أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


ثورة في التعليم

بقلم : جميل النمري
11-08-2014 12:32 AM
يوجد لدى وزارة التربية والتعليم خطة تطوير التربوي على ثلاثة محاور، هي: البنية التحتية، والإدارة، والمناهج. وسوف تناقش وتتوج بمؤتمر تربوي قبل نهاية العام.
المؤتمر ليس الأول من نوعه، ولا الخطة هي الأولى. لكننا نأمل في ضوء نتائج امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' لهذا العام، والحقائق التي كشف عنها الوزير المقدام د. محمد الذنيبات، أن نقوم أخيرا بعمل ملموس وجذري للتغيير.
لقد سبق أن وُضعت خطط وتصورات لمواكبة الثورة المعرفية والمعلوماتية منذ بداية عهد الملك عبدلله الثاني؛ بإدخال تعليم الكومبيوتر واللغة الإنجليزية منذ الابتدائية؛ كما وضعت مبادرات للتعليم. لكن الأمر أثمر عند أقلية محدودة، ولم يؤثر على مسيرة التدهور التي لحقت بالتعليم العام.
عندما يكون هناك 342 مدرسة لم ينجح منها أحد في امتحان 'التوجيهي'، وعندما يصل عشرات آلاف الطلبة إلى المرحلة 'الإعدادية' وهم أميون لا يحسنون القراءة والكتابة، فإنه يحق لنا قرع ناقوس الخطر. وهذا في الجانب الكمي، قبل أن نتحدث عن الجانب النوعي؛ وهو نوعية التعليم والتأهيل والثقافة التي يتلقاها الطالب. وقد حان الوقت لثورة منهجية جريئة.
ورغم التجديد والتغيير اللذين لحقا بكتب التدريس، خصوصا للمواد العلمية، إلا أن بصمة التخلف استمرت وتعمقت في المناهج الأدبية. ويتخلل المناهج توجيه مغرق في السلفية، يؤهل الناشئة لاستقبال التفكير 'القاعدي' حتى لا نقول 'الداعشي'. وابتداء، يجب مغادرة التعليم التلقيني والتحفيظي الغبي. ويجب إنعاش التفكير النقدي والموضوعي لدى الطلبة، وليس ختم عقولهم بالمسلمات. ونحن نقول ذلك منذ سنين، لكن ما تزال مادة سقيمة مثل الثقافة العامة للتوجيهي تعذب الطلبة لحفظها، وهي غير جديرة بالقراءة أصلا، بينما ألغيت مادة الفلسفة من المناهج ولم تعد أبداً، ولا أحد يتجرأ على إعادتها.
ومن الطريف أن أقرأ على موقع 'حبر' (وهي مدونة تقدمية اعتبرت موقعا صحفيا غير مرخص فحظرت) مادّة للمعلمة والصحفية دلال سلامة، تقارن فيها بين مستوى الطالبات اللواتي قامت بتدريسهن في العام 1991 في مدرسة حكومية تقع شرقي مدينة المفرق، وبين مستوى الطلبة اليوم. وتصل إلى نتيجة مفادها أن جودة التعليم لا تتراجع فقط، وإنما تنهار في بلد كان يباهي دوما بنسب التعليم وجودته. وأنا درست في إعدادية وثانوية المفرق في الستينيات، وأعتقد أنها كانت أفضل من التسعينيات التي كانت أفضل من الآن! وبعد ذلك، لنا أن نفكر كيف يمكن لمجتمع أن يتقدم إذا كانت نوعية التعليم تتراجع باطراد على مدار نصف قرن؟!
لم يعد هناك مجال للتغافل والمداراة. وها نحن نرى النتائج عندما تم فرض الرقابة الصارمة على 'التوجيهي'، وقرر الوزير مكافحة الغش والتلاعب مهما كلف الأمر. فامتحان الثانوية العامة الذي كنا نفترض أنه المحطة الفاصلة الأكثر صرامة ومهابة للتقييم، كان قد تحول الى غطاء يخفي حال التعليم وحال المدارس ومستوى الطلبة وأهلية الشباب في بلدنا، ويسمح بالمرور إلى التعليم الجامعي بجواز سفر مزور. ويكمل ذلك نظام بالٍ للقبول الجامعي والاستثناءات التي لا مثيل لها في العالم.
ودعونا من مقولة المدارس والمناطق الأقل حظا؛ فالمدارس التي لم ينجح منها أحد تتوزع على مختلف المناطق. نعم، هناك مناطق نائية وفقر وبيئة غير مؤاتية، لكننا تحايلنا على القصور بمنح ميزات القبول للجامعات بمعدلات أدنى من خلال الاستثناءات، بدل أن نسهر على تطوير التعليم في تلك المناطق. وقد يكون ضروريا إلغاء الترفيع التلقائي، أو وضع محطات تقييم كل 3 سنوات تمنع الترفيع لما بعدها اذا لم يتم اجتياز امتحان مستوى تحت رقابة مشددة، لمنع التواطؤ وللتمكن من المساءلة.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-08-2014 10:59 AM

