أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


عودة الحرب الباردة!

بقلم : د. فهد الفانك
09-08-2014 01:15 AM
بدأت الحرب الباردة الأولى بين المعسكرين الشرقي والغربي بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1945)، وانتهت بعد 45 عاماً بانهيار الاتحاد السوفييتي من الدخل (1991).
تلك الحرب الباردة انتهت عندما تفكك الاتحاد السوفييتي إلى 15 جمهورية، وبرزت بينها روسيا التي احتلت المقعد الدائم للاتحاد السوفييتي في مجلس الأمن الدولي بموافقة أميركا.
التقارب بين روسيا وأميركا أدى إلى قدر كبير من التعاون، ولكن أميركا لم تنظر إلى روسيا كحليف شأن باقي دول أوروبا الغربية، كل ما هنالك أن روسيا لم تعد عدواً في نظر أميركا.
لم تسلم العلاقات الروسية مع الغرب من التوتر، فقد استطاع الاتحاد الأوروبي أن يضم بعض الدول في اوروبا الشرقية التي انفكت عن الاتحاد السوفييتي، فشعرت روسيا بأن هناك محاولة لتطويقها سياسياً، ثم جاء نصب الصواريخ الأميركية التي تهدد روسيا فيما إذا حاولت أن ترفع رأسها وتتمرد على النظام العالمي الجديد نظام القطب الواحد (أميركا).
أزمة أوكرانيا الراهنة تحولت إلى أزمة بين روسيا والغرب، فتبادل الطرفان العقوبات الاقتصادية، وتحول التعاون إلى عداء. وجاء ذلك في سياق من الاختلاف السياسي تجاه قضايا حساسة مثل ليبيا وسوريا.
إنها الحرب الباردة تعود مرة أخرى، ولكن ليس في مستوى الحرب الباردة الأولى، فقد كان الصراع في السابق صراع وجود، يحاول كل من الطرفين القضاء على الطـرف الآخر. وكان الرادع النووي جاهزأً للتدمير المتبادل، بينما صراع اليوم لا يزيد عن تضارب مصالح قابلة للتسوية.
في حينه استفاد العالم الثالث من الحرب الباردة الأولى، واستطاعت دول عديدة أن تلعب على الحبلين وتحقق مكاسب هامة، فكل معسكر لا يسمح بنظيره بالتحرك كما يشاء.
الحرب الباردة الجديدة ستكون مفيدة أيضاً، لأنها تمكن بعض الدول النامية من استغلال الخلاف للحصول على مزايا وحماية، ومن أبرز الأمثلة الحية الصراع في سوريا حيث يدعم الغرب المنظمات المسلحة لتمكينها من إسقاط النظام في حين تتصدى روسيا بالحماية الدبلوماسية في مجلس الأمن والدعم والتسليح.
في هذا السياق رأينا زعيم مصر الجديد يزور موسكو ويتحدث عن التسلح كرد غير مباشر على الموقف الأميركي السلبي تجاه النظام المصري الجديد.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012