أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


رداً على وزيرة الداخلية البريطانية

بقلم : ماهر ابو طير
07-09-2014 12:33 AM
تكتب وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي مقالا في «تلغراف» البريطانية تعترف فيه ان اكثر من خمسمئة بريطاني سافروا للقتال في العراق وسورية، وانه تم حتى الان سحب جنسيات ثلاثة وعشرين شخصا منهم، باعتبار ان هؤلاء بريطانيون مجنسون، وليسوا بريطانيين أصليين!.
تقول الوزيرة في مقالها ان الحق الملكي البريطاني يبيح للحكومة سحب الجنسيات، كما ان من صلاحياتها كوزيرة سحب الجنسيات، بالاضافة الى أن من يحملون جنسيات مزدوجة بريطانية واخرى يكون سهلا سحب جنسياتهم فوق الملاحقة القضائية.
تسأل في مقالها سؤالا مهما، اذ تقول انها تريد ان تعرف ما الذي يدفع هؤلاء للذهاب للقتال في هذه المناطق، والسؤال مفتوح على اجابات مختلفة، خصوصا، ان الجيل الذي يترك بريطانيا او دول غربية، ويذهب للقتال، اغلبه من الجيل الثالث من المهاجرين؟!.
بداية لابد من الاشارة هنا، الى ان اول من اسس لفكرة القتال تحت مظلة جهادية، كان الغرب عموما، وهذا الزرع الذي نراه اليوم هو نتاج لما رأيناها في افغانستان خلال الوجود السوفياتي، وتسهيلات الغرب لالاف الشباب للذهاب والقتال ضد الاتحاد السوفياتي باعتباره دولة كافرة، ولقيت هذه التسهيلات دعما ماليا وعسكريا ودينيا، من اغلب الدول العربية، التي فتحت دولها مراكز دعم وتبرع ومساندة لهذه الجماعات، والسحر هنا ارتد على الساحر!.
هذا يعني ان ما نراه اليوم، فرع من اصل، وذاك الاصل وعلى الرغم من جذوره التاريخية، الا ان رعايته في هذا العصر تمت على يد الغرب، اولا.
ثاني النقاط المهمة ما يتعلق بسحب الجنسيات، فهذا يؤشر من جهة ما، على عقم الحلول، لان سحب الجنسية قد يكون سهلا بحق من يحارب مع هذه الجماعات، اذا كانت جذوره اسلامية او عربية، وماذا بامكان الوزيرة ان تفعل لو كان المقاتل بريطانيا، اعلن اسلامه، وجذوره لا تنتمي لهذه المنطقة، اساسا، فهل يمكنها هنا ان تسحب الجنسية من بريطاني من لندن او كارديف او اي منطقة اخرى؟!.

