أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


بين السطور..

بقلم : د.محمد ابو رمان
11-08-2014 12:45 AM
تناول حوار 'الغد' مع جلالة الملك أمس، جملة من المحاور الأساسية في الشؤون الإقليمية والمحلية، اتسم أغلبها بالتأكيد على الثوابت الأردنية والمواقف المعلنة في العديد من هذه الملفات، مع إضاءات جديدة ومهمة على تفكير الملك في ملف الإصلاح السياسي الداخلي، وفي الموقف من محافظة معان، وإعداد وليّ العهد وإدماجه في المشهد السياسي وفي شؤون الحكم بالتدريج.
إلاّ أنّه في المقابلات السياسية عموماً، يكون هناك ما بين السطور، وما يمكن قراءته من دون أن يقوله المتحدث مباشرةً، أو ما يسميّه الدكتور حامد ربيع 'المسكوت عنه في النص'. وهو ما يحتاج إلى استنطاق واجتهاد قد يصيب أو يخطئ.
- في الموقف مما يحدث في سورية؛ فإنّ القراءة الملكية تتأسس على استبعاد الحسم العسكري والأمني، لأيّ طرفٍ كان. والحلّ في النهاية يتمثّل في التفاهم ما بين النظام السوري والمعارضة الوطنية المعتدلة على صيغة للمستقبل، تحمل ضمانات وآفاقا لشرائح المجتمع ومكوناته المختلفة.
- في الموقف من العراق؛ فإنّ الحل يعتمد على بناء عملية سياسية وطنية جامعة، تدمج الجميع في النظام السياسي، أي إنّ أساس المشكلة وجوهرها سياسي، يتمثّل في شعور شريحة اجتماعية واسعة بالتهميش والإقصاء.
- البديل عن آفاق الحل السياسي في العراق وسورية والمنطقة العربية، يتمثّل في نمو وانتشار الجماعات والحركات الراديكالية المتشددة، التي تقتات على صراع الهويات الدينية والطائفية، وتتجذّر مع حالة الفوضى السياسية والأمنية والإحباط والاحتقان الاجتماعي.
- يتحدث الملك عن دور المؤسسات الدينية، الرسمية والمجتمعية، في مواجهة الفكر المتطرف، ويبدو لافتاً في حديثه تلك الإشارة إلى دور الحركات الإسلامية المعتدلة، فهل يمكن أن تقوم شراكة سياسية وطنية إصلاحية على هذا الأساس؟
- الوعي الشعبي وتحصين الجبهة الداخلية هما بمثابة العامل الحاسم والأكثر أهمية في بناء قدرة الأردن على مواجهة التحديات والتهديدات، والتكيّف مع التغيرات الإقليمية والداخلية. ومثل هذه الظروف لا يجوز أن تتخذ ذريعةً أو سبباً لفرملة مسار الإصلاح وعرقلته أو إعاقته، بل هي دافع مهم لتعزيز هذا المسار من ناحية، وتأكيد على أنّ المضي بخطوات هادئة متدرجة (النموذج الأردني) تتوازى فيها التعديلات الدستورية والسياسية مع نمو ونضوج الحياة السياسية والبرلمانية، هو الأكثر نجاعة وأمناً في اللحظة التاريخية الراهنة وفي عملية التحول الديمقراطي.
- الخطوات القادمة، في رؤية الملك للإصلاح السياسي، تعتمد على تعزيز اللامركزية، لتخليص مجلس النواب من الدور الخدماتي المرهق، وتحميل ذلك للبلديات والمحافظات؛ بينما تنضج الكتل النيابية، ويتعزّز دور الأحزاب السياسية، ويتم إنجاز قانون انتخاب تجري وفقه الانتخابات النيابية بعد البلدية، وتؤدي إلى نقلة جديدة في الحياة السياسية نحو الحكومة البرلمانية التي 'تتولى فيها الأغلبية النيابية من أحزاب برامجية تشكيل الحكومات'؛ أي إنّ أهداف الإصلاح السياسي تتمثّل في إنضاج أحزاب سياسية برامجية ذات خطاب موضوعي (وهو وصف يستبطن نقداً للحالة الحزبية الراهنة) وتطوير مفهوم الكتل النيابية على هذا الأساس.
- ثمّة رسالة ملكية لـ'الصالونات السياسية' وللسياسيين 'الذين يروّجون لأنفسهم في وسائل الإعلام من فترة لأخرى'، بأنّ هناك استحقاقات سياسية جديدة مبنية على التعديلات الدستورية، مرتبطة بعملية تشكيل الحكومات وعلاقتها بمجلس النواب؛ مثل المشاورات النيابية وعمر الحكومات وبقائها وآليات تغييرها، وهي اعتبارات مختلفة عن الإشاعات والنميمة السياسية.
في هذه النتيجة مؤشر على أنّ حكومة د. عبدالله النسور باقية، على الأقل خلال الفترة المقبلة، إلى العام القادم، ما لم تحدث مفاجآت شديدة، بخلاف الاشاعات التي ملأت الفضاء السياسي خلال الأيام الماضية!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-08-2014 08:41 AM

انت تتقن المجامله يا استاذ محمد فوق التصور

2) تعليق بواسطة :
11-08-2014 08:44 AM

انكار المشكله لايمكن ان يكون باي حال من الاحوال طريقه لحلها اذا كنت فعلا فهمت مافي السطور وما بينها....وسلامتك يا ابو رمان.

3) تعليق بواسطة :
11-08-2014 10:41 AM

نحن بين السطور

4) تعليق بواسطة :
11-08-2014 06:42 PM

الدكتور محمد
سلام الله عليكم ...
لقد ابتلي وطننا منذ حقبة ببعض المحللين الذين تلونوا بكل أطياف الألوان للوصول مقعد عث مهترء مؤقت و سريع العطب ... يسرق من جالسه كرامته و صدق قلمه و إحساسه الإنساني ...

دكتور .. كُثر هُم من يتابعون كتاباتك و يحترمونها و يختلفون معها ... و لكن كل ذلك بمعزل عن شخصك ... لأنك كنت تطرحا رأيك على الملأ .. و للقراء حرية الاتفاق او الاختلاف معك ....

و لكن ... و لكن اخي أنصحك كما انصح نفسي و أصدقائي ان نبقي قلمنا يقدم خلاصة أفكارنا و تصوراتنا ... و ان لا ندخل مستنقع المسكوت عنه كما دخله قبلنا العديدون و فقدوا فيه كل معاني الأخلاق ...
فالملك او الامير او الوزير يستطيع ان يوضح لنا ما يزيد عبر الاعلام مباشرة او عن طريق وكلائهم ... زمن الرسائل المبطنة ولى ... لانه كان فسحة للمتلونيين او اصحاب الأقلام المأجورة و الأجندة المكشوفة التملق الى الحاكم ... لدرجة انهم كانوا يفهمون الخطاب و مضامينه اكثر من قائله و كاتبه ....
اخي العزيز و لك مني النصيحة .. النصيحة لا غير .... ابقي قلمك حرا كالرصاص ... و ابقه طيبا كأصلك الطيب .. و لا تخض مع الخائضين ...

و لك مني كل المحبة و التقدير

الزول


(( لا أستطيع السكوت بعد اليوم ... وطني يحتضر ))

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012