان المواقف كأنما يمنحهم الشرعية، ومن هنا يظهر الدور المهم للإعلام في تسليط الضوء على حقيقة أفعاله وجرائمه، التي تشغل العالم عن ما يحدث في غزة، مع الأخذ بالاعتبار أن بوصلة هذا التنظيم لا تتجه نحو المحتل الإسرائيلي، بل في غايات أخرى تلعب دورا في تقسيم المنطقة وإضعاف العرب عموما.
داعش اليوم بيننا، ومواجهة فكرها المتطرف، لا يتم فقط بالحلول الأمنية، بل بالمواقف المعلنة التي لا تخشى تهديداتهم، وبوضع خطة إصلاح طارئة بمحاور سياسية اقتصادية واجتماعية أيضا، توفر إطارات فكرية مختلفة تستوعب الشباب الطامح بالتغيير والتعبير، وتؤمّن أدوات جديدة تشبع حاجة الفرد في المشاركة في صناعة القرار، وتجفف شعوره بالتهميش وقلة الحيلة.
إهمال الأمر، يغذي قبولا شعبيا غير معلن لأفكار هذا التيار، الذي يغلف نفسه بالإسلام، ويستثمر ضعف الوعي وتجهيل الشعوب الذي مارسته الأنظمة لعقود، وهي الأنظمة ذاتها التي حاربت التيارات الأخرى من إسلام معتدل، ويسار وأفكار ليبرالية حقيقية، حتى خلقت داعش وأخواتها بقصد أو بدون قصد.
البعض يتغنى بداعش ويصفق لها نكاية بالسياسات الرسمية، وهنا يكمن الخطر الحقيقي.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-08-2014 01:03 AM

موقف الاردن ثابت وهو ضد اي تقسيم لأي دولة عربية واي دولة يتم انشاءها على حساب جزء من دولة او اجزاء من اكثر من دولة عربية سيكون غير معترف بها بشكل فردي اي قبل اجتماع جامعة الدول العربية لمناقشة ذلك.. هذا من جهه ومن جهة اخرى فأن وجود دولة اسلامية في فكر العديد من الجماعات الاسلامية كجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين الجهاديين والتحريريين فليس جديد وتعبير بعضهم عن رضى قيام داعش باعلان الخلافة ليس مستغربا و ربما يغيرون رايهم فيما بعد عندما تنكشف داعش على حقيقتهاامام الملا بعد تصرفاتهم الغير حضارية والتي لا تنم للاسلام باي صلة.

2) تعليق بواسطة :
03-08-2014 03:34 AM

على ارض الواقع فأن هدف إقامة الدولة الإسلامية التي ينشدون لا يمكن تحقيقه ليس فقط لأنه ليس لهم مكان في هذا العالم بل أيضا لأنهم لا يملكون دستور حياة قابلة للاستمرار ولئن وجود أي دولة في العالم واستمرارها لا بد وأن يطبق القوانين الوضعية التي تسود , ولكنك أيتها الكاتبة الفاضلة محقة في قرع جرس الإنذار لأن هذه الجماعة قادرة أن تتغلغل في المجتمعات البسيطة وتخدعها قبل أن تقودها الى الهلاك , بناء الدولة ومؤسساتها يتطلب عشرات أن لم يكن مئات السنين ولكن تدمير الأوطان يمكن أن يحدث في طرفة عين كما هو معروف وكما نشاهد حولنا .

3) تعليق بواسطة :
03-08-2014 12:29 PM

الأخت الكاتبه , لا تلفت داعش المجتمع الاردني للأدراك بان هذا التحرك المتطرف لن يصمد ولن يجد ارضا صلبه الا في بعض الجيوب المغلقه التفكير وربما التركيز على هذا التنظيم العصابي سيدخله في دائره الضوء .

في الاردن اللبنه الأساسيه للمجتمع وهي "العشائر" تقوم على بنيه غير طائفيه ولا تتقبل المتطرفين , وحتى في بدايات انشاء الدوله فقد تصدت العشائر لهجوم الوهابيين الأول والثاني في العشرينات وردُتهم عن الاردن بلا رجعه .
لحد الأن تشعر الأطياف الأردنيه أن هذه المسأله "غير أردنيه " ولكن لو فكًر هؤلاء بأجتياز الحدود فسيكون كلام غير الكلام .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012