أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


غاز إسرائيلي: ترى من المستفيد؟

بقلم : جمانة غنيمات
09-09-2014 12:33 AM
بالإعلان عن توقيع اتفاق مبدئي لاستيراد الغاز الإسرائيلي، تعيدنا الحكومة إلى فكرة المصدر الواحد للطاقة، رغم النصائح الكثيرة والمتكررة بضرورة تنويع المصادر، بعد تجربتي النفط العراقي والغاز المصري.

فخيار المصدر الوحيد مجرب، وما يزال يوقع خسائر بالاقتصاد حتى اليوم، متسببا بأزمات مالية كبيرة تظهر تأثيراتها واضحة. إذ يكلف دعم شركة الكهرباء الوطنية مبلغ 5 ملايين دولار يوميا، جراء انقطاع الغاز المصري، والاعتماد بدلا منه على الوقود الثقيل في إنتاج الكهرباء.

الحكومة، بعد سنوات من الأزمة، وتنظير طويل حول إدارة ملف الطاقة، تعيدنا إلى المربع الأول، بأن تقرر استيراد كميات من الغاز الإسرائيلي تعادل حاجة المملكة. إذ تكشف تفاصيل الاتفاق أن الكميات المتفق عليها تبلغ 45 مليار متر مكعب من الغاز، على مدى 15 سنة هي مدة الاتفاق؛ أي بكمية تصل 3 مليارات متر مكعب سنويا، أو 8.21 متر مكعب يوميا.

وبتحويل المتر المكعب إلى قدم مكعب، يكون حجم كميات الغاز الإسرائيلي البالغة نحو 300 مليون قدم مكعب سنوياً، مساوية لكامل استهلاك المملكة من الغاز؛ الأمر الذي يثير الهواجس من خشية تكرار سيناريو الاعتماد على مصر والعراق، مصدرين وحيدين للطاقة.

القصة مريبة، وثمة تفاصيل ظهرت خلال الفترة تصب في اتجاه واحد، هو محاولة تعطيل وتأخير مشاريع الحصول على الطاقة من مختلف المصادر المحلية. فمثلا، ما تزال الشركة الإستونية تعاني من بيروقراطية حكومية تحول دون توقيع الاتفاق النهائي للبدء بإنتاج الطاقة من الصخر الزيتي.

ومشاريع الطاقة المتجددة ليست بخير أيضا، بعد أن وجهت لها الحكومة صفعة قوية بإلغاء عطاءات المرحلتين الثانية والثالثة منها، فيما الجدل قائم حول الفشل الرسمي الكبير في إدارة ملف الطاقة الذي يشكل الخاصرة الرخوة لاقتصاد البلد منذ سنوات.

المصدر المحلي المنسي والمهمل دائما هو غاز الأردن الطبيعي، من حقوله المختلفة، ولاسيما حقل الريشة الذي تشير دراسات شركة البترول الأردنية العلمية إلى إمكانية زيادة إنتاجها من الغاز لتصل 100 مليون قدم مكعب سنويا على الأقل، وبما يشكل ثلث استهلاك المملكة من الغاز.

لكن الحكومة ترفض الإيمان بطموحات الشركة وآمال خبرائها الأردنيين، الذين يؤكدون قدرتهم على زيادة الإنتاج في حال تعاملت الحكومة مع الشركة على النحو الذي تتعامل به مع الجهات الخارجية فيما يتعلق بسعر الغاز المنتج. إذ تشتري الحكومة الغاز من الشركة الوطنية بسعر دولارين لكل مليون قدم مكعب، فيما تدفع للمصريين 5 دولارات مع كثير من الامتنان، ولإسرائيل -بحسب ما نشر من معلومات أولية حول الاتفاق- 9.5 دولار. هذا فيما تقدر الأسعار العالمية بحوالي 13 دولارا لكل مليون قدم مكعب.

