أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


داعش وإسـرائيل وجهان لعملة واحدة؟

بقلم : حسين الرواشدة
09-09-2014 12:31 AM
ما هو وجه الشبه بين داعش و اسرائيل؟ هنالك ثلاثة أسباب - على الأقل - تدفعني الى طرح هذا السؤال، الاول يتعلق بطبيعة نشأتهما وتحولهما السريع من مجرد تنظيمات مسلحة الى دولة، و الثاني الصورة التي حاول كل منهما ان يقدمها للآخرين وهي على وجهين : وجه ( للترويع) وآخر (للتلميع) ، أما الثالث فهو الهدف الذي انيط بهما، حيث زرعت اسرائيل في قلب عالمنا العربي لتهديده وتفتيته فيما وضعت داعش كسكين في خاصرته للغاية ذاتها.
حين ندقق في الصورة نكتشف على الفور بأن اسرائيل (كدولة) تحمل الهوية اليهودية، اعتمدت على ( التلمود) في تبرير سياساتها، وبالتالي فإن الدين هو العامل الاساسي الذي قامت عليه منذ نشأتها لتسويغ اجرامها ولاقناع اليهود بالهجرة الى فلسطين، كما أن (داعش) كدولة تحمل الهوية الاسلامية اختزلت الدين وتغطت بغطائه في اطار بناء الخلافة واقناع المسلمين بأنها جاءت لتحريرهم من الاستعمار، نكتشف ايضا بأن الدولتين ( اليهودية) و( الاسلامية) تم اشهار وجودهما في ظروف متشابهة، الاولى مع بداية حركة التحرر العربي من الاستعمار الاجنبي، والثانية اثناء مخاضات وثورات الشعوب العربية للتحرر من الاستعمار الوطني، نكتشف - ثالثا- بأن الدولتين فاجأتا العالم بما لديهما من قدرة على ( الترويع) والقتل، وبما حازتا عليه من قوة عسكرية، وبأعداد الذين انضموا اليهما من كافة انحاء العالم تحت لافتة
( الدين) ومن أجل إقامة ( الوطن القومي) أو إقامة ( الخلافة الاسلامية،ونكتشف رابعا بان العصابتين استخدمتا فلول جيوش اخرى للهيمنة والتمدد والاستيلاء على مساحات واسعة من الارض.
حين ندقق أكثر نجد أن نشأتها كانت ( غامضة) ، ورغم أن ثمة شروطا ذاتية وموضوعية يمكن أن تفسر هذه النشأة ، الا ان ( لغز) النجاح الذي تحقق لكل منهما في مدة قصيرة، لا يمكن فهمه الا في سياق (تواطؤ) عالمي، وبالتالي فإن وجودهما يعبر عن ( صناعة) اكثر مما يعبر عن ( ولادة) طبيعية.
على صعيد ( الاداء) ايضا تصرفت الدولتان بالمنطق ذاته، وهو منطق يجمع بين ( الترويع) و( التزيين) ولنا أن نتذكر ما فعلته المنظمات الصهيونية من قتل و تدمير وابادة لدفع السكان الفلسطينيين الى الهجرة من بلادهم، ثم ما فعلته الدولة الاسرائيلية لاحقا من ( انتهاكات) بشعة في حروبها مع العرب و الفلسيطين ( آخرها في غزة)، ثم لنلاحظ الصورة الاخرى التي تقدمها للعالم كدولة (ديموقراطية) متحضرة، وهو ذات النموذج الذي اعتمدت عليه داعش، حيث مارست عمليات القتل والترويع وطرد المسيحيين وغيرهم، وذبح
(الاجانب) والمختلفين معها، فيما حاولت تلميع صورتها الانسانية من خلال توزيع الرواتب والصدقات وتزويج الشباب وتوظيفهم، واللافت أن (الدولتين) تعمدتا الفصل بين الرسالة المطلوب توجيهها للمتعاطفين معها من جمهورها
(رسالة جاذبة وملهمة) والاخرى المطلوب توجيهها للاعداء وهي رسالة زاجرة تعتمد على التخويف والصدمة.
يمكن الاستطراد - بالطبع- في تفاصيل الشبه بين الدولة اليهودية و الاخرى الاسلامية، وهي متعددة ومثيرة حقا، لكن المهم هو ما وراء هذا التشابه، وفيما اذا كان مجرد صدفة أم (عمل مقصود) ومرتب، ثم الهدف منه، وسنلاحظ هنا أن ( النموذجين) يحملان دمغة ( انتاجية) واحدة، وهذا يقتضي احتمال ان تقف وراءهما قوى تتلاقى على مصالح موحدة، فهما لم ينزلا علينا من الفضاء الافتراضي وانما ( صمما) في الزمان و المكان المناسبين لتحقيق اهداف متشابهة، وان كانت متناقضة في الشكل، وبالتالي فإن استمرارهما مطلوب وفق صيغ محددة سلفا، حتى وان بدا لنا بأن العالم يقف ضدهما احيانا أو يتحالف لضرب احدهما وتدميره.
لايوجد أي حل (لالغاز) هذا الاستنفار الكبير لداعش ( تسيطر على نحو 35 % من الاراضي السورية و 45% من العراق، وعدد مقاتليها نحو 80 ألف وموازتنها نحو 3 مليارات) الا في سياق واحد وهو سياق ( الفخ) الذي تم زرعه بدقة لاصطياد عالمنا العربي و الاسلامي، واستدراجه وتخويفه، صحيح ان ثمة ظروفا وشروطا ذاتية كانت حاضرة وبقوة (لزراعة ) هذا الفخ وتبرير وجوده، وهي تتعلق اساسا بسؤال ( بالدولة) : والمقاربة هنا هي بين الدولة القائمة و الاخرى النائمة، الدولة التي تدغدغ مشاعر الشباب المسلم باسم
(الخلافة) و العزة و الغلبة و الاخرى النائمة في عسل الاستبداد والفقر والاستبداد، لكن الصحيح ايضا ان هذه الظروف والشروط لا تكفي وحدها لاشهار ( الدولة الاسلامية) بمثل هذه السرعة و القوة و الفاعلية التي تمكنت منها في عدة شهور ، وبالتالي فان من واجبنا ان نبحث هنا في اوجه الشبه بين اسرائيل وداعش لنفهم ما حدث وما يفكر به غيرنا ويريدنا ان نقبله ونتبنى روايته...
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2014 12:51 AM

