أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


اعتصام المعلمين.. الخبر الأجمل

05-01-2011 08:02 AM
كل الاردن -

أحمد أبو خليل

 

مرة أخرى يؤكد المعلمون أنهم بتحركهم يشكلون اختراقاً توحيدياً للوطن وللشعب في ظل سيادة أردأ أشكال التفتيت الوطني والاجتماعي.

بالأمس أمضى مئات من المعلمين القادمين من كل المناطق مع عدد من أنصارهم ساعتين أمام مجلس النواب احتجوا خلالها على موقف النواب وخاصة رئيس المجلس النيابي من موضوع النقابة. لكن من الواضح أن تحرك المعلمين يتجاوز موضوعياً هذا المطلب النقابي الحق لفئة مضحية نبيلة معطاءة ناكرة للذات هي فئة المعلمين.

التحرك ضروري ومهم على المستوى الوطني وخاصة الآن. وبلا تردد يمكن الجزم أنه لو تتوفر في البلد سلطة حكم راشدة متحملة لمسؤوليتها بالفعل, فإنها يمكن أن تبني على تحرك المعلمين هذا مشروعاً كبيراً تنموياً وثقافياً وسياسياً. إن المعلمين هم الفئة الوحيدة التي تحظى بالاتصال اليومي مع كل الأردنيين من خلال أكثر من مليون ونصف من أبنائهم, ولنا أن نتخيل ماذا سيبث هؤلاء من أفكار وقيم ومعان نحو كل البيوت في حال تمت إدارة موضوع النقابة بما يكفل للمعلمين كرامتهم ومصالحهم وحقوقهم.

إن المعلمين هم الطرف الأساسي في أية عملية تخطيط بعيدة المدى على صعيد إعادة بناء الإنسان. وإن فرصة تحرك المعلمين الأردنيين الحالية من الفرص التي لا تتكرر كثيراً في حياة الشعوب, إذ أن حالات الاندفاع والتوحد والتفاعل عند أية مجموعة بشرية تشكل تجارب نادرة في حياتها, ولا يمكن تأجيل استثمارها أو تأجيل توقيتها حسب الطلب.

من المفاجئ حد الذهول, أن الحكومة وهي ترى حالات العنف والتفتيت والصراعات الفئوية المنتشرة, لا تلتفت إلى ما تتيحه حركة المعلمين من فرصة لرد وطني شامل يعيد للناس ثقتهم بوطنهم وبقدرات شعبهم. ومن المذهل أكثر أن لا تجد الحكومة ما تنشغل به في موضوع المعلمين غير البحث عن وسائل لشق صفوفهم أي لدفعهم نحو التشتت والصدام, والمذهل أكثر وأكثر أن مجلس النواب في أول تجربة له مع جمهور من المعتصمين أصر بالأمس على فض الاعتصام عبر طلب تشكيل لجنة تلتقي الرئيس مع أن المعلمين لديهم عدة لجان لم يستمع المجلس لها قبل الاعتصام, هذا فضلاً عن المجلس وخاصة رئيسه, كانوا واضحين في موقفهم. والمفاجئ والمقلق أيضاً أن وزير التربية الدكتور خالد الكركي يبدو أنه يضحي بأفكار نبيلة حملها وأعلنها وكتبها وألقاها شعراً ونثراً وهي التي أسهمت في تشكيل صورته في الحياة العامة, ولكنه اليوم لا يلتقط فكرة أن المعلمين يوفرون لهذه الأفكار فرصة أن تخرج إلى الحياة وأن تغادر الورق ومنصات الخطابة لكي تعيش بين الناس.

مع كل هذا, لا ينبغي أن ننسى أن المعلمين يوم أمس ذكّرونا بأننا أبناء وطن واحد, وعلينا أن نشكرهم من أعماقنا.0

 

 

 

 

 

(العرب اليوم)

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-01-2011 11:42 AM

من كل قلبي و بإسمي و بإسم المعلمين الذين نمثلهم من خلال لجاننا الوطنية , نشكرا نفسك العظيم معنا , أنت و الكثيرين من أبناء الأردن المعطاء , فأنتم اصحاب طول نظر , في الوقت الذي نرى فيه المسئول قصير نظر ,

لا زلت أذكر لحظة تعارفنا مساءا و سيرنا ليلا من القطرانه بإتجاه الكرك الآبيه , في مسيرة أدما , حيث كنت صديقا و أخا مؤازرا و ناصحا لكل المعلمين , لك منا كل الاحترام و التقدير , وسنكون عند حسن ظن الجميع بنا , فنحن أصحاب رسالة لن نتخلى عنها ابدا من أجل الأردن و جميع أبناءة , نحن نحمل هما وطنيا بين ظلوعنا , لا تحمله أساطيل الحكومة .

2) تعليق بواسطة :
05-01-2011 02:27 PM

حكومة هي من يصنع الشقاق والصدام بين أبناء الوطن وللكلام تفصيل طويل نكتفي بهذا

3) تعليق بواسطة :
05-01-2011 04:20 PM

رائع انت انسان انت صحفي موضوعي تنصف صاحب الحق كلماتك معبرة لك كل الشكر والتقدير استاذ احمد ابو خليل

4) تعليق بواسطة :
05-01-2011 05:09 PM

خالد الكركي حكي فاضي

5) تعليق بواسطة :
05-01-2011 09:15 PM

تـــــــــــــابـــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــوا
خـُــــــــــــــــــطـــــــــــــــــاكــــــــــــــــــــــــــم

6) تعليق بواسطة :
05-01-2011 11:08 PM

مشكور كلام جميل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012