أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


حتى لا نكون عبئاً على هذا الوجود..!

بقلم : حسين الرواشدة
05-09-2014 12:35 AM
بمقدار ما تهتم بأمور الناس فانت منهم ، وبمقدار ما تفهم الاسلام وتدرك مقاصده وطبيعته تجد نفسك ملتحماً مع قضايا الانسان (من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم) ، (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين) ، فالى هذه الدرجة يمكن ان يكون الانسان مكذباً بالدين ، او جاهلا فيه ، والى هذه الدرجة يمكن ان (ينتفي) حضوره في دائرة (الملة) الواسعة: الاسلامية والانسانية ، والسبب عدم تبني قضايا من حوله او الاهتمام بها ، او التعامل معها بمنطق (الاهمال).
في الدين ، ثمة قاعدة عامة للشراكة الانسانية التي تنفي الفردانية والانانية ، وتدعو الى التعددية والتضامن والتكافل والايثار بين بني البشر ، فامتحان الدين - اي دين - ليس فيما يتضمنه من تعاليم واحكام وارشادات فقط وانما فيما (يرسخه) داخل الانسان من قيم فاضلة ، تتحرك على الارض لتصلح النفوس وتعين الاخرين وتترقى بكل من على الارض الى ذروة الكمال الانساني حيث لا كراهية ولا خوف ولا حاجة او عوز او عبودية.
الايمان الفردي - او الصلاح - لا يكفي ما لم يقترن بايمان الجماعة واصلاحها ، وفي اشارات القرآن الكريم الى (الايمان والعمل الصالح) ما يؤكد ان الشعور او الاحساس حتى لو وصل الى درجة اليقين لا يتم قبوله الا اذا اقترن بالعمل الصالح ، فالعمل هو الذي يمحص المؤمن الحقيقي من المغشوش ، والانسان الفاعل من الانسان الذي يشكل عبئاً على هذا الوجود.
اذن، مقياس التدين الصحيح هو حسن المعاملة ، فبمقدار ما يعبر سلوكك وذوقك عن الاسلام وقيمه واخلاقياته بمقدار ما تكون قريبا من الله ، ومطيعا لتعاليمه ، وفاهما لطبيعة الدور والوظيفة التي خلقت من اجلها ، وهي بالتعبير القرآني العبادة بمعناها الشامل الذي يخرج من النص الى الحياة.. ومن عمارة الدنيا الى عمارة الاخرة ، ومن الصلاح الى الاصلاح .
خطاب”الخلاص الفردي” ايضا يتعارض مع ما اتفق عليه فقهاؤنا من ضرورة انزال الخطاب في محله،بمعنى ان احوال الامة ومشكلاتها تحدد الخطاب المطلوب توجيهه للناس،فالسلام له خطابه والحرب لها خطابها،وحين تضعف المجتمعات تحتاج الى خطاب يحثها على النهوض،وحين تنتشر غوائل التمزق والخوف وازمات الغلاء والضيق يفترض في الخطاب ان يكون متوجها نحو تخليص”الجماعة” كلها من مشاكلها
ما اكثر الهموم التي يعاني منها انسان اليوم ، وما اشد حاجته الى من يتوجه اليه بالتعاون والمساعدة ، وتلك كانت مهمة الانبياء الذين ارسلوا الى الناس ليجيبوا عن تساؤلاتهم ، ويعتنوا بأموالهم ، ويلتحموا مع همومهم ، ويردوا عنهم الحيرة والخوف والقلق والاحباط.. وتلك ايضا مهمة العلماء ورئة الانبياء ، ومهمة الانسان المؤمن الذي لا يطيب له خاطر او عيش الا اذا اطمان بان غيره ينعم به ويسعد فيه.
الاهتمام بامر الناس من اجل (التقوى) لا من اجل الاستخدام او التوظيف ، ومن أبوابالشفاعة الحسنة والمشروعية لا الشفاعة السيئة (الواسطة والمحسوبية) وعلى طريق عمارة الارض بالصلاح والخير هو (الفريضة) الغائبة التي نحتاج اليوم الى احيائها كقيمة دينية وانسانية فهل من يؤذن بالناس من اجل ذلك؟ نتمنى.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2014 01:45 AM

من صفحة هذا الكاتب الكريم، اذكر الكتاب والصحفيين والعلماء وعلماء الدين بضرورة استدراك أمر خطير جدا ، ولربما هو من أحد أهم أسباب التطرف الديني، ألا وهو مشكلة انتحال شخصية عالم دين، وهذه أخطر من انتحال شخصية طبيب أو مهندس،

فبكل بساطه وفجأة تجد شخصا معينا أمضى من عمره عشرات السنين بالفساد والجهل والعبث وفجأة فإذا به لابس عمامة العلماء ولحية طويلة وينصب نفسه فقيها وعالما ومدرسا وحتى مفتيا بكل شيء،

وحتى يثبت للناس أنه فهمان، يبدأ فتاويه بتكفير المسلمين، والناس، وغيرها من البدع والضلالات التي لا يمكن لرجل دين عالم أن يقترفها.