سحب الجنسيات هنا، تخويف لابناء الجيل الثالث من المهاجرين عمليا، لكنه يقر فعلياً بكون الجنسية هنا، من طبقتين، او درجتين بهذه الطريقة في اهم ديموقراطية غربية.
النقطة الثالثة التي تنفق فيها مع خلاصات مقال الوزيرة تتعلق بالسؤال حول الذي يدفع الجيل الثالث من ابناء المهاجرين في بريطانيا والغرب، للتخلي عن كل حياتهم وامتيازاتهم، والذهاب للقتال، وهذا يؤشر على خلل يتعلق بكون الجاليات العربية والاسلامية متحوصلة، وهذا مانراه في بريطانيا، في احياء وجمعيات ومظاهر واضحة، فلم ينصهر هؤلاء في المجتمع البريطاني، ولم يقبلهم هذا المجتمع ايضاً بشكل كامل.
غياب الدولة سياسيا واعلاميا عنهم بغير الحقوق والواجبات، وضعف الاتصال، انتج جيلا يشعر بالفراغ، فلا هو بريطاني تماماً، ولا هو منسوب تماماً الى هذه المنطقة، وهذا يفرض مراجعة الحلول كلياً، بغير وسائل المراقبة، او الملاحقة القضائية، او اللجوء الى الواجهات المعتادة غير المؤثرة في بريطانيا، من اسماء وجمعيات وشخصيات اجتماعية، اذ ان هناك هوة في الاتصال، والتجسير هنا، قد يلغي اغلب مظاهر المشكلة، بين بريطانيا ومواطنيها المسلمين، وهذا تجسير لايتم عبر افطار رمضاني يقيمه ولي العهد البريطاني، مثلا، بل الحاجة لما هو اعمق، من اللفتات.
عدد المقاتلين الاجانب، من حملة الجنسيات الغربية في العراق وسورية، تصل تقديراتهم الى عشرين الف شخص، والرقم يصب في اطار اليمين الغربي الذي يحذر من الجاليات، لكنه يفرض على الغرب عموما حلولا لا تتوفر حتى الان، لان كل الحلول من التلويح بسحب الجنسيات، وصولا الى الملاحقة القضائية، لم تخفف من هذا الاندفاع.
سؤال الى وزير الداخلية البريطانية: بماذا سيؤثر التهديد بسحب الجنسية، على انسان يترك كل شيء، ويذهب للموت،والاجابة سهلة، و في هذا الاجراء، مساس بحقوق المرء القانونية وان كان مجرما، كما ان الردع في هذا الاجراء يبدو هو المفيد جزئيا، فقط، حتى لحظة اتخاذ القرار بالهجرة للقتال، ولحظتها لن ينظر المرء خلفه؟!.
سؤال وزير الداخلية البريطانية، لا يختلف عن مضمون السؤال الذي وجهه الامريكيون بعد احداث سبتمبر تحت عنوان يقول «لماذا يكرهوننا» وعلينا ان نلاحظ ان كل الاجابات سطحية، ولم تصل الى عمق الواقع، من اجل تعديل المشهد وما فيه من ملاحظات؟!.
في بريطانيا قصة تختلف عن الولايات المتحدة، فالاسلام هو الثاني في بريطانيا، وهذا يفرض على لندن، عقلا استراتيجيا، يعيد التفكير بكل قصة الجيل الثالث، للتخلص من اي اخطار قد تضر الداخل البريطاني، وفي هذا الضرر شمول ايضا للمسلمين، وليس لبقية مواطنيهم البريطانيين فقط، لكننا هنا نقول ان اسهل الحلول تلك الامنية وتلك القائمة على سحب الجنسيات والمحاكمات، والاصل البحث عن حلول جذرية تنزع الاخطار،جذريا، دون التهديد بالاجراءات، او مناخات اضافية من الخوف والشكوك والكراهية.
على الوزيرة ان تلاحظ انه كلما سحبت جنسية مقاتل، كلما سافر عدد اكبر، وعليها ان تسأل عن هذه النتيجة العكسية قبل كل شيء؟!.

الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-09-2014 07:56 AM

على الغرب ترحيل كل الجاليات التي لا تحترم القانون

2) تعليق بواسطة :
07-09-2014 10:14 AM

اوافق راي وزيرة داخلية بريطاتيا..بكرورة سحب جنسبات المجنسين
وهو اجراء من حق الملك الملكي البريطاني
نعم يا ماهر
بريطانيا العظمى..وكل دول اوروبا واغلب دول العالم
تقسم مواطنيها لنوعين
البريطاني اﻻصلي/ مواطن اصلي وهذل جذر البلد وﻻ يمكن سحب جنسيته
المجنس/ مواطن مستورد..وهذا اسحب جنسيته وحقوقه ليست كحقوق اﻻصلي

3) تعليق بواسطة :
07-09-2014 12:15 PM

لا افهم ما هو قصد الكاتب فهل يقصد ان على الغرب ان يدللو الارهابيين اكثر ويعطوهم حقوق اكثر والا فانهم سيؤذون الغرب اكثر ويخربون ديمقراطيتهم وحرياتهم !!اعتقد طفح الكيل مع الغرب وان وديمقراطيتهم ليست ضعفا كما يظن الارهابيين وحرياتهم ليست بلا جدود كما يتوهمون فالقانون فوق كل شىء وبريطانيا من حقها ان تحمي ديمقراطيتها بمنع اساءة استغلالها . هؤلاء الارهابيين يستعملون الحريه والديمقراطيه في بريطانيا للاساءه الى بريطانيا ومواطنيها فاقل شىء يمكن اجرائه معهم هو سحب الجنسيه وهذا مجرد اجراء واحد يلزمه اجراءات اخرى تتبعه ولا اظن بريطانيا تجهلها .

4) تعليق بواسطة :
07-09-2014 12:44 PM

يا رجل الطهراوي مش راكبة اردني اصلي زي العدوان والعبادي وبني صخر اسمك غريب عن الاردن ومن وين صرت اصلي شي غاد

5) تعليق بواسطة :
07-09-2014 01:06 PM

وهذا دليل على ان من يحمل جنسية البلد ليس لاضروره مواطن لهذه البلد بمعنى المواطنه الحقيقيه فالمواطنه تختلف عن الجنسيه . الجنسيه مجرد جواز سفر وحقوق وواجبات رسميه اما المواطنه الحقه فهي حب الوطن والانتماء له والحرص عليه وعلى قيمه وثقافته.
لكن ممكن جدا ان يحمل الانسان جنسية بلد يكرهها في داخله ولا يؤمن بقيمها وبثقافتها ويسعى لخرابها وهذا وارد في كل بلد في الدنيا بمافيها الاردن .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012