أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


لماذا الجفاء؟

بقلم : جمانة غنيمات
12-08-2014 12:30 AM
يتحفظ كبار المسؤولين على تقديم تفسير مقنع لتواضع الإنفاق من المنحة الخليجية، والذي تؤكد الأرقام أنه لم يتجاوز نسبة 35 % من إجمالي الإنفاق المخصص للعام الحالي.
الحكومة تُحجم عن التفسير، فتظهر فاقدة للقدرة على إقناع الناس بما قد يظنونه فشلا في زيادة الإنفاق، رغم توفر المخصص المقدم من أموال الدول الخليجية. إذ لا يكون من سبب ظاهر لذلك سوى ضعف إمكانات الحكومة على صعيد التخطيط والإنجاز.
هكذا تبدو الصورة، وعلى هذا النحو تُفسر الأرقام. إذ يُقرأ انخفاض الإنفاق من المنحة الخليجية التي تعطي للأردن مبلغ مليار دولار سنويا، في سياق عدم قدرة الحكومة على الإنفاق الرأسمالي.
في العادة، كان ثمة انخفاض في هذا النوع من الإنفاق، وطالما سمعنا قصصاً كثيرة تتحدث عن تسارعه في الأشهر الأخيرة من كل عام كواجب وطني، بهدف التخلص من تهمة انخفاض الإنفاق. وفي سنوات سابقة، كثيرا ما توقفت النسب عند حدود 70 %، أو ربما أكثر قليلا.
لكن هذه المرة هناك ما هو مسكوت عنه، وما تتحفظ الحكومة، بمختلف مسؤوليها، عن قوله صراحة، ويرتبط بمماطلة الدول المانحة في تسديد دفعات الأموال؛ إذ تعطل التدفق من قبل هذه الأخيرة، فيما الحكومة عاجزة لا حول لها ولا قوة.
الحكومة تتبع الأسلوب الناعم، وتتجنب البوح بالحقيقة، خوفا من إزعاج الأشقاء، لعل وعسى أن تسرع وتيرة تقديم الأموال التي يحتاجها الأردن أكثر من أي وقت مضى، بسبب تواضع النمو الاقتصادي، والحاجة إلى تحقيق معدلات أعلى تناسب معدلات النمو السكاني التي قفزت بسبب اللجوء السوري، ومعها الضغوطات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد.
ولولا المعلومات القليلة التي تتسرب من قنوات لا تفضل الكشف عن هويتها، لما عُرف أن الحكومة ربما تكون لأول مرة متحفزة للإنفاق، وتمتلك مشاريع جاهزة قابلة للتنفيذ ضمن شروط المنحة، وقد تم الاتفاق عليها فعلاً.
يهمس المسؤولون، ويتعاملون بأقصى درجات الدبلوماسية في محاولة لحل العقدة. وتلتئم لهذه الغاية اجتماعات كثيرة، إضافة إلى تبادل رسائل إلكترونية طويلة ومتوالية، من أجل شرح الموقف والطلب من تلك الدول الالتزام بتسديد الأموال بحسب الاتفاقيات المبرمة.
الحكومة في موقف لا تحسد عليه؛ فهي من ناحية لا تقدر على البوح، حتى لا تغضب الأشقاء، فيما تجابَه من ناحية أخرى بمستوى نقد عال، واتهامات كثيرة بقصور عملها.
لا أحد يملك إجابة شافية بشأن أسباب عدم تدفق الأموال بوتيرة مريحة، تساعد الأردن قبل الحكومة على تجاوز المرحلة الحالية، والتي لم تخففِ المنحة الخليجية في الحقيقة من حدتها؛ كونها وُجهت للإنفاق الرأسمالي الذي كان ذلك شرطا لها، كما ربطت آلية الدفع بالإنفاق الفعلي، علما أن هذا أمر إيجابي؛ فهو قد يعيق الإنفاق، إلا أنه يضمن في المقابل توجيهه وعدم هدره إلى حد ما.
المحزن أن ثمة تلكؤاً عربياً لا أحد يعرف أسبابه، يعكس ضعف اهتمام الأشقاء بالأردن، رغم معرفتهم التامة بأن جزءا من مشاكل الأردن تفاقم نتيجة أحداث الإقليم التي يتداخل فيها الجميع.
وبعكس ما يجري مع الأردن من تأخر في تقديم الأموال، نشهد كرما كبيرا مع دول عربية أخرى، بما يعيد الحديث والتساؤلات حول سبب اتباع مثل هذا الأسلوب مع الأردن الذي لا يبخل، رغم محدودية موارده، على أي من الأشقاء في أزماتهم، والتي طالما تحمل الأردن كلفها.
خلال العامين الماضيين، لم يتلقَ الأردن منحا إضافية، باستثناء تلك المقدمة في إطار المنحة الخليجية، ما يعكس جفاء للأردن غير مبرر، اللهم باستثناء التعامل الودي الفائض عن الحاجة مع دول ما يزال يُنظر إليها على أنها شقيقة.
غياب الود عن العلاقة حدّ الجفاء، وبالتالي عدم تقدير الحاجة إلى دور الأردن الاستراتيجي، وهو حقيقي ومحوري بالمناسبة، سيزعج الأردنيين الذين يقدمون ما هو ممكن للأشقاء، فيما يعامَلون بغير ذلك!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-08-2014 09:52 AM

هناك مجالات عديدة وكبيرة للأنفاق عليها من المنحة الخليجية وهي مجالات ضرورية ملحة ومعظمها في المجال الخدمي ولكن التقصير من الحكومة لعدم جاهزيتها وعدم تحضير الدراسات والتصاميم الازمة للتنفيذ، وكمثال هناك منطقة واسعة وهي بالتأكيد يوجد مثلها في مناطق اخرى ومحافظات اخرى وهي المنطقة الواقعة جنوب غرب بيادر وادي السير وتضم قرى وأحياء عديدة وكبير وهي الاحياء الواقعة ضمن حوض 14 الدربيات من اراضي وادي السير غرب عمان والمنطقة الغربية من منطقة الظهير والدمينة وأبو السوس والرجاحة وحي الصناعة الواقع غرب مدرسة وكالة الغوث ومنطقة مرج الحمام الغربي وأم عبهرة وربما بلدة ناعور ايضاً هذه المناطق تفتقر الى خدمة الصرف الصحي لعدم وجود محطة تنقية في المنطقة وكان بالامكان خدمتها وربطها بمحطة التنقية التي اقيمت غرب عراق الامير قبل عدة سنوات ولكن تعذر ذلك لسبب أقامة المحطة في مكان خاطئ ولم تخدم الا أحياء جزئية غرب منطقة وادي السير ولو أقيمت المحطة المذكورة الى الجنوب من مكانها بمسافة 1،5 كم لكان خدمت جميع المناطق المذكور ومن الضرورة خدمة تلك المناطق بالصرف الصحي لأنها أصبحت جزء من احياء العاصمة عمان فهذا مجال كبير يمكن تمويله من المنحة الخليجية ولكن يبدو انه لادراسات ولا تصاميم ولا مجرد تفكير لدى الجهات المعنية بذلك والامل من الكاتبة المرموقة جمانة غنيمات المتابعة والاهتمام ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
12-08-2014 01:38 PM

اقتباس : "الحكومة في موقف لا تُحسد عليه؛ فهي من ناحية لا تقدر على البوح، حتى لا تغضب الأشقاء، فيما تجابَه من ناحية أخرى بمستوى نقد عال، واتهامات كثيرة بقصور عملها"*. انتهى الاقتباس.
- الحكومة لا تقدر على البوح لأن اليد السفلى أضعف من اليد العليا، اليد السفلى تعني شحاد لا يحق له الاشتراط، أما من جعل يدنا سفلى فهم سفلة الفساد، ويا أيتها الخبيرة الاقتصادية المخملية منظرة اللبرالية، جديدها وخرابها المعتق، لولا منظومات فساد اللبرالية البغيضة لكفى ووفى فوسفاتنا فقط وجعلنا كالكويت أغنياء، فما بالك بالبوتاس وثروات نُهبت وسُرقت عينك عينك؟! لو بقيت وصرفت مداخيلها بإدارة جيدة لأكل الأردنيون بدل "الهواء" جوز ولوز ولكان لكل شاب عاطل عن العمل وظيفة وبيت وعروس وكان لكل عانس جوز مع اللوز....أما شحاد وبتشرط؟...أو كما قال شياب الكرك : "شخاخ وبده ينام في النص؟!".

إقتباس : "لا أحد يملك إجابة شافية بشأن أسباب عدم تدفق الأموال بوتيرة مريحة، تساعد الأردن قبل الحكومة على تجاوز المرحلة الحالية، والتي لم تخففِ المنحة الخليجية في الحقيقة من حدتها؛ كونها وُجهت للإنفاق الرأسمالي الذي كان ذلك شرطا لها، كما ربطت آلية الدفع بالإنفاق الفعلي، علما أن هذا أمر إيجابي؛ فهو قد يعيق الإنفاق، إلا أنه يضمن في المقابل توجيهه وعدم هدره إلى حد ما " **انتهى الاقتباس.
- من وجه المنح الخليجية لوجهة خدمية ورأس مالية ؟ أليس الحكومة الرشيدة ؟ ماذا لو تم إنشاء وحدات إنتاجية توفر الربح وفرص العمل للعاطلين عن العمل في أطراف الوطن ومحافظاته؟ أم أن هناك نوايا عاطلة بإيجاد قنوات (باي باص) جانبيه لتصب بعض وأجزاء الأموال الخليجية (الشحده) إلى مصبات الفساد ومستنقعاته؟، ويُحرم الوطن من فوائد تنمويه واستثماريه.
- لننظر إلى سوء الإدارة والمصنعية وتنفيذ المشاريع ذات العلاقة وكيف قصرت الدولة بالتخطيط وسوء التوزيع والإشراف وأخيرا تنفيذ المشاريع تحت بند المنحة الخليجية...في سياق ثقافة "مال ببلاش".

إقتباس: "المحزن أن ثمة تلكؤاً عربياً لا أحد يعرف أسبابه، يعكس ضعف اهتمام الأشقاء بالأردن، رغم معرفتهم التامة بأن جزءا من مشاكل الأردن تفاقم نتيجة أحداث الإقليم التي يتداخل فيها الجميع"*** انتهى الاقتباس.
- لا يا أختي الفاضلة كلامك مش صحيح!...ذلك أن البلد كان في الهاوية وقبل الربيع العربي وقبل أحداث المنطقة ومشاكل سوريا ، فهل كانت المديونية صفر قبل الأحداث في المنطقة؟.
- بالعكس الأحداث خففت من الأزمة الاقتصادية ومونت كثيرا من بؤر الفساد وكانت الأحداث وعلى رأسها اللجوء السوري سببا في غنى البعض وكما هو حال الأردن دائما – أغنياء حروب – وكانت الأحداث سببا في سيلان الرساميل إلى داخل الأردن وسببا في الاسترزاق ومد اليد (لله يا محسنين) ذلك أن كثيرا من ألمعوقين ما كانوا ليعتاشوا لولا إعاقة كانت سببا في رزقهم، أزل - إلغي - هذه الإعاقة يموت ، يجوع ،يفنى وهذا حال الأردن "المكرسح" المشلول على مدى التاريخ كمن يقطع يده ويشحد عليها...بدون اليد المقطوعة يموت جوعا ويهلك.

غياب الود عن العلاقة حدّ الجفاء، وبالتالي عدم تقدير الحاجة إلى دور الأردن الاستراتيجي، وهو حقيقي ومحوري بالمناسبة، سيزعج الأردنيين الذين يقدمون ما هو ممكن للأشقاء، فيما يعامَلون بغير ذلك!
- الأخوة في الخليج يعلمون علم اليقين أنهم في دعمهم للأردن فإنهم يدعمون كثيرا من الفاسدين وهم قلقون من غياب الشفافية في صرف الفلوس وقلقون من الفساد ولذلك يتلكئون في الدفع، ثم أن، ما علاقة الود بين الخليجيين والشعب الأردني وهم يعلمون أن لا توافق ولا انسجام بين الأردنيين وحكوماتهم على مدى التاريخ إذا ما استثنينا وصفي هزاع شرف، فلا تحملي الشعب والأردن وطنا وزر علاقة الأنظمة وسوء الظن فالشعب في واد ونظام الحكم في واد آخر.
- الإخوة في الخليج ليس سذج لدرجة كما يعتقد كثير من الأردنيون وكثير من العائلات الحاكمة هناك هي عائلات ذات أصول بدويه - كما في السعوديه والكويت والإمارات-..... والسعوديون فرع من قبائل إعنزه- بدو بفهموها على الطاير- ويعرفون أن السياسة في الأردن سياسة استرزاق ويفهمون جيدا أن الأردن يهرول مسرعا متى ما احتاجوا له ليس حبا بهم أو دفاعا عنهم فإنما أوجد لحماية إسرائيل وعزلا بينها وبين العرب دولا وشعوبا ذات الإمكانات التي ربما أو قد تتسبب بإزعاج للكيان الصهيوني، ويعلمون يقينا أن الأردن يهرول حيث رنين الفلوس فمتى ما احتاجوا له هزوا له ببعض الفلوس والشاطر يلحق!...وحالما نسمع رنين الذهب سنصير نتحدث عن الإخوة والمصير الواحد والعمق الإستراتيجي ووحدة المصير مع الأشقاء في الخليج ...وهكذا دواليك.
- الإخوة في الخليج يُماتحون ويؤخرون بدلال واضح في دفع المبالغ لأسباب تعرفها القيادات ونحن نعرف أن المقصود شراء مواقف ومتاجرة بالسياسات وكالتاجر الشاطر ينتظر حتى " يستوي" ينضج الزبون ويأتي ويقول :" هَيّْتُ لك".
أنصح الكاتبة أن تبتعد عن مخملية النظرة للبرالية النظام وان تنحاز لأوجاع الناس وآلامهم والاقتصاد الاجتماعي ووطن يحتضر ...وطن ذبيح اللبرالية عتيقها وجديديها.
شكرا للكاتبه وتحيه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012