رجل الدين، هو ذلك الورع التقي منذ نعومة أظفاره، خريج مدرسة دينية كالأزهر، ويشهد له العلماء والناس أنه رجل دين، ملم بعلوم الدين والدنيا والاخرة، ذكي فهمان، وبعيد عن أبواب السلاطين، ويبشر ولا ينفر ولا يمكن له لأن يكفر أحد.

نرجوا من حضراتكم اتحافنا بالمزيد عن هذا الموضوع!

2) تعليق بواسطة :
05-09-2014 07:37 AM

لي صديق من ايام الغربة للدراسة الجامعيه في السبعينات الان هو رجل اعمال وهو كويتي الجنسيه اختلفت افكاره وتغير منطقه بعد حرب الخليج صارحني قبل 8 سنوات بقوله ان الله هداه وانخرط مع حزب الاخوان المسلمين .
من الاصدقاء المقربين لهذا الشخص كان مغني الاوبرا الراحل الايطالي بافاروتي . وهناك شبه كبير بالحجم والشكل بينهم . جلسنا في الامس نتناقش من حديث الى حديث دخلنا في السياسه سألته عن راي الاخوان في صفقة لشراء الغاز الموقعة بين الاردن واسرائيل بقيمة 15 مليار دولار ؟ اجاب استغفر ربك يا رجل هل انت تؤمن بان ارض فلسطين العربيه ملك للكيان الصهيوني ، قلت طبعا لا ارض فلسطين مغتصبه من اليهود ، فقال اذا الاردن تستورد الغاز الفلسطيني المستخرج من السواحل الفلسطينيه التي يغتصبها اليهود . لا فرق بين استيراد الغاز القطري او السعودي او الاماراتي او الكويتي فهو ايضا مغتصب من قبل العائلة الحاكمه !! ظننت ان الرجل يمزح او يتكلم من مرارة الاوضاع ، لكن بعد نقاش استمر لساعات اتضح انه جاد بتفكيره حتي لو ان الاموال التي تسرق من بيع خيرات فلسطين تدفع لتسليح جيشها المستغل لقتل شعب فلسطين.. الخ. لكن حجته التشابه برايه باستغلال سرقة اموال الشعب من قبل الحكام العرب لصناعة جيوش تستغلها لقتل شعوبها ان ثارت ضدهم . في النهاية بعد تدخل الاصدقاء انتهي التشنج وحدية النقاش ، سالته انت الان في المانيا و تتنقل باوروبا وعبر مطاراتها وتسير بشوارعها واسواقها !! هل تفعل ذلك بالكويت والبلدان العربية تسير بالشوارع وانت تضع حلق من الالماس على اذنك اليمني وتدعي انك من حزب الاخوان ؟؟ !! بعد ان ضحك هو والجميع اجاب انا رجل اعمال وان الغاية تبرر الوسيلة !!؟؟ . وهذه نصيحة من صديقي الراحل بافاروتي قال لي ان اردرت ان تكسب الوقت بتنقلك عبر مطارات ومراكز الحدود في اورويا فضع حلق باذنك تبعد عنك شبهة انك عربي مسلم ؟؟!! ولا يلتقفك رجال الامن او يستوقفوك للتحقيق .
كنا نقول شباب اخر زمن ، والان نقول اخوان اخر زمن .
اربعة عشر قرن مرت لم يتحد علماء المسلمين لتفسير اية من القران الكريم ولم يجمعوا على سبب واحد مؤكد لصدور حديث عن الرسول صلى الله علية وسلم .
شكرا للكاتب المبدع الاستاذ حسين الرواشدة على مقال ، اعتقد ان على علماء المسلمين ان ينظموا مؤتمر اسلامي لإعتماد تفسير موحد للاحاديث الشريفة والايات الكريمة يترجم لكل اللغات بعدها تغلق كافة التفسيرات والاجتهادات ولا تفتح الا من قبل علماء منتخبين ، ولا يسمح باي واعظ او امام او داعية .. ان يتجاوز سقف هذه التفسيرات والاجتهادات مهما كان صفته او مكانته وتحت طائلة العقوبات . و توقع علية كافة الدول الاسلاميه . ويعامل مثل القانونا او الدستور لحين .

3) تعليق بواسطة :
05-09-2014 06:00 PM

نعتذر عن النشر

4) تعليق بواسطة :
05-09-2014 07:13 PM

المحرر: شكراً. وصلت الملاحظة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012