التعليم وما ادراك ما التعليم .. اقرأ كانت اول كلمة نزلت على سيدنا محمد عليه السلام وكانت بمثابة ثورة على الجهل والتخلف والتبعية حيث لم يكن انذاك مدارس او جامعات وكانوا الجماعة معذورين فعبودية ورق سائدة ومسيطرة على الجميع رؤساء ومرؤوسين..
واليوم وبعد 15 قرن من ذلك الزمان نعود في الاردن الى الوراء جامعيون لا يجيدون كتابعة موضوع انشاء او كلمة تلقى في مناسبه وان وجدت من يكتب كلمة فانه لا يجيد الاملاء واذا وجدت من يجيد الكتابة والاملاء ستجد عنده كم هائل من الاخطاء اللغوية والقواعدية امام هذا العدد الهائل من المدارس المنتشرة في الاردن والذي يزيد عددها عن 1500 مدرسة على اقل تقدير وامام اكثر من 30 جامعه ايضا لعدد سكان لا يتجاوزون 5 مليون فمن المفروض وحسب هذه المعطيات ان يكون عندنا في الاردن فطاحل وعباقرة كابن سينا وابن المقفع وافلاطون وارسطو وانيشتاين ولكن المفاجأة التي اذهلت الجميع ولم تذهلني شخصيا نتائج التوجيهي لهذا العام حيث كنت قد حذرت مرارا وتكرارا وفي مناسبات عامة بوجود مسؤولين من الوزراء والنواب لما الت اليه الامور
والمطلوب الان ثورة في التعليم تشمل مكونات ومرتكزات العملية التربوية والتعليمية وهي :
اولياء الامور , الطالب , المنهاج , المعلم , قوانين وزارة التربية والتعليم .
واهم هذه البنود هو المعلم: حيث يجب ان يكون من نخبة الخريجين ويتم تأهيله كمعلم بدورات محلية وخارجية واقترح ان تكون هذه الدورات في اليابان او كوريا الجنوبية بالاضافة الى تحسين رواتب المعلمين حتى لا يضطر للعمل الاضافي على حساب تحضيره لمادته التدريسية وباختصار كما فعلت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حيث شرعت القوانين والتي جعلت من المعلم مهنه يتمناها الجميع ولا يحصل عليها الا النخبة الخاصة جدا فاعطوا للمعلم راتب الوزير وهيبة الجندي وصلاحيات القاضي وصنفوا الطلبة حسب قدراتهم التحصيلية وليست حسب اهوائهم مما اخرج اليابان من كارثتها النووية في الحرب وها هي تحتل رقم واحد في العالم في مجال التكنولوجيا بسبب المعلم .
قوانين وزارة التربية والتعليم : يجب تحديث القوانين بما يتماشى مع روح العصر مع الحفاض على كرامة المعلم فلا يعقل ان نطالب المعلم بتدريس وتعليم ابنائنا واذا اخطأ خطأ بسيط مع طالب قليل حيا ان نوقفه في السجن تحت مسمى البيئة الصفية الامنه التي تحفظ كرامة الطالب وتضحي بكرامة المعلم فان اردنا كرامة للطالب يجب ان نظمن كرامة المعلم من المتطفلين لان كرامة الطالب من كرامة المعلم، وان يصار الى تأسيس محكمة تربوية للنظر بقضايا
المعلمين والتي قد تحدث مع المعلم اثناء تأديته لواجبه الوظيفي تماما كما هو الحال في المحاكم العسكرية او المحاكم الخاصة ، وان يكون هناك اليه لاختيار المعلم كما اسلفت بحيث تصبح هذه المهنه مهنه جاذبة من خلال مواصفاتها وامتيازاتها وان لا تبقى " شغله للي ماله شغله " او شغله مؤقته في نظر طالبها حتى يجد شغله افضل .
المنهاج : ويجب هنا تحديث المناهج واعادة النظر بما هو موجود فلا يعقل ان نخرج طلبة مفرغين من كل ما هو وطني فمادة التاريخ لا يوجد بها ما يشير الى تاريخ الاردن وتضحياته وانما اقتصرت المناهج على التاريخ لاشخاص بعينهم
فلربط الطالب بوطنه يجب اعطاؤه تاريخ هذا الوطن ورموزه الوطنية ..وصفي التل .. حابس المجالي .. كايد المفلح العبيدات اول شهيد اردني على ارض فلسطين.. راشد الخزاعي ..كليب الشريده .. سودي الروسان .. علي خلقي الشرايري .. قدر المجالي .. دليوان المجالي .. حسين الطراونه وغيرهم كثير، هؤلاء وغيرهم هم تاريخ الاردن بالاضافة الى الحروب التي خاضها الجبش في فلسطين دفاعا عن الاقصى والقدس ومعركة الكرامة وحرب رمضان على الجبهه السورية ومشاركة الجيش في معركة العلمين في ليبيا هذا هو تاريخنا والذي لا يوجد له ذكر في مناهجنا المدرسية والامم التي لا يوجد لها تاريخ تحاول صناعة تاريخ مزور لتربط الامة بوطنها وكذلك الحال لبقية المواد التعليمية ظمن المناهج المعتمدة في المدارس وارى ضرورة ملحة لاعادة مادة القضية الفلسطينية للمنهاج التدريسي ولجميع الصفوف من السادس وحتى التوجيهي .
اولياء الامور والطلبة : وهنا يجب تفعيل مجالس الاباء والامهات في المدارس ومديريات التربية وكل من يخالف التعليمات من الطلاب يتعرض للعقوبة بالانذار 3 مرات يتبعها النقل التاديبي خارج اللواء ثم الحرمان من الدراسة لفصل دراسي لانه وباختصار " من امن العقوبة اساء الادب"
واخيرا ، هذه مرتكزات الثورة التعليمية المطلوبة للخروج من النفق الذي ادخلنا به مسؤولون لم يتقوا الله فينا ولا بالوطن وكل همهم كان ارضاء المؤسسات الدولية التي قدمت لهم القروض باسم التعليم مقابل هذا التفكك والانهيار في العملية التربوية
وهي عملية تجهيل ممنهجةلتدمير الوطن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012