الاولى ان نسأل ما هو وجه الشبه بين ماتكتب وما يفتريه الاعلام الامريكي الاوروبي الصليبي والاسرائيلي الصهيوني واعلام المنافقين العرب وانظمتهم العميله .
انت تكتب في نفس السياق ونفس الكلام وتردد نفس الافتراءات !
وبطريقه تظن انها مقنعه ومؤثره
اذن ما وجه الشبه بينك وبينهم؟

2) تعليق بواسطة :
09-09-2014 10:03 PM

الفت انتباه الكتاب والصحافيين والمفكرين الكرام، إلى الملاحظة التالية


لماذا كرر الله تعالى قصة موسى عليه السلام وقصص بني اسرائيل بشكل ملفت للانتباه، وأكثر من غيرها؟

الجواب: حتى لا نقع في الأخطاء التي وقع بها اليهود، وأهمها:


1. انتحال الدين ممن ليسوا له بأهل وأهمها قصة السامري الذي أراد انتحال المكانة الدينية لنبي الله موسى بكل حقد وكراهية وحسد، فكل من ينتحل صفة الدين وأهل الدين ومكانة الأنبياء والعلماء فهو سامري، ومنطقه يقول:أنا متدين، ولماذا لا يتبعني الناس ويخضعوا لي؟ ولماذا موسى فقط؟؟ ولماذا خص الله الدين بال بيت ابراهيم وموسى وعيسى والأسباط والحواريين وال محمد؟؟؟ أنا متدين أيضا ويمكن أن أكون اماما وخليفة وزعيما وقائدا، وليس فقط من فضلهم الله؟؟؟

هذه الفكرة هي التي دمرت الموروث الديني، وهو الخطأ القاتل الذي وقعت به اليهود. ومنشاه الحسد لمن فضل الله واختاره لدينه.

2. التشدد والتعصب بالدين، حتى أنهم استباحوا القتل وقتل الأنبياء على أهوائهم باسم الدين،

وهكذا الدواعش وصل بهم التعصب الديني، انهم لا يروا من الدين الا سطحياته وقشرياته، واستحلوا بالقتل من يريدون ومن هم ضدهم، بنفس الطريقة اليهودية في التفكير والتطبيق.

مع أن كثيرا منهم لا يعلمون من الدين شيئا، وعلمهم علم رواية وحفظ وليس فهم ودراية ولا يعلمون ما يقولون ، يحفظون النصوص غيبا، ولا يجيدون الفقه والفتوى، وليسوا بخريجي مدارس دينية، كالوهابيين. وكثير منهم لا يعلم أين الشرق والغرب؟؟؟

وهنا سهل استغلال التدين والمتدينين من قبل القوى المتغطرسة، فاستغلت بريطانيا الخبيثة التدين اليهودي لاحتلال فلسطين واذلال العرب،

وهكذا تستغل أمريكا تدين داعش الأعمى لتفريق العرب وتدمير بلادهم.

حقا كما قال رسول الله (ص) هلك المتنطعون.

3) تعليق بواسطة :
29-09-2014 08:04 PM

عنوان غير صحيح والسبب كل الذين اعلنو الحرب على داعش هم من اصدقاء اسرائيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012