مبدأ التوقيع اليوم للحصول على غاز إسرائيلي، عبر شركة أميركية، تحوم حوله العديد من الشكوك، خصوصا فيما يتعلق بالكميات المتفق عليها، والتي تضع الأردن تحت رحمة إسرائيل. أما السرية في القرار، فيفسرها علم الحكومة العميق بأن مثل هذا التوجه لا ولن يروق للشارع الأردني، الذي يرى في إسرائيل عدوا، كما أنه قرار لا يقدم ضمانات بعدم تكرار تجربة الماضي؛ فإذا كانت الدول الشقيقة قد قطعت عنا مصدر الطاقة الوحيد، فكيف ستكون الحال مع العدو والمحتل؟

لا أدري ما إذا كانت الحكومة تملك تفسيرا لإقدامها على هذه الخطوة، وهل تقدر على تقديم تبريرات توضح أسباب إعاقة استكمال المشاريع الخاصة بمختلف مصادر الطاقة الأخرى، وهي التي تمطرنا يوميا بسعيها إلى تحقيق أمن الطاقة، وتعكف على إنشاء ميناء للغاز في العقبة، يمكّن من استيراده من الأسواق العالمية، لكننا لم نعد ندري ما نفع هذا الميناء بعد الاتفاق مع إسرائيل على استيراد كامل احتياجاتنا منها، وإنشاء أنبوب خاص لهذا الغاز؟

الاقتصاد سيتضرر من هذا الاتفاق الإذعاني، والبلد لن يحقق أمن طاقته ضمن هذا الخيار، ما يثير السؤال: ترى من المستفيد؟
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2014 01:17 AM

.
-- كل الشكر للأستاذة جمانة غنيمات على هذه " المرافعة " في مقال مُحكم .

-- واود ان اضيف بأن الإنسحاب المفاجيء لشركتي BP و SHELL يطرح اسئلة إضافية ,هذا من جانب .


-- اما الجانب ""الأخطر"" فهو انه لا يحق لإسرائيل قانونا تصدير الغاز اصلا من الحقل الذي سيزود الاردن لكونه واقع في المياة الإقليمية لغزة المحتلة.

-- بل يمكن مقاطعة الصادرات الاردنية المنتجة إعتمادا على الغاز الاسرائيلي المسروق بقرارات قضائية تنتج عن شكاوي من قبل المنظمات الحقوقية الدولية لمحكمة العدل الدولية او الجهات القضائية في اوربا .

-- الخلاصة أن اسرائيل لا تستطيع بيع الغاز المسروق في الاسواق الدولية و نحن بالحالة هذه نكون قد انقذنا اسرائيل من من مأزق قانوني و حللنا محلها ..!!

.

2) تعليق بواسطة :
09-09-2014 03:37 PM

عزيزتي جمانة... استخراج الصخر الزيتي مكلف جدا جدا جدا و لازالت أمريكا تحاول تطوير طرق تقلل تكايف استخراجه و تكريره و له آثار بيئية جدا مدمرة للبيئة و الاتحاد الأوروبي منع تقنياته الحالية لهذا السبب. و لا يمكن لبلد يعيش على المساعدات كالأردن أن يتحمل تكاليف الاستخراج و التكرير. اذا المصفاة الأردنية مديونه و من دين لقرض بلا أرباح. و لا تصدعينا بموضوع المكامن الخرافية للأردن من نفط و غاز. لو كان هناك نفط لاستخرج من زمن الملوك السابقين طلال و حسين. انسحاب الشركات النفطية من الأردن هي لعدم وجدو مكامن مجدية و لارتفاع تكاليف الحفر في أرض صخرية صلبة و قاسية.

3) تعليق بواسطة :
09-09-2014 07:53 PM

اعتقد بأن الحقل المنوي التصدير منه للأردن هو قبالة الشواطئ الاسرائيلية حسب قرار التقسيم.
سيمر خط النقل في اراضي السلطة الوطنيةواعتقد العمولة وصلت.وبقي التنفيذ وحي يذكر حي.
الفاضل تعليق 2
الصخر الزيتي يستغل في كندا بكميات تجارية والصين لاحقة على الطريق ولك انت تبحث على الانترنت عن الموضوع.
جمع المعلومات لمشروع الاردن بدأ في 2006-2007 وتم توقيع اتفاقية مع استونيا في 2007 وبعدها وزارة الطاقة تخض الماء كونه يوجد مستفيدين من الوضع الكارثي القائم وسبق ان اشار اليهم الفاضل المغترب بعبارة "مافيا الطاقة